صفحة جزء
[ ص: 324 ] ذكر مسير ابن الأشتر إلى قتال ابن زياد وفي هذه السنة لثمان بقين من ذي الحجة سار إبراهيم بن الأشتر لقتال عبيد الله بن زياد ، وكان مسيره بعد فراغ المختار من وقعة السبيع بيومين ، وأخرج المختار معه فرسان أصحابه ووجوههم وأهل البصائر منهم ممن له تجربة ، وخرج معه المختار يشيعه ، فلما بلغ دير عبد الرحمن بن أم الحكم لقيه أصحاب المختار معه الكرسي يحملونه على بغل أشهب وهم يدعون الله له بالنصر ويستنصرونه ، وكان سادن الكرسي حوشب البرسمي ، فلما رآهم المختار قال :

أما ورب المرسلات عرفا لنقتلن بعد صف صفا     وبعد ألف قاسطين ألفا



ثم ودعه المختار وقال له : خذ عني ثلاثا : خف الله - عز وجل - في سر أمرك وعلانيتك ، وعجل السير ، وإذا لقيت عدوك فناجزهم ساعة تلقاهم .

ورجع المختار ، وسار إبراهيم فانتهى إلى أصحاب الكرسي ، وهم عكوف عليه قد رفعوا أيديهم إلى السماء يدعون الله ، فقال إبراهيم : اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، هذه سنة بني إسرائيل ، والذي نفسي بيده ، إذ عكفوا على عجلهم ، ثم رجعوا وسار إلى قصده .

التالي السابق


الخدمات العلمية