صفحة جزء
ذكر عزل مصعب بن الزبير ، وولاية حمزة بن عبد الله بن الزبير

وفي هذه السنة عزل عبد الله بن الزبير أخاه مصعبا عن العراق بعد أن قتل المختار ، وولى مكانه ابنه حمزة بن عبد الله ، وكان حمزة جوادا مخلطا ، يجود أحيانا حتى لا يدع شيئا يملكه ، ويمنع أحيانا ما لا يمنع مثله ، وظهر منه بالبصرة خفة وضعف ، فيقال إنه ركب يوما فرأى فيض البصرة فقال : إن هذا الغدير إن رفقوا به ليكفينهم صيفهم . فلما كان بعد ذلك رآه جازرا فقال : قد قلت لو رفقوا به لكفاهم . وظهر منه غير ذلك ، فكتب الأحنف إلى أبيه وسأله أن يعزله عنهم ويعيد مصعبا ، فعزله ، فاحتمل مالا كثيرا [ ص: 341 ] من مال البصرة ، فعرض له مالك بن مسمع فقال له : لا ندعك تخرج بعطايانا . فضمن له عبيد الله بن عبد الله العطاء ، فكف عنه ، وشخص حمزة بالمال ، وأتى المدينة فأودعه رجالا ، فجحدوه إلا رجلا واحدا فوفى له ، وبلغ ذلك أباه فقال : أبعده الله ! أردت أن أباهي به بني مروان فنكص .

وقيل : إن مصعبا أقام بالكوفة سنة بعد قتل المختار معزولا عن البصرة ، عزله أخوه عبد الله ، واستعمل عليها ابنه حمزة ، ثم إن مصعبا وفد على أخيه عبد الله ، فرده على البصرة ، وقيل : بل انصرف مصعب إلى البصرة بعد قتل المختار ، واستعمل على الكوفة الحارث بن أبي ربيعة ، فكانتا في عمله ، فعزله أخوه عن البصرة واستعمل ابنه حمزة ، ثم عزل حمزة بكتاب الأحنف وأهل البصرة ، ورد مصعبا .

التالي السابق


الخدمات العلمية