صفحة جزء
[ ص: 346 ] ذكر قتل ابن الماحوز وإمارة قطري بن الفجاءة

لما أمر عتاب أصحابه بقتال الخوارج وأجابوه إلى ذلك جمع الناس ، وأمر لهم بطعام كثير ، ثم خرج حين أصبح ، فأتى الخوارج وهم آمنون ، فحملوا عليهم فقاتلوهم حتى أخرجوهم من عسكرهم ، وانتهوا إلى الزبير بن الماحوز ، فنزل في عصابة من أصحابه فقاتل حتى قتل ، وانحازت الأزارقة إلى قطري بن الفجاءة المازني ، وكنيته أبو نعامة ، فبايعوه ، وأصاب عتاب وأصحابه من عسكره ما شاءوا ، وجاء قطري فنزل في عسكر الزبير ، ثم سار عن أصبهان وتركها ، وأتى ناحية كرمان وأقام بها حتى اجتمعت إليه جموع كثيرة ، وجبى المال وقوي . ثم أقبل إلى أصبهان ، ثم أتى إلى أرض الأهواز ، فأقام بها والحارث بن أبي ربيعة عامل مصعب على البصرة ، فكتب إلى مصعب يخبره بالخوارج وأنهم ليس لهم إلا المهلب . فبعث إلى المهلب وهو على الموصل والجزيرة فأمره بقتال الخوارج ، وبعث إلى الموصل إبراهيم بن الأشتر ، وجاء المهلب إلى البصرة ، وانتخب الناس وسار بهم نحو الخوارج ، ثم أقبلوا إليه حتى التقوا بسولاف ، فاقتتلوا بها ثمانية أشهر أشد قتال رآه الناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية