صفحة جزء
ذكر قتل أبي فديك الخارجي

قد ذكرنا سنة اثنتين وسبعين قتل نجدة بن عامر الخارجي وطاعة أصحابه أبا فديك ، وثبت قدم أبي فديك إلى الآن ، فأمر عبد الملك بن مروان عمر بن عبيد الله بن معمر أن يندب الناس من أهل الكوفة والبصرة ، ويسير إلى قتاله ، فندبهم وانتدب معه عشرة آلاف ، فأخرج لهم أرزاقهم ، ثم سار بهم ، وجعل أهل الكوفة على الميمنة ، وعليهم محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله ، وأهل البصرة على الميسرة وعليهم عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر ، وهو ابن أخي عمر ، وجعل خيله في القلب ، وساروا حتى انتهوا إلى البحرين ، فالتقوا واصطفوا للقتال ، فحمل أبو فديك وأصحابه حملة رجل واحد ، فكشفوا ميسرة عمر حتى أبعدوا ، إلا المغيرة بن المهلب ، ومجاعة بن عبد الرحمن ، وفرسان الناس ، فإنهم مالوا إلى صف أهل الكوفة بالميمنة ، وجرح عمر بن موسى .

فلما رأى أهل الميسرة أهل الميمنة لم ينهزموا رجعوا وقاتلوا وما عليهم أمير ، لأن [ ص: 410 ] أميرهم عمر بن موسى كان جريحا ، فحملوه معهم ، واشتد قتالهم حتى دخلوا عسكر الخوارج ، وحمل أهل الكوفة من الميمنة ومن معهم من أهل الميسرة حتى استباحوا عسكرهم ، وقتلوا أبا فديك ، وحصروا أصحابه بالمشقر ، فنزلوا على الحكم ، فقتل منهم نحو ستة آلاف وأسر ثمانمائة ، ووجدوا جارية عبد الله بن أمية حبلى من أبي فديك ، وعادوا إلى البصرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية