[ ص: 493 ]   82 
ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين 
ذكر 
الحرب بين  الحجاج   nindex.php?page=showalam&ids=12582وابن الأشعث  
قيل : في المحرم من هذه السنة اقتتل عسكر  
الحجاج  وعسكر  
 nindex.php?page=showalam&ids=12582عبد الرحمن بن الأشعث  قتالا شديدا ، فتزاحفوا في المحرم عدة دفعات ، فلما كان ذات يوم في آخر المحرم اشتد قتالهم ، فانهزم أصحاب  
الحجاج  حتى انتهوا إليه ، وقاتلوا على خنادقهم ، ثم إنهم تزاحفوا آخر يوم من المحرم ، فجال أصحاب  
الحجاج  وتقوض صفهم ، فجثا  
الحجاج  على ركبتيه وقال : لله در  
مصعب  ، ما كان أكرمه حين نزل به ما نزل وعزم على أنه لا يفر . 
فحمل  
سفيان بن الأبرد الكلبي  على الميمنة التي  
لعبد الرحمن  فهزمها ، وانهزم 
أهل العراق   وأقبلوا نحو 
الكوفة  مع  
عبد الرحمن  ، وقتل منهم خلق كثير ، منهم  
عقبة بن عبد الغافر الأزدي  ، وجماعة من القراء ، قتلوا ربضة واحدة معه . 
ولما بلغ  
عبد الرحمن  الكوفة  تبعه أهل القوة وأصحاب الخيل من 
أهل البصرة   ، واجتمع من بقي في 
البصرة    ( مع  
عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب  ، فبايعوه ، فقاتل بهم  
الحجاج  خمس ليال أشد قتال رآه الناس ، ثم انصرف فلحق  
 nindex.php?page=showalam&ids=12582بابن الأشعث  ، وتبعه طائفة من 
أهل البصرة     ) ، وقتل منهم  
طفيل بن عامر بن واثلة  ، فقال أبوه يرثيه ، وهو من الصحابة : 
خلى  طفيل  علي الهم فانشعبا وهد ذلك ركني هدة عجبا     مهما نسيت فلا أنساه إذ حدقت 
به الأسنة مقتولا ومنسلبا  [ ص: 494 ]     وأخطأتني المنايا لا تطالعني 
حتى كبرت ولم يتركن لي نشبا     وكنت بعد  طفيل  كالذي نضبت 
عنه السيول وغاض الماء فانقضبا 
وهي أبيات عدة ، وهذه الوقعة تسمى يوم الزاوية . 
فأقام  
الحجاج  أول صفر ، واستعمل على 
البصرة  الحكم بن أيوب الثقفي     . 
وسار  
عبد الرحمن  إلى 
الكوفة  ، وقد كان  
الحجاج  استعمل عليها عند مسيره إلى 
البصرة  عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عامر الحضرمي  حليف 
بني أمية  ، فقصده  
مطر بن ناجية اليربوعي  ، فتحصن منه  
ابن الحضرمي  في القصر ، ووثب 
أهل الكوفة   مع  
مطر  ، فأخرج  
ابن الحضرمي  ومن معه من 
أهل الشام   ، وكانوا أربعة آلاف ، واستولى  
مطر  على القصر ، واجتمع الناس ، وفرق فيهم مائتي درهم ، مائتي درهم . 
فلما وصل  
 nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث  إلى 
الكوفة  كان  
مطر  بالقصر ، فخرج 
أهل الكوفة   يستقبلونه ، ودخل 
الكوفة  وقد سبق إليه همدان ، فكانوا حوله ، فأتى القصر ، فمنعه  
مطر بن ناجية  ومعه جماعة من 
بني تميم  ، فأصعد  
عبد الرحمن  الناس في السلاليم إلى القصر ، فأخذوه ، فأتي  
عبد الرحمن  بمطر بن ناجية  فحبسه ، ثم أطلقه وصار معه . فلما استقر  
عبد الرحمن  بالكوفة  اجتمع إليه الناس ، وقصده 
أهل البصرة   ، منهم  
عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة الهاشمي  بعد قتاله  
الحجاج  بالبصرة    . 
وقتل  
الحجاج  يوم الزاوية بعد الهزيمة أحد عشر ألفا خدعهم بالأمان ، وأمر مناديا فنادى : لا أمان لفلان بن فلان ، فسمى رجالا ، فقال العامة : قد آمن الناس ، فحضروا عنده ، فأمر بهم فقتلوا .