صفحة جزء
ذكر ابتداء الدعوة العباسية

في هذه السنة وجه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الدعاة في الآفاق .

[ ص: 108 ] وكان سبب ذلك أن محمدا كان ينزل أرض الشراة من أعمال البلقاء بالشام ، فسار أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية إلى الشام إلى سليمان بن عبد الملك ، فاجتمع به محمد بن علي فأحسن صحبته ، واجتمع أبو هاشم بسليمان وأكرمه وقضى حوائجه ، ورأى من علمه وفصاحته ما حسده عليه وخافه ، فوضع عليه من وقف على طريقه فسمه في لبن .

فلما أحس أبو هاشم بالشر قصد الحميمة من أرض الشراة ، وبها محمد ، فنزل عليه وأعلمه أن هذا الأمر صائر إلى ولده ، وعرفه ما يعمل ، وكان أبو هاشم قد أعلم شيعته من أهل خراسان والعراق عند ترددهم إليه أن الأمر صائر إلى ولد محمد بن علي ، وأمرهم بقصده بعده .

فلما مات أبو هاشم قصدوا محمدا وبايعوه ، وعادوا فدعوا الناس إليه ، فأجابوهم ، وكان الذين سيرهم إلى الآفاق جماعة ، فوجه ميسرة إلى العراق ، ووجه محمد بن خنيس ، وأبا عكرمة السراج ، وهو أبو محمد الصادق ، وحيان العطار ، خال إبراهيم بن سلمة ، إلى خراسان ، وعليها الجراح الحكمي ، وأمرهم بالدعاء إليه وإلى أهل بيته . فلقوا من لقوا . ثم انصرفوا بكتب من استجاب لهم إلى محمد بن علي ، فدفعوها إلى ميسرة ، فبعث بها ميسرة إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، فاختار أبو محمد الصادق لمحمد بن علي اثني عشر رجلا نقباء ، منهم : سليمان بن كثير الخزاعي ، ولاهز بن قريظ التميمي ، وقحطبة بن شبيب الطائي ، وموسى بن كعب التميمي ، وخالد بن إبراهيم أبو داود من بني شيبان بن ذهل ، والقاسم بن مجاشع التميمي ، وعمران بن إسماعيل أبو النجم مولى آل أبي معيط ، ومالك بن الهيثم الخزاعي ، وطلحة بن زريق الخزاعي ، وعمرو بن أعين أبو حمزة مولى خزاعة ، وشبل بن طهمان أبو علي الهروي مولى لبني حنيفة ، وعيسى بن أعين مولى خزاعة ، واختار سبعين رجلا ، وكتب إليهم محمد بن علي كتابا ليكون لهم مثالا وسيرة يسيرون بها .

( الحميمة : بضم الحاء المهملة ، والشراة : بالشين المعجمة ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية