صفحة جزء
ذكر البيعة بولاية العهد لهشام والوليد

لما وجه يزيد بن عبد الملك الجيوش إلى يزيد بن المهلب ، على ما ذكرناه ، واستعمل على الجيش مسلمة بن عبد الملك أخاه ، والعباس بن الوليد بن عبد الملك وهو ابن أخيه ، قالا له : يا أمير المؤمنين إن أهل العراق أهل غدر وإرجاف ، وقد توجهنا محاربين والحوادث تحدث ، ولا نأمن أن يرجف أهل العراق ، ويقولوا : مات أمير المؤمنين ، فيفت ذلك في أعضادنا ، فلو عهدت عهد عبد العزيز بن الوليد لكان رأيا صوابا .

فبلغ ذلك مسلمة بن عبد الملك ، فأتى أخاه يزيد ، فقال : يا أمير المؤمنين أيما أحب إليك أخوك أم ابن أخيك ؟ فقال : بل أخي . فقال : فأخوك أحق بالخلافة . فقال يزيد : إذا لم تكن في ولدي فأخي أحق بها من ابن أخي كما ذكرت . قال : فابنك لم يبلغ فبايع لهشام بن عبد الملك ثم بعده لابنك الوليد ، وكان الوليد يومئذ ابن إحدى عشرة سنة ، فبايع بولاية العهد لهشام بن عبد الملك أخيه ، وبعده لابنه الوليد بن يزيد ، ثم عاش يزيد حتى بلغ ابنه الوليد ، فكان إذا رآه يقول : الله بيني وبين من جعل هشاما بيني وبينك .

التالي السابق


الخدمات العلمية