صفحة جزء
[ ص: 338 ] ذكر خلاف أهل فلسطين

وفيها خرج ثابت بن نعيم بعد أهل حمص والغوطة ، وكان خروجه في أهل فلسطين ، وانتقض على مروان أيضا ، وأتى طبرية فحاصرها وعليها الوليد بن معاوية بن مروان بن الحكم ابن أخي عبد الملك ، فقاتله أهلها أياما .

فكتب مروان بن محمد إلى أبي الورد يأمره بالمسير إليهم ، فسار إليهم ، فلما قرب منهم خرج أهل طبرية على ثابت فهزموه واستباحوا عسكره ، وانصرف إلى فلسطين منهزما ، وتبعه أبو الورد فالتقوا واقتتلوا ، فهزمه أبو الورد ثانية وتفرق أصحابه وأسر ثلاثة من أولاده وبعث بهم إلى مروان ، وتغيب ثابت وولده رفاعة .

واستعمل مروان على فلسطين الرماحس بن عبد العزيز الكناني ، فظفر بثابت وبعثه إلى مروان موثقا بعد شهرين ، فأمر به وبأولاده الثلاثة فقطعت أيديهم وأرجلهم وحملوا إلى دمشق فألقوا على باب المسجد ، ثم صلبهم على أبواب دمشق .

وكان مروان بدير أيوب فبايع لابنيه عبيد الله وعبد الله وزوجهما ابنتي هشام بن عبد الملك وجمع كذلك بني أمية ، واستقام له الشام ما خلا تدمر ، فسار إليها فنزل القسطل ، وبينه وبين تدمر أيام ، وكانوا قد عوروا المياه ، فاستعمل المزاد والقرب والإبل ، وكلمه الأبرش بن الوليد وسليمان بن هشام وغيرهما ، وسألوه أن يرسل إليهم ، فأذن لهم في ذلك ، وسار الأبرش وخوفهم وحذرهم ، فأجابوا إلى الطاعة ، وهرب نفر منهم إلى البر ممن لم يثق بمروان ، ورجع الأبرش إلى مروان ومعه من أطاع بعد أن هدم سورها .

وكان مروان قد سير يزيد بن عمر بن هبيرة بين يديه إلى العراق لقتال الضحاك الخارجي ، وضرب على أهل الشام بعثا وأمرهم باللحاق بيزيد ، وسار مروان إلى الرصافة ، فاستأذنه سليمان بن هشام ليقيم أياما ليقوى من معه ويستريح ظهره . فأذن له ، وتقدم مروان إلى قرقيسيا وبها ابن هبيرة ليقدمه إلى الضحاك ، فرجع عشرة آلاف ممن كان قد أخذه من أهل الشام لقتال الضحاك ، فأقاموا بالرصافة ودعوا سليمان إلى خلع مروان ، فأجابهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية