صفحة جزء
فصل والذي صح عنه صلى الله عليه وسلم أن الذي يفطر به الصائم : الأكل والشرب [ ص: 57 ] والحجامة والقيء ، والقرآن دال على أن الجماع مفطر كالأكل والشرب ، لا [ ص: 58 ] يعرف فيه خلاف ، ولا يصح عنه في الكحل شيء .

وصح عنه أنه كان يستاك وهو صائم .

وذكر الإمام أحمد عنه ، أنه ( كان يصب الماء على رأسه وهو صائم ) .

وكان يتمضمض ويستنشق وهو صائم ، ومنع الصائم من المبالغة في الاستنشاق . ولا يصح عنه أنه احتجم وهو صائم ، قاله الإمام أحمد . وقد رواه البخاري في " صحيحه " قال أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد قال : لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة في الصيام ، يعني حديث سعيد ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم .

[ ص: 59 ] قال مهنا : وسألت أحمد عن حديث حبيب بن الشهيد ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم . فقال : ليس بصحيح ، قد أنكره يحيى بن سعيد الأنصاري ، إنما كانت أحاديث ميمون بن مهران عن ابن عباس نحو خمسة عشر حديثا .

وقال الأثرم : سمعت أبا عبد الله ذكر هذا الحديث فضعفه ، وقال مهنا : سألت أحمد عن حديث قبيصة ، عن سفيان ، عن حماد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما محرما ) فقال : هو خطأ من قبل قبيصة ، وسألت يحيى عن قبيصة بن عقبة ، فقال : رجل صدق ، والحديث الذي يحدث به عن سفيان ، عن سعيد بن جبير خطأ من قبله .

قال أحمد في كتاب الأشجعي : عن سعيد بن جبير مرسلا ( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم ) ، ولا يذكر فيه صائما .

قال مهنا : وسألت أحمد عن حديث ابن عباس : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم ) ؟ فقال : ليس فيه " صائم " ، إنما هو محرم ، ذكره سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن طاووس ، عن ابن عباس ، ( احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسه وهو محرم )

ورواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، ( احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم ) .

وروح ، عن زكريا بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء وطاووس ، عن ابن عباس ، ( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم ) ، وهؤلاء أصحاب ابن عباس لا يذكرون " صائما " .

وقال حنبل : حدثنا أبو عبد الله ، حدثنا وكيع ، عن ياسين الزيات ، عن رجل ، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ( احتجم في رمضان بعد ما قال : " أفطر الحاجم [ ص: 60 ] والمحجوم ) قال أبو عبد الله : الرجل أراه أبان بن أبي عياش ، يعني : ولا يحتج به .

وقال الأثرم : قلت لأبي عبد الله : روى محمد بن معاوية النيسابوري ، عن أبي عوانة ، عن السدي ، عن أنس ، ( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم ) فأنكر هذا ، ثم قال : السدي عن أنس ؟ قلت : نعم ، فعجب من هذا .

قال أحمد : وفي قوله : ( أفطر الحاجم والمحجوم ) غير حديث ثابت .

وقال إسحاق : قد ثبت هذا من خمسة أوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

والمقصود أنه لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه احتجم وهو صائم ، ولا صح عنه أنه نهى الصائم عن السواك أول النهار ولا آخره ، بل قد روي عنه خلافه . ويذكر عنه ( من خير خصال الصائم السواك ) ، رواه ابن ماجه من حديث مجالد وفيه ضعف .

التالي السابق


الخدمات العلمية