صفحة جزء
فصل

ومنها وهم للقاضي عياض رحمه الله وغيره أنه صلى الله عليه وسلم تطيب هناك قبل [ ص: 278 ] غسله ، ثم غسل الطيب عنه لما اغتسل .

ومنشأ هذا الوهم من سياق ما وقع في " صحيح مسلم " في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم طاف على نسائه بعد ذلك ، ثم أصبح محرما ) .

والذي يرد هذا الوهم قولها : ( طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه ) وقولها : كأني أنظر إلى وبيص الطيب أي : بريقه في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ، وفي لفظ : وهو يلبي بعد ثلاث من إحرامه ، وفي لفظ : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد ، ثم أرى وبيص الطيب في رأسه ولحيته بعد ذلك ) ، وكل هذه الألفاظ ألفاظ الصحيح .

وأما الحديث الذي احتج به فإنه حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، عن أبيه عنها : ( كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يطوف على نسائه ، ثم يصبح محرما ) ، وهذا ليس فيه ما يمنع الطيب الثاني عند إحرامه .

التالي السابق


الخدمات العلمية