صفحة جزء
فصل

ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسمية العنب كرما وقال : ( الكرم قلب المؤمن ) وهذا ؛ لأن هذه اللفظة تدل على كثرة الخير والمنافع في المسمى بها ، وقلب المؤمن هو المستحق لذلك دون شجرة العنب ، ولكن : هل المراد النهي عن تخصيص شجرة العنب بهذا الاسم ، وأن قلب المؤمن أولى به منه ، فلا يمنع من تسميته بالكرم ، كما قال في " المسكين " و " الرقوب " و " المفلس " أو المراد أن [ ص: 319 ] تسميته بهذا مع اتخاذ الخمر المحرم منه وصف بالكرم والخير والمنافع لأصل هذا الشراب الخبيث المحرم ، وذلك ذريعة إلى مدح ما حرم الله وتهييج النفوس إليه ؟ هذا محتمل ، والله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم ، والأولى أن لا يسمى شجر العنب كرما .

التالي السابق


الخدمات العلمية