صفحة جزء
فصل

في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر

كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق ذكرا لله عز وجل ، بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه ، وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكرا منه لله ، وإخباره عن أسماء الرب وصفاته ، وأحكامه وأفعاله ، ووعده ووعيده ، ذكرا منه له ، وثناؤه عليه بآلائه ، وتمجيده وحمده ، وتسبيحه ذكرا منه له ، وسؤاله ودعاؤه إياه ، ورغبته ورهبته ذكرا منه له ، وسكوته وصمته ذكرا منه له بقلبه ، فكان ذاكرا لله في كل أحيانه ، وعلى جميع أحواله ، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه ، قائما وقاعدا وعلى جنبه ، وفي مشيه وركوبه ، ومسيره ونزوله ، وظعنه وإقامته .

وكان إذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )

التالي السابق


الخدمات العلمية