صفحة جزء
وقتل مصعب بن عمير بين يديه ، فدفع اللواء إلى علي بن أبي طالب ، ونشبت حلقتان من حلق المغفر في وجهه ، فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح [ ص: 177 ] وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه من شدة غوصهما في وجهه ، وامتص مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من وجنته ، وأدركه المشركون يريدون ما الله حائل بينهم وبينه ، فحال دونه نفر من المسلمين نحو عشرة حتى قتلوا ، ثم جالدهم طلحة حتى أجهضهم عنه ، وترس أبو دجانة عليه بظهره ، والنبل يقع فيه ، وهو لا يتحرك ، ( وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان ، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فردها عليه بيده ، وكانت أصح عينيه وأحسنهما ) ، وصرخ الشيطان بأعلى صوته : إن محمدا قد قتل ، ووقع ذلك في قلوب كثير من المسلمين ، وفر أكثرهم وكان أمر الله قدرا مقدورا .

( ومر أنس بن النضر بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم ، فقال ما تنتظرون ؟ فقالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما تصنعون في الحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه ، ثم استقبل الناس ، ولقي سعد بن معاذ [ ص: 178 ] فقال : يا سعد إني لأجد ريح الجنة من دون أحد ، فقاتل حتى قتل ، ووجد به سبعون ضربة ، وجرح يومئذ عبد الرحمن بن عوف نحوا من عشرين جراحة ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية