صفحة جزء
فصل

ومما وقع في حديث الإفك أن في بعض طرقه أن عليا قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما استشاره سل الجارية تصدقك ، فدعا بريرة ، فسألها ، فقالت : ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على التبر ، أو كما قالت ، وقد استشكل هذا ، فإن بريرة إنما كاتبت وعتقت بعد هذا بمدة طويلة ، وكان العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك في المدينة ، والعباس إنما قدم المدينة بعد الفتح ، ولهذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد شفع إلى بريرة أن تراجع زوجها فأبت أن تراجعه : ( يا عباس " ألا تعجب من بغض بريرة مغيثا وحبه لها ! ) .

ففي قصة الإفك لم تكن بريرة عند عائشة ، وهذا الذي ذكروه إن كان لازما ، فيكون الوهم من تسميته الجارية بريرة ، ولم يقل له علي سل بريرة ، وإنما [ ص: 240 ] قال فسل الجارية تصدقك ، فظن بعض الرواة أنها بريرة ، فسماها بذلك ، وإن لم يلزم بأن يكون طلب مغيث لها استمر إلى بعد الفتح ، ولم ييأس منها زال الإشكال ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية