صفحة جزء
فصل في قدوم وفد بني سعد هذيم من قضاعة .

قال الواقدي : عن أبي النعمان عن أبيه من بني سعد هذيم : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا في نفر من قومي ، وقد أوطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاد غلبة ، وأداخ العرب ، والناس صنفان : إما داخل في الإسلام راغب فيه ، وإما خائف من السيف ، فنزلنا ناحية من المدينة ، ثم خرجنا نؤم المسجد حتى انتهينا إلى بابه ، فنجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على جنازة في المسجد ، فقمنا ناحية ، ولم ندخل مع الناس في صلاتهم حتى نلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبايعه ، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 570 ] فنظر إلينا فدعا بنا ، فقال " من أنتم ؟ " فقلنا : من بني سعد هذيم فقال : ( أمسلمون أنتم ؟ " قلنا : نعم . قال : فهلا صليتم على أخيكم ؟ قلنا : يا رسول الله ظننا أن ذلك لا يجوز لنا حتى نبايعك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أينما أسلمتم فأنتم مسلمون " ، قالوا : فأسلمنا وبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، ثم انصرفنا إلى رحالنا قد خلفنا عليها أصغرنا ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبنا ، فأتي بنا إليه ، فتقدم صاحبنا إليه فبايعه على الإسلام ، فقلنا : يا رسول الله إنه أصغرنا ، وإنه خادمنا ، فقال : " أصغر القوم خادمهم ، بارك الله عليه " ، قال : فكان والله خيرنا ، وأقرأنا للقرآن لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ، فكان يؤمنا ، ولما أردنا الانصراف أمر بلالا فأجازنا بأواق من فضة لكل رجل منا ، فرجعنا إلى قومنا ، فرزقهم الله الإسلام )

التالي السابق


الخدمات العلمية