موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين

القاسمي - محمد جمال الدين القاسمي

صفحة جزء
بيان فضيلة حسن الخلق ، ومذمة سوء الخلق :

قال الله تعالى لنبيه مثنيا عليه ومظهرا نعمته لديه : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) [ القلم : 4 ] وقالت " عائشة " رضي الله عنها : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلقه القرآن " وقال - صلى الله عليه وسلم - : " إنما [ ص: 176 ] بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " الدين حسن الخلق ، وهو أن لا تغضب " ، وقيل : يا رسول الله ، ما الشؤم ؟ قال : " سوء الخلق " وقال - صلى الله عليه وسلم - : " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " وقيل له : " يا رسول الله إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيئة الخلق تؤذي جيرانها بلسانها " . قال : " لا خير فيها هي من أهل النار " وقال - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق ، ألا فزينوا دينكم بهما " وقيل : " يا رسول الله أي المؤمنين أفضلهم إيمانا " ؟ قال : " أحسنهم خلقا " وقال - صلى الله عليه وسلم - : " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق " وقال - صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا ذر ، لا عقل كالتدبير ، ولا حسب كحسن الخلق " وعن الحسن : " من ساء خلقه عذب نفسه " وقال " وهب " : " مثل السيئ الخلق كمثل الفخارة المكسورة لا ترقع ولا تعاد طينا " وقال " الفضيل " : لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب من أن يصحبني عابد سيئ الخلق " .

التالي السابق


الخدمات العلمية