موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين

القاسمي - محمد جمال الدين القاسمي

صفحة جزء
وأما الاستقبال : فهو صرف لظاهر وجهك عن سائر الجهات إلى جهة بيت الله تعالى ، [ ص: 38 ] أفترى أن صرف القلب من سائر الأمور إلى أمر الله عز وجل ليس مطلوبا منك ؟ هيهات ، فلا مطلوب سواه ، وإنما هذه الظواهر تحريكات للبواطن وضبط للجوارح وتسكين لها بالإثبات في جهة واحدة حتى لا تبغي على القلب ، فإنها إذا بغت وظلمت في حركاتها والتفاتها إلى جهاتها استتبعت القلب وانقلبت به عن وجه الله عز وجل . فليكن وجه قلبك مع وجه بدنك ، واعلم أنه كما لا يتوجه الوجه إلى جهة البيت إلا بالانصراف عن غيرها فلا ينصرف القلب إلى الله عز وجل إلا بالتفرغ عما سواه .

التالي السابق


الخدمات العلمية