موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين

القاسمي - محمد جمال الدين القاسمي

صفحة جزء
بيان نوافل العبادات

اعلم أن ما عدا الفرائض من الصلوات يسمى نافلة وتطوعا ، فمنه ما يتعلق بأسباب كالكسوف والاستسقاء ، ومنه ما يتعلق بأوقات كرواتب الصلاة ونحوها . فمن الثاني راتبة الصبح وهي ركعتان يدخل وقتها بطلوع الفجر ، فإن دخل المسجد وقد قامت الصلاة فليشتغل بالمكتوبة ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة " ، ثم إذا فرغ من المكتوبة قام إليهما وصلاهما . وراتبة الظهر أربع قبلها وأربع بعدها وله الاقتصار على ركعتين قبل وبعد . وراتبة العصر وهي أربع ركعات قبلها ولم تكن مواظبته صلوات الله عليه عليها كمواظبته على نافلة الظهر . وراتبة المغرب : وهما ركعتان بعد الفريضة ، وأما ركعتان قبلها بين أذان المؤذن وإقامته على سبيل المبادرة فكان يفعله كثير من الصحابة ، وصح أمر النبي - صلوات الله عليه - بها على سبيل التخيير . وراتبة العشاء : بعدها ركعتان أو أربع . وأما الوتر فوقته بعد العشاء وأكثره إحدى عشرة ركعة ، وله أن يوتر بتسع وسبع وخمس وثلاث موصولة بتسليمة واحدة أو مفصولة بتسليمتين ، وجعله بعد التهجد في آخر الليل أفضل . وأما صلاة الضحى : فأكثر ما نقل في عدد ركعاتها ثمان ، وأقله ركعتان ، ووقتها بعد إشراق الشمس وارتفاعها . وأما صلاة العيدين : فهي سنة مؤكدة وشعار من شعائر الدين ، ويستحب يوم العيد الاغتسال والتزين والتطيب . وأما صلاة التراويح : فهي عشرون ركعة ، وكيفيتها معروفة . وأما صلاة الخسوف : فركعتان ينادي لهما ويصليهما الإمام بالناس جماعة في المسجد وفي كل منهما ركوعان وسجودان ، ثم يخطب بعدهما ويأمر الناس بالصدقة والتوبة ، ووقتها عند ابتداء الخسوف إلى تمام الانجلاء . وأما صلاة الاستسقاء : فإذا غارت الأنهار وانقطعت الأمطار فيستحب للإمام أن يأمر الناس أولا بصيام ثلاثة أيام وما أطاقوا من الصدقة والخروج من المظالم والتوبة من المعاصي ، ثم يخرج بهم اليوم الرابع ، وبالعجائز والصبيان في ثياب بذلة واستكانة متواضعين ، ولو خرج أهل الذمة أيضا متميزين لم يمنعوا ، فإذا اجتمعوا في المصلى الواسع من الصحراء نودي : الصلاة جامعة ، فصلى بهم الإمام ركعتين مثل صلاة العيد بغير تكبير ، ثم يخطب خطبتين ويكثر من الاستغفار والدعاء . وأما صلاة الجنائز : فكيفيتها معروفة وهي من فرائض الكفايات وإنما تصير نفلا في حق من لم تتعين عليه بحضور غيره .

وأما تحية [ ص: 48 ] المسجد : فركعتان وهي سنة مؤكدة وإن اشتغل بفرض أو قضاء تأدى به التحية وحصل الفضل ، إذ المقصود أن لا يخلو ابتداء دخوله عن العبادة الخاصة بالمسجد . وأما ركعتا الوضوء بعده فمستحبتان لأن الوضوء قربة ومقصودها الصلاة . وأما صلاة الاستخارة : فمن هم بأمر فقد أمر النبي - صلوات الله عليه - أن يصلي ركعتين يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب و ( قل ياأيها الكافرون ) [ الكافرون : 1 ] وفي الثانية الفاتحة و ( قل هو الله أحد ) [ الإخلاص : 1 ] فإذا فرغ دعا وقال : " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فقدره لي وبارك لي فيه ثم يسره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاصرفني عنه واصرفه عني وقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به " ويسمي حاجته .

التالي السابق


الخدمات العلمية