حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( و ) كره للصائم ( ذوق ملح ) لطعامه لينظر اعتداله ولو لصانع وكذا ذوق عسل وخل ونحوهما ( و ) كره مضغ ( علك ) ، وهو ما يعلك أي يمضغ كتمر لصبي مثلا ومضغ لبان ( ثم يمجه ) قبل أن يصل منه شيء إلى حلقه فإن وصل قضى فقط إن لم يتعمد وإلا كفر أيضا ( ومداواة حفر ) بفتح الفاء وسكونها ، وهو فساد أصول الأسنان ( زمنه ) أي الصوم ، وهو النهار ولا شيء عليه إن سلم فإن ابتلع منه شيئا غلبة قضى ، وإن تعمد كفر أيضا ( إلا لخوف ضرر ) في تأخيره لليل بحدوث مرض أو زيادة أو شدة تألم ، وإن لم يحدث منه مرض فلا تكره بل يجب إن خاف هلاكا أو شدة أذى


( قوله ومضغ علك ) أشار بهذا إلى أن علك معمول لمحذوف لا عطف على ملح ; لأن العلك لا يذاق اللهم أن يضمن ذوق معنى تناول تأمل ( قوله ثم يمجه ) يحتمل أنه من تتمة تصوير المسألة وحينئذ فيقرأ بالنصب ; لأنه من عطف الفعل على المصدر الصريح ويحتمل أن يكون مستأنفا فيقرأ بالرفع أي ، وإذا وقع ونزل وذاق الملح أو مضغ العلك فيمجه أي وجوبا وعليه فإن أمسكه بفيه ولم يبتلع منه شيئا حتى دخل وقت الغروب فهل يأثم أم لا ا هـ عدوي ( قوله ومداواة حفر زمنه ) مفهومه جواز مداواته ليلا فإن وصل لحلقه نهارا فهل يكون مثل هبوط الكحل نهارا أم لا ، وهو الظاهر ; لأن هبوط الكحل ليس فيه وصول شيء من الخارج إلى الجوف بخلاف دواء الحفر ا هـ عدوي ( قوله ولا شيء عليه إن سلم ) أي من وصول شيء من الدواء لحلقه وقوله فإن ابتلع منه أي من الدواء المفهوم من مداواة .

( قوله إلا لخوف ضرر ) من ذلك غزل الكتان للنساء إذا كن يرقنه فيكره لهن ذلك ما لم تضطر المرأة لذلك وإلا فلا كراهة وهذا إذا كان له طعم يتحلل كالذي يعطن في المبلات ، وأما ما كان مصريا أي يعطن في البحر فيجوز مطلقا كما في ح وغيره ومن ذلك حصاد الزرع إذا كان يؤدي للفطر كره ما لم يضطر الحصاد لذلك ، وأما رب الزرع فله الخروج للوقوف عليه ولو أدى إلى الفطر ; لأن رب المال مضطر لحفظه كما في المواق عن البرزلي ا هـ بن ( قوله في تأخيره ) أي في تأخير الدواء أي في تأخير استعماله ليلا وقوله وإن لم يحدث منه أي من التألم

التالي السابق


الخدمات العلمية