حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
ثم شرع في بيان ما يكون به الجنس الواحد جنسين وما لا يكون فمن الثاني قوله ( والطحن ) للحب ( والعجن ) للدقيق ( والصلق ) لشيء من الحبوب ( إلا الترمس والتنبيذ ) لتمر أو زبيب ( لا ينقل ) كل منها عن أصله فالدقيق ليس جنسا منفردا عن أصله ; لأنه تفريق أجزاء والعجين مع الدقيق أو القمح جنس واحد والمصلوق مع غيره جنس لكن لا يباع مصلوق بمثله لعدم تحقق المماثلة ، ولا بيابس لأنه رطب بيابس ، وكذا التنبيذ لا ينقل عن أصله ، وكذا عصير العنب مع العنب ، وأما الترمس فصلقه ينقله عن أصله لطول أمده وتكلف مؤنته ولا بد من نقعه في الماء حتى يحلو وأشار للقسم الأول بقوله ( بخلاف خله ) يعني تخليل النبيذ ، فإنه ينقل عن أصل النبيذ لا عن النبيذ إذ الخل والنبيذ جنس على المعتمد ( و ) طبخ بخلاف ( طبخ لحم بأبزار ) ، فإنه ينقل عن النيء وعن المطبوخ [ ص: 52 ] بغيرها والجمع ليس بمراد فالمراد الجنس الصادق بالواحد ، وكذا بالبصل فمتى أضيف للماء والملح البصل كفى في النقل ( و ) بخلاف ( شيه ) أي اللحم بالنار ( وتجفيفه ) بنار أو شمس أو هواء ( بها ) أي بالأبزار ، فإنه ناقل لا بدونها ( و ) بخلاف ( الخبز ) بفتح الخاء ، فإنه ناقل عن العجين والدقيق ( وقلي قمح ) مثلا ، فإنه ناقل ( وسويق ) المراد به القمح المصلوق المطحون بعد صلقه ، فإنه ينقل لاجتماع أمرين فيه ، وإن كان كل واحد بانفراده لا ينقل ( و ) بخلاف ( سمن ) أي تسمين ، فإنه ناقل عن اللبن الذي أخرج زبده


( قوله : إلا الترمس ) أي فإن صلقه ينقله عن جنسه وألحق بصلق الترمس تدميس الفول وصلق الفول الحار للكلفة أي المشقة وحينئذ فيجوز بيع الفول المدمس والفول الحار بالفول اليابس ، ولو متفاضلا إذا كان مناجزة .

( قوله : فالدقيق ليس جنسا منفردا عن أصله ) أي وحينئذ فيجوز بيعه بالحب متماثلا لا متفاضلا وسيأتي أن المماثلة هنا تعتبر بالوزن لا بالكيل وقيل تعتبر بكل منهما ( قوله : والعجين مع الدقيق أو القمح جنس واحد ) أي فلا يباع العجين بواحد منهما إلا إذا كان متماثلا وتعتبر المماثلة في قدر الدقيق تحريا من الجانبين في بيع العجين بالقمح وفي جانب العجين إذا بيع بالدقيق كما يأتي ( قوله : على المعتمد ) وحاصله أن النبيذ مع التمر جنس واحد وكذلك مع الخل جنس واحد إلا أنه يمنع بيعه بالتمر مطلقا ويجوز بيعه بالخل متماثلا .

لا متفاضلا ، وأما الخل مع التمر فهما جنسان فالتمر طرف والخل طرف والنبيذ واسطة بينهما فهو مع كل طرف جنس والطرفان جنسان ( قوله : وطبخ لحم بأبزار ) أي وأما طبخ أرز بأبزار ، فإنه لا ينقل [ ص: 52 ] كذا في عبق وفيه نظر فإن ظاهر كلام ابن بشير كما في المواق أن كل ما طبخ بأبزار نقل عن أصله بذلك سواء اللحم والأرز وغيرهما ا هـ بن ( قوله : وبخلاف شيه وتجفيفه بها ) أي بالأبزار أي أو بغيرها من المصلح كالبصل أو الثوم من الملح ( قوله : لا بدونها ) أي لا إن كان التجفيف بدون أبزار ، فإنه لا ينقل عن النيء ( قوله : وسويق وسمن ) الظاهر كما لح أن الواو في قوله وسمن بمعنى مع وأن مراده أن السويق إذا لت بسمن ينتقل عن السويق غير الملتوت ، وبهذا يسلم من اعتراض ابن غازي في قوله وسمن بأنه يقتضي أن السمن جنس غير الزبد والحليب وأن أجيب عنه أيضا بما قال شارحنا ، وحاصله أن المراد بالسويق التسويق والمراد بالسمن التسمين أي أن التسويق ينقل السويق عن أصله وهو القمح والتسمين ينقل السمن عن اللبن الذي أخرج زبده

التالي السابق


الخدمات العلمية