حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( وكبيع ما ) أي جنين ( في بطون الإبل ) مثلا وخصها بالذكر تبعا للإمام في الموطإ ( أو ) بيع ما في ( ظهورها ) أي بيع ما يكون منه الجنين من ماء هذا الفحل بخلاف العسيب ، فإنه الاستئجار على الفعل أي صعوده على الأنثى كما يأتي فلا تكرار ( أو ) اشترى شيئا وأجل ثمنه ( إلى أن ينتج ) بالبناء للمفعول النتاج بكسر النون أي إلى أن تلد الأولاد وفسر المصنف الثلاثة بما في الموطإ بقوله على سبيل اللف والنشر المرتب ( وهي المضامين والملاقيح ) جمع مضمون وملقوح ( وحبل الحبلة ) بفتح الحاء والباء فيهما


( قوله : وكبيع ما في بطون الإبل ) أي من الجنين قال أبو إسحاق الشاطبي بيع الأجنة لا يجوز ويفسخ ، وإن قبضها المشتري ردت ، فإن فاتت كانت عليه القيمة و أجبرا على أن يجمعا بينهما أو يبيعا ( قوله : وخصها بالذكر ) أي مع أنه ينهى عن بيع الجنين مطلقا سواء كان جنين إبل أو غيرها ( قوله : تبعا للإمام في الموطإ ) وذلك لأنه روى في الموطإ عن سعيد بن المسيب مرسلا { لا ربا في الحيوان } ، وإنما { نهى فيه عن ثلاثة : المضامين ، والملاقيح ، وحبل الحبلة } فقال مالك المضامين بيع ما في بطون إناث الإبل والملاقيح بيع ما في ظهور الفحول وحبل الحبلة بيع الجزور إلى أن ينتج نتاج الناقة ( قوله : أو بيع ما في ظهورها ) الضمير عائد على الإبل المتقدمة لكن في الكلام حذف مضاف أي أو ما في ظهور فحولها أو الضمير عائد على الإبل لا بالمعنى المتقدم ولا حاجة للمحذوف ( قوله : إلى أن تلد الأولاد ) أي التي هي في بطون أمهاتها كأشتري منك سلعة كذا بدينار مؤجل إلى أن يولد للجنين الذي في بطن ناقتي ولد ( قوله : بفتح الحاء والباء ) أي وكل منهما مصدر بمعنى اسم المفعول أي ومحبول المحبولة لا أن الأول اسم مفعول والثاني جمع حابل كظالم وظلمة وإلا كان عين الأول وهو المضامين فالحبل الأول مصدوقة الولد الثاني والحبلة مصدوقه الولد الأول الذي في بطن أمه وفي جعل الولد الثاني محبولا مجاز الأول

التالي السابق


الخدمات العلمية