صفحة جزء
مسألة : في حديث أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة نهرا يقال له : رجب ، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل ، من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر " . وحديث أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت ، كتب له عبادة سبعمائة سنة " ، وحديث ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام من رجب يوما كان كصيام شهر ، ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه أبواب الجحيم السبعة ، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، ومن صام منه عشرة أيام بدلت سيئاته حسنات " هل هذه الأحاديث موضوعة ؟ وما الفرق بين الضعيف والغريب .

الجواب : ليست هذه الأحاديث بموضوعة ، بل هي من قسم الضعيف الذي تجوز روايته في الفضائل ، أما الحديث الأول فأخرجه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب الصيام ، والأصبهاني وابن شاهين ، كلاهما في الترغيب ، والبيهقي وغيرهم ، قال الحافظ ابن حجر : وليس في إسناده من ينظر في حاله سوى منصور بن زائدة الأسدي ، وقد روى عنه جماعة لكن لم أر فيه تعديلا ، وقد ذكره الذهبي في الميزان وضعفه بهذا الحديث ، وأما [ ص: 420 ] الحديث الثاني فأخرجه الطبراني وأبو نعيم وغيرهما من طرق بعضها بلفظ : عبادة سنتين ، قال الحافظ ابن حجر : وهو أشبه ، ومخرجه أحسن ، وإسناد الحديث أمثل من الضعيف قريب من الحسن . وأما الحديث الثالث فأخرجه البيهقي في فضائل الأوقات وغيره ، وله طرق وشواهد ضعيفة لا تثبت ، إلا أنه يرتقي عن كونه موضوعا . وأما الفرق بين الضعيف والغريب فإن بينهما عموما وخصوصا من وجه ، فقد يكون الحديث ضعيفا غريبا معا ، وقد يكون غريبا لا ضعيفا ; لصحة سنده أو حسنه ، وقد يكون ضعيفا لا غريبا لتعدد إسناده وفقد شرط من شروط القبول ، كما هو مقرر في علم الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية