مسألة : ما معنى قوله : ولا ينفع ذا الجد منك الجد . 
الجواب : الجد ، بفتح الجيم على الصحيح المشهور ، ومعناه فيما ذكر  
الخطابي     : الغنى ، وفيما ذكر غيره : الحظ ، قال  
الخطابي     : و ( من ) هنا بمعنى البدل ، والمعنى لا ينفع صاحب الغنى غناه بذلك ، وقال  
الجوهري  في الصحاح : ( منك ) هنا بمعنى عندك ، أي : لا ينفع ذا الغنى عندك غناه ، إنما ينفعه العمل الصالح ، وقال  
ابن التين     : الصحيح عندي أنها ليست بمعنى البدل ولا بمعنى عند ، بل هو كما تقول : لا ينفعك مني شيء إن أنا أردتك بسوء ، وأوضحه  
ابن دقيق العيد  فقال : ينفع هنا قد ضمن معنى يمنع وما قاربه ، و ( من ) متعلق به بهذا الاعتبار ، ولا يجوز تعلقه بالجد ؛ لأن الجد منه تعالى نافع . انتهى . وعلى هذا ( فمن ) للتعدية أو لابتداء الغاية ، ومن الغريب ما حكاه 
 nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب  أن المراد بالجد هنا أبو الأب ، أي لا ينفع أحدا نسبه ، وأغرب منه ما حكاه  
القرطبي  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12112أبي عمرو الشيباني  أنه الجد بكسر الجيم ، وأن معناه لا ينفع ذا الاجتهاد اجتهاده ، وأنكره 
 nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري  ، ووجه  
القزاز  إنكاره بأن 
الاجتهاد في العمل نافع ؛ لأن الله قد دعا الخلق إلى ذلك ، فكيف لا ينفع عنده ؟ قال : ويحتمل أن يكون المراد الاجتهاد في طلب الدنيا وتضييع أمر الآخرة ، وقال غيره : لعل المراد أنه لا ينفع بمجرده ما لم يقارنه القبول ، وذلك لا يكون إلا بفضل الله ورحمته ، كما ورد : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005371لن يدخل أحدكم الجنة عمله   " وقيل : المراد على رواية الكسر : السعي التام في الحرص ، أو الإسراع في الهرب ، قال  
النووي     : الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور أنه بالفتح ، وهو   
[ ص: 460 ] الحظ في الدنيا بالمال أو الولد أو العظمة أو السلطان ، والمعنى : لا ينجيه حظه منك وإنما ينجيه فضلك ورحمتك .