صفحة جزء
4- جزء في صلاة الضحى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ، وبعد : فقد وقع الكلام في استحباب صلاة الضحى ، والرد على من أنكرها ، فتمسك المنكر بحديث البخاري عن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسبح سبحة الضحى وإني لأسبحها .

وبحديث مسلم عن عبد الله بن شقيق قال : قلت لعائشة : أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى ؟ قالت : لا ، إلا أن يجيء من مغيبه ، فوقع الجواب بأن ذلك نفي منها ، فيقدم عليه رواية من أثبت فصمم بأنه لو صلاها لم يخف على أهله ، فوقع الجواب بأنه لم يكن ملازما لها في جميع أوقاته ، بل كان لها منه وقت في أوقات ، فإنه صلى الله عليه وسلم في وقت يكون مسافرا ، وفي وقت يكون حاضرا ، وقد يكون في الحضر في المسجد وغيره ، وإذا كان في بيته فله تسع نسوة ، وكان يقسم لهن ، فإذا اعتبر ذلك لم يصادف وقت الضحى عند عائشة إلا في نادر من الأوقات ، وما رأته صلاها في تلك الأوقات النادرة فقالت : ما رأيته ، ولا ينافي ذلك أن يبلغها بأخبار غيرها أنه صلاها ، أو بأخباره هو صلى الله عليه وسلم ، ولذلك ورد عنها أيضا إثبات أنه صلى الله عليه وسلم صلاها مع ما ورد من رواية غيرها في ذلك ومع الأحاديث الكثيرة الواردة في الأمر بها ، وقد أوردت ذلك جميعه في هذا الجزء .

التالي السابق


الخدمات العلمية