صفحة جزء
238 [ ص: 238 ] مسألة : أحاديث الحشر عراة عارضها أحاديث أخر ، صرح فيها بأن الناس يحشرون في أكفانهم . واختلف العلماء في ذلك ، فمنهم من سلك مسلك الترجيح فرجح أحاديث الحشر في الأكفان على أحاديث الحشر عراة ، وهذا رأي القليل ، والأكثرون سلكوا مسلك الجمع ، فجمعوا بين الأحاديث بأن أحاديث الحشر في الأكفان خاصة بالشهداء ، وأحاديث الحشر عراة في غيرهم - هكذا نقله القرطبي - وجمع البيهقي بأن بعض الناس يحشر عاريا ، وبعضهم يحشر في أكفانه ، ولم يعين شهداء ولا غيرهم ، ويؤيد ذلك ما أخرجه أحمد ، والنسائي ، والحاكم وصححه ، والبيهقي ، عن أبي ذر قال : حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج : فوج طاعمين كاسين راكبين ، وفوج يمشون ويسعون ، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم ، وله شاهد من حديث أبي هريرة ، أخرجه أبو داود والترمذي ، ومن حديث معاوية بن حيدة ، أخرجه أحمد ، والترمذي ، والنسائي . وفي المجالسة للدينوري عن الحسن قال : يحشر الناس كلهم عراة ما خلا أهل الزهد ، وهذا له حكم المرفوع المرسل .

التالي السابق


الخدمات العلمية