صفحة جزء
مسألة : رجل ليس له إلا ثوب فغسله ولبس ثوبا قصير الكم وخرج به بين الناس فهل في ذلك من عيب أو يقدح في الدين ؟ وإذا أنكر عليه أحد فهل هو مصيب في إنكاره أو مخطئ ؟ .

الجواب : ليس في هذه اللبسة من عيب ولا تقدح في الدين بل التقشف في الملبس سنة حض عليها سيد المرسلين وهو شعار السلف الصالحين ، ونص أصحابنا على أنه يستحب تقصير الكم ، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كمه إلى الرسغ وأنه لبس جبة ضيقة الكمين ، وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : تطويل الأكمام بدعة مخالف للسنة وإسراف ، وروى الترمذي حديث : ( من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الجنة شاء يلبسها ) وروى ابن ماجه عن عبادة بن الصامت قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعليه جبة رومية من صوف ضيقة الكمين ، فصلى بنا فيها ليس عليه شيء غيرها ) ، وروى ابن ماجه عن ابن عباس قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قميصا قصير اليدين والطول ) ، وروينا من حديث أبي هريرة : ثلاثة [ ص: 85 ] يدخلون الجنة بغير حساب : رجل غسل ثوبه فلم يجد له خلفا ) - الحديث ، والأحاديث في هذا والوعيد لمن لبس ثيابا وافتخر بها كثيرة ، والعجب ممن ينكر مثل هذا وهو سنة ولا ينكر على من يلبس الحرير الذي هو حرام بل يخضعون لمثله ويعظمونه ، ولكن من أشراط الساعة أن تنكر السنة وتقر البدعة ولا حول ولا قوة إلا بالله .

التالي السابق


الخدمات العلمية