صفحة جزء
حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أحمد بن إبراهيم ، ثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، قال : أنبأنا عيسى بن عمر ، عن السدي ، قال : خرج عمرو بن عتبة بن فرقد فاشترى فرسا بأربعة آلاف درهم فعنفوه يستغلونه ، فقال : ما من خطوة يخطوها يتقدمها إلى عدو [ ص: 157 ] إلا وهي أحب إلي من أربعة آلاف .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : وجدت في كتاب أبي ، قال : حدثني بعض البصريين ، قال : ثنا بشر بن المفضل ، ثنا عبد الحميد بن لاحق ، عن من ذكره ، قال : كان له -يعني عمرو بن عتبة - كل يوم رغيفان يتسحر بأحدهما ويفطر بالآخر .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا علي بن إسحاق ، ثنا الحسن بن الحسن ، ثنا عبد الله بن المبارك ، ثنا عيسى بن عمر ، قال : حدثني خوط بن رافع : أن عمرو بن عتبة كان يشترط على أصحابه أن يكون خادمهم ، قال : فخرج في الرعي في يوم حار فأتى بعض أصحابه : فإذا هو بالغمامة تظله وهو قائم ، فقال : أبشر يا عمرو ، فأخذ عليه عمرو أن لا يخبر .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن أحمد بن سليمان ، ثنا زيد بن أخرم ، ثنا عبد الله بن داود ، عن علي بن صالح ، قال : كان عمرو بن عتبة يصلي والسبع حوله يضرب بذنبه يحميه .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، أنبأنا أحمد الدورقي ، ثنا علي بن أبي إسحاق ، ثنا ابن المبارك ، ثنا الحسن بن عمرو الفزاري ، قال : حدثني مولى لعمرو بن عتبة ، قال : استيقظنا يوما حارا في ساعة حارة فطلبنا عمرو بن عتبة فوجدناه في جبل وهو ساجد وغمامة تظله ، وكنا نخرج إلى العدو فلا نتحارس لكثرة صلاته ، ورأيته ليلة يصلي فسمعنا زئير الأسد فهربنا وهو قائم يصلي لم ينصرف ، فقلنا له : أما خفت الأسد ، فقال : إني لأستحي من الله أن أخاف شيئا سواه .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني محمد بن العباس صاحب الشامة ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، عن علي بن صالح ، قال : كان عمرو بن عتبة يسوق - أو يذود - ركاب أصحابه وغمامة تظله .

حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا أبو العباس الهروي ، ثنا زيد بن أخرم ، ثنا عبد الله بن داود ، عن علي بن صالح ، قال : كان عمرو بن عتبة يرعى ركاب أصحابه وغمامة تظله .

[ ص: 158 ] حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أحمد بن إبراهيم ، حدثني مثنى بن المثنى ، ثنا بشر بن المفضل ، ثنا سلمة بن علقمة ، عن محمد - يعني ابن سيرين - قال : كان عمرو بن عتبة لا يزال رجلا يتشبه به قد صحبه ، فبينما هو ليلة في فسطاط إذ جاءه أسود حتى مر في قبلة صاحب عمرو فلم ينصرف ، ثم أتى الفسطاط ، فجاء حتى انطوى على رجل عمرو فلم ينصرف ، فلما أراد أن يسجد جاء حتى انطوى في موضع سجوده فسجد عليه - أو قال : فنحاه - ثم سجد ، فلما أصبح صاحب عمرو دخل عليه فأخبره بمر الأسود بين يديه وأنه لم ينصرف وهو يرى أنه قد صنع شيئا ، فأراه عمرو وأثره على رجله وأخبره بما صنع .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سعيد بن عامر ، عن هشام الدستوائي ، قال : لما توفي عمرو بن عتبة بن فرقد ، دخل بعض أصحابه على أخته ، فقال : أخبرينا عنه ، فقالت : قام ذات ليلة فاستفتح سورة حم فلما أتى على هذه الآية : ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ) فما جاوزها حتى أصبح .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، ثنا عنبسة بن سعيد القرشي ، ثنا ابن المبارك ، عن عيسى بن عمر ، قال : كان عمرو بن عتبة بن فرقد يخرج على فرسه ليلا فيقف على القبور فيقول : يا أهل القبور قد طويت الصحف ، وقد رفعت الأعمال ، ثم يبكي ويصف بين قدميه حتى يصبح ، فيرجع فيشهد صلاة الصبح .

قال الشيخ رضي الله عنه : عمرو بن عتبة من كبار تابعي أهل الكوفة ، مشهور بالتعبد والزهد ، شغلته العبادة عن الرواية ، ذكر القاضي أبو أحمد العسال في تاريخه أنه لا يعرف له مسندا .

التالي السابق


الخدمات العلمية