صفحة جزء
قال الشيخ رحمه الله : قد ذكرنا عدة من أصحاب عبد الله بن مسعود رحمهم الله تعالى ، وبقي منهم عدة لم نذكرهم .

منهم : زيد بن وهب ، وسويد بن غفلة ، وزر بن حبيش ، وكردوس ، وأبو عمرو الشيباني ، ويزيد بن معاوية النخعي ، وهمام ، وغيرهم . نقتصر من ذكر كل واحد منهم على حكاية أو حكايتين تدل على أحوالهم : إذ هم المشهورون بالتبحر في علم القرآن والأحكام . يستغنى بالمنتشر من أخبارهم ، والمستفيض من أحوالهم ، عن الاستقصاء والإكثار من ذكر كلامهم وأقوالهم ، ونذكر بعض ما قيل وروي في جماعة أصحاب عبد الله بن مسعود ، وأنهم كانوا مصابيح البلد وسرجها ، من ذاك ما :

حدثنا أبو علي بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : ثنا الحسن بن سهل ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن مالك بن [ ص: 170 ] مغول ، قال : سمعت القاسم بن عبد الرحمن ، عن علي ، قال : أصحاب عبد الله بن مسعود سرج هذه القرية .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن زبيد ، عن سعيد بن جبير ، قال : كان أصحاب عبد الله سرج هذه القرية .

حدثنا عبد الله بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، ثنا عثمان بن عمر ح . وحدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد ، قال : ثنا أبي قالا : ثنا مالك بن مغول ، عن بيان الأحمسي ، عن الشعبي ، قال : ما رأيت قوما أعظم أحلاما ، ولا أكثر فقها ، ولا أكره لهذه الدنيا من قوم صحبوا عبد الله بن مسعود . لفظ يحيى بن سعيد ولم يذكر عثمان بيانا .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : ثنا سعيد بن عمرو ، قال : ثنا عبثر ، عن مالك بن مغول ، عن الشعبي ، قال : ما رأيت قوما أعظم أحلاما ، ولا أفقه رجالا من قوم صحبوا عبد الله بن مسعود ، لولا الصحابة ما فضلت عليهم أحدا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا أسود بن عامر ، قال : ثنا الحسن - يعني ابن صالح -عن مطرف - يعني ابن طريف - عن ابن مسعود أنه قال لأصحابه : أنتم جلاء قلبي .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : ثنا عبيد بن يعيش ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، قال : كان أصحاب عبد الله الذين يفتون ويقرءون القرآن ستة : علقمة بن قيس ، ومسروق ، وعبيدة السلماني ، وعمرو بن شرحبيل ، والحارث بن قيس .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا أبو معمر ، قال : ثنا عبد الله بن إدريس ، قال : سمعت مالك بن مغول يذكر عن طلحة بن مصرف وأبي حصين ، قال : قال أحدهما : لقد أدركنا أقواما ما كنا في جنبهم إلا كاللصوص ، وقال الآخر : لو رأيتهم لأحرقت كبدك عليهم .

حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا سفيان ، عن نسير بن ذعلوق ، قال : كان في الحي شيخ يقال له [ ص: 171 ] عروة إذا صلى الفجر استرجع ، فقلنا له ، فقال : إني أدركت أقواما ما كنا في جانبهم إلا لصوصا .

270 - زيد بن وهب

فأما زيد بن وهب : فحدثناه عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن أبي سهل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن نمير ، ثنا مالك بن مغول ، عن أبي منصور ، عن زيد بن وهب ، قال : خرجت إلى الجبانة فجلست فيها إلى جنب الحائط ، فجاء رجل إلى قبر فسواه ثم جاء فجلس إلي ، فقلت : من هذا ؟ قال :أخي ، قلت : أخ لك ، قال : أخ لي في الإسلام رأيته البارحة فيما يرى النائم ، فقلت : فلان قد عشت ، الحمد لله رب العالمين ، قال : قد قلتها ، لأن أكون أقدر على أن أقولها أحب إلي من ملء الأرض وما فيها ، ألم تر حين كانوا يدفنونني فإن فلانا قام فصلى ركعتين ، لأن أكون أقدر على أن أصليهما أحب إلي من الدنيا وما فيها ، كان من شأن زيد إذا كان مقيما التعبد والتوحد ، وإذا كان مسافرا الجهاد والحج والعمرة .

حدثنا محمد بن حميد ، ثنا أبو يعلى ، ثنا الحسن بن حماد ، ثنا عثام بن علي ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، قال : خرجنا في جيش فمررنا على حائط دهقان فسرح الناس خيلهم في الزرع ، فأمسكت أنا بعنان فرسي وجلست على باب الحائط ، قال : فخرج إلي صاحب الحائط الدهقان ، فقال ما لك لم تسرح كما يسرح هؤلاء ؟ قلت : خشيت أن لا يحل لي ، قال : فعل الله بك وفعل ، أنت سلطتهم ، قال : قلت : كيف ؟ وقد أمسكت بعنان فرسي ، قال : لولاك هلك هؤلاء .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عمرو بن علي ، ثنا عبد الله بن داود ، قال : أخبرتنا مولاة لزيد بن وهب ، قالت : كان زيد بن وهب قد أثر الرحل بوجهه من الحج والعمرة .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا سفيان بن وكيع ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، قال : خرجنا في سرية فإذا رجل في أجمة مغطى [ ص: 172 ] الرأس ، فأنبهناه ، فقلنا : أنت في موضع مخيف فما تخاف منه ؟ فكشف رأسه ثم قال : إني لأستحي منه أن يراني أخاف شيئا سواه .

التالي السابق


الخدمات العلمية