صفحة جزء
[ ص: 321 ] وأخطأت واحدة ، لأخذوا الواحدة وتركوا التسع وتسعين .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا ابن فضيل ، عن ابن شبرمة ، قال : سمعت الشعبي يقول : ما كتبت سوداء في بيضاء قط ، وما سمعت عن رجل حديثا قط فأردت أن يعيده علي . قال ابن شبرمة : وكنت أمشي مع الشعبي إلى أهله ، فقال : احملني وأحملك - يعني حدثني وأحدثك .

حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ، ثنا إبراهيم بن سعدان ، ثنا بكر بن بكار ، ثنا عمر بن ذر ، قال : أقبلت أنا وأبي دار عامر ، فقال له أبي : يا أبا عمرو ، قال : لبيك . قال : ما تقول فيما قال فيه الناس من هذين الرجلين ؟ قال عامر : أي هذين الرجلين ؟ قال : علي وعثمان . قال : إني والله لغني أن أجيء يوم القيامة خصيما لعلي وعثمان رضي الله تعالى عنهما ، وغفر لنا ولهما .

حدثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن سعدان ، ثنا بكر بن بكار ، ثنا ابن عون ، عن الشعبي أنه قال :إن الذي يفسر القرآن برأيه إنما يرويه عن ربه .

حدثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن سعدان ، ثنا بكر بن بكار ، ثنا عمر بن بشر بن قيس بن هاني أبو هاني الهمداني ، قال : سئل عامر الشعبي وأنا أسمع عنه هذه الآية : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) الآية ، قال : السبيل من يسر الله له ، وغنى الله عمن كفر من العالمين ، فإن الله عنه غني .

حدثنا محمد بن عبد الله سنين ، ثنا الحسن بن علي بن نصر ، ثنا محمد بن عبد الكريم ، ثنا الهيثم بن عدي ، ثنا مجالد ، عن الشعبي . وأبو عاصم محمد بن أبي عاصم ، عن الشعبي ، قال : غزا رجل من المسلمين من الأنصار وأوصى جارا له بأهله ، قال : فكان يهودي يأتي أهله ، فذكر ذلك للرجل ، فرصده ليلة فإذا هو مستلق على فراش الرجل واضعا إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول :


وأشعث غره الإسلام مني خلوت بعرسه يوم التمام     أبيت على ترائبها ويضحي
على قباء لاحقة الحزام [ ص: 322 ]     كأن مجامع الربلات منها
فئام قد جمعن إلى فئام



قال : فنزل الرجل فقمصه بسيفه حتى قتله ، فلما أصبح ذكر ذلك لعمر رضي الله تعالى عنه ، فقال : أعزم على من كان يعلم من هذا شيئا إلا قام . فقام الرجل وقال : كان من أمره كيت وكيت . فخبره بالقصة ، فقال عمر رضي الله تعالى عنه : إن عادوا فعد .

حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب ، ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ، ثنا محمد بن عبد الكريم ، ثنا الهيثم بن عدي ، أنبأنا مجالد ، وابن عياش ، عن الشعبي قال : بينما - عمر يعس بالمدينة إذ مر بامرأة في بيت وهي تقول :


هل من سبيل إلى خمر فأشربها     أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج



وكان رجلا جميلا ، فقال - عمر : أما وأنا والله حي فلا . فلما أصبح بعث إلى نصر بن حجاج ، فقال : اخرج من المدينة . فلحق بالبصرة ، فنزل على مجاشع بن مسعود ، وكان خليفة أبي موسى ، وكانت لمجاشع امرأة جميلة شابة ، فبينما الشيخ جالس وعنده نصر بن حجاج إذ كتب في الأرض : أنا والله أحبك . فقالت هي - وهي في ناحية البيت - : وأنا والله . فقال الشيخ : ما قال لك ؟ فقالت : قال لي : ما أصفى لقحتكم هذه . فقال الشيخ : ما أصفى لقحتكم هذه وأنا والله ، ما هذه لهذه ، أعزم عليك لما أخبرتيني ، قالت : أما إذا عزمت فإنه قال :ما أحسن شوار بيتكم . فقال الشيخ : ما أحسن شوار بيتكم ، وأنا والله ما هذه لهذه . ثم حانت منه التفاتة فإذا هو بالكتاب ، ثم قال : علي بغلام من المكتب ، فقال : اقرأه ، فقال : أنا والله أحبك . فقال الشيخ : وأنا والله ، هذه لهذه ، اعتدي ، تزوجها يا ابن أخي إن أردت ، وكانوا لا يكتمون من أمرائهم شيئا ، فأتى أبا موسى فأخبره ، فقال : أقسم بالله ما أخرجك أمير المؤمنين من خير ، اخرج عنا ، فأتى فارس وعليها عثمان بن أبي العاص الثقفي ، فنزل على دهقانة فأعجبها فأرسلت إليه ، فبلغ ذلك عثمان بن أبي العاص فبعث إليه ، فقال : ما أخرجك أمير المؤمنين ، وأبو موسى من خير ، اخرج عنا . فقال : والله لئن [ ص: 323 ] فعلتم هذا لألحقن بالشرك . فكتب عثمان إلى أبي موسى ، وكتب أبو موسى إلى - عمر ، فكتب - عمر : " أن جزوا شعره ، وشمروا قميصه ، وألزموه المسجد " .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا عمرو بن مرزوق ، ثنا - شعبة ، عن منصور بن عبد الرحمن ، عن الشعبي ، قال : " أدركت خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن موسى ، ثنا إسماعيل بن سعيد ، ثنا جرير ومروان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، أن الشعبي قال لرجل كانت له أمة فأسلمت على يديه ، فقال : " إسلامها على يديك خير لك مما طلعت عليه الشمس " .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا سعدان بن نصر ، ثنا عبد العزيز بن أبان ، ثنا مالك بن مغول ، عن الشعبي قال : " ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه " .

حدثنا إبراهيم بن محمد المقري ، ثنا عمر بن سنان المنبجي ، ثنا أبو عبيدة ، ثنا محمد بن عمران ، قال : قال رجل للشعبي : إن فلانا عالم ، قال : " ما رأيت عليه بهاء العلم " ، قيل : وما بهاؤه ؟ قال : " السكينة ، إذا علم لا يعنف ، وإذا علم لا يأنف " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ، ثنا حميد بن الأسود ، عن عيسى الحناط ، عن الشعبي ، قال : " إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان : العقل والنسك . فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قيل : هذا أمر لا يناله إلا النساك ، فلم تطلبه ؟ وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل : هذا أمر لا يطلبه إلا العقلاء ، فلم تطلبه ؟ قال الشعبي : " فقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما ، لا عقل ولا نسك " .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سفيان ، عن ابن شبرمة ، عن الشعبي ، قال : " إذا عظمت الخلقة فإنما هي نداء أو نجاء " .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ثنا سفيان ، عن ابن [ ص: 324 ] شبرمة ، قال : قال الشعبي : اسقني أهون موجود ، وأشد مفقود- يعني الماء .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا سفيان ، قال : كان الشعبي يقول : يا ابن ذكوان ، جئت بها زيوفا وتذهب بها جيادا .

حدثنا عمر بن أحمد بن حمدان ، ثنا محمد بن مخلد ، ثنا أبو علي بن عيسى ، ثنا محمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول ، عن أبيه ، قال : مزح الشعبي في بيته ، فقيل له : يا أبا عمرو وتمزح ؟ قال : قراء داخل وقراء خارج ، نموت من الغم .

حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، ثنا محمد بن الحارث القرشي ، ثنا محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن الشعبي ، قال : رزق صبيان هذا الزمان من العقل ما نقص من أعمارهم في هذا الزمان .

حدثنا أبو بكر الآجري ، ثنا المفضل بن محمد الجندي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري ، ثنا أبو يوسف القاضي ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : نعم الشيء الغوغاء ؟ يسدون السيل ، ويطفئون الحريق ، ويشغبون على ولاة السوء .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، وأبو حامد بن جبلة ، قالا : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا أبو بكر بن شعيب بن الحجاب ، قال : رأيت الشعبي يمشي مع أبي وعليه إزار من كتان مورد ، فقال أبي : يا أبا عمرو ، أراك تجر إزارك! فضرب الشعبي يده على إليته ، فقال : ليس هاهنا شيء تحمله ، فقال له أبي : كم أتى عليك يا أبا عمرو ، فقال :


نفسي تشكي إلى الموت موجفة     وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة     إن الثلاث يوافين الثمانينا



حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ثنا عبد العزيز بن أبان ، عن حماد بن عبد الله ، قال : سمعت الشعبي يقول : لا تمنعوا العلم أهله فتأثموا ، ولا تحدثوا به غير أهله فتأثموا .

[ ص: 325 ] حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن القاسم ، ثنا خالد بن خداش ، قال : ثنا الهيثم بن عدي ، عن مجالد وابن عياش ، عن الشعبي ، قال : كانت أخت الشعبي عند أعشى همذان ، وكانت أخت أعشى همذان عند الشعبي ، فقال الأعشى : يا أبا عمرو ، رأيت كأني دخلت بيتا فيه حنطة وشعير ، فقبضت بيميني قبضة حنطة ، وقبضت بيساري قبضة شعير ، ثم خرجت فنظرت فإذا في يميني شعير ، وإذا في يساري حنطة ، قال : لئن صدقت رؤياك لتستبدلن القرآن بالشعر ، فقال الأعشى الشعر بعد ما كبر ، وكان قبل ذلك إمام الحي ومقرئهم .

حدثنا أبو سعيد محمد بن علي بن محارب النيسابوري ، ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي ، ثنا يعقوب بن كعب الحلبي ح .

وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا أبو العباس زنجويه ، ثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي ح .

التالي السابق


الخدمات العلمية