صفحة جزء


حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ، ثنا أبي ، حدثني أبو بكر بن عبيد ، حدثني محمد بن الحسين ، ثنا عبد الله بن عثمان بن حمزة العمري ، ثنا عمار بن عمر بن العلاء ، سمعت عمر بن ذر ، يقول : اعملوا لأنفسكم رحمكم الله في هذا الليل وسواده ، فإن المغبون من غبن خير الليل والنهار ، والمحروم من حرم خيرهما ، وإنما جعلا سبيلا للمؤمنين إلى طاعة ربهم ، ووبالا على الآخرين للغفلة عن أنفسهم ، فأحيوا لله أنفسكم بذكره ، فإنما تحيا القلوب بذكر الله ، كم من قائم في هذا الليل قد اغتبط بقيامه في حفرته ، وكم من نائم في هذا الليل قد ندم على طول نومه عندما يرى من كرامة الله عز وجل للعابدين غدا ، فاغتنموا ممر الساعات والليالي والأيام رحمكم الله .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو معمر ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : [ ص: 110 ] كان عمر بن ذر إذا قرأ هذه الآية ( مالك يوم الدين ) قال : يا لك من يوم ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين .

حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ، ثنا محمد بن أبي عمر العدني ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال عمر بن ذر : علي تحملون قسوة قلوبكم ، وجمود أعينكم ، علي تحملون العي إن لم أسمعكم اليوم مواعظ من كتاب الله ، من جاء يلتمس الخبر فقد وجد الخير ، هذا تقويض الدنيا ، ثم قرأ : ( إذا الشمس كورت ) فكان ابن ذر يقول : هيهات العشار وأهل العشار ، عطلها أهلها بعد الضن بها .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا خلاد بن يحيى ، ثنا عمر بن ذر ، قال : كتب سعيد بن جبير إلى أبي بكتاب أوصاه فيه بتقوى الله ، وقال : يا أبا عمر ، إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة له ، فذكر الصلوات الفرائض وما يرزقه الله من ذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية