صفحة جزء


حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن ابن السماك ، قال : قال ذر لأبيه عمر بن ذر : ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد ، فإذا تكلمت يا أبت سمعت البكاء من هاهنا وهاهنا ؟ فقال : يا بني [ ص: 111 ] ليست النائحة المستأجرة كالنائحة الثكلى .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن أبان ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، ثنا الحسن بن جهور ، ثنا محمد بن كناسة ، قال : سمعت عمر بن ذر ، يقول : آنسك جانب حلمه فتوثبت على معاصيه ، أفأسفه تريد ؟ أما سمعته يقول : ( فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم ) ، أيها الناس أجلوا مقام الله بالتنزه عما لا يحل ، فإن الله لا يؤمن إذا عصي .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن روح ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا رستم بن أسامة العابد ، قال : قال محمد بن صبيح : سمعت عمر بن ذر ، يقول : ما دخل الموت دار قوم إلا شتت جمعهم ، وقنعهم بعيشهم بعد أن كانوا يفرحون ويمرحون .

حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ، ثنا أبي ، ثنا عبد الله بن محمد ، حدثني علي بن الحسن ، عن محمد بن الحسين ، حدثني رستم بن أسامة ، ثنا عمار بن عمرو البجلي ، سمعت ابن ذر ، يقول : من أجمع على الصبر في الأمور فقد حوى الخير والتمس معاقل البر وكمال الأجور .

حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا أبي ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني محمد بن الحسين ، حدثني بعض أصحابنا قال : كان عمر بن ذر إذا نظر إلى الليل قد أقبل قال : جاء الليل ، ولليل مهابة ، والله أحق أن يهاب .

حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا أبي ، ثنا أبو بكر ، ثنا علي بن الحسن ، عن محمد بن الحسين ، حدثني عبد الرحمن بن عبيد الله ، سمعت عمر بن ذر يقول في دعائه : أسألك اللهم خيرا يبلغنا ثواب الصابرين لديك ، وأسألك اللهم شكرا يبلغنا مزيد الشاكرين لك ، وأسألك اللهم توبة تطهرنا بها من دنس الآثام حتى نحل بها عندك محل المنيبين إليك ، فأنت ولي جميع النعم والخير ، وأنت المرغوب إليك في كل شدة وكرب وضر ، اللهم وهب لنا الصبر على ما كرهنا من قضائك ، والرضا بذلك طائعين ، وهب لنا الشكر على ما جرى به قضاؤك من محبتنا ، والاستكانة لحسن قضائك ، متذللين لك خاضعين ، رجاء المزيد والزلفى لديك يا كريم ، اللهم فلا شيء أنفع لنا عندك من الإيمان بك ، وقد مننت به [ ص: 112 ] علينا ، فلا تنزعه منا ، ولا تنزعنا منه حتى توفانا عليه ، موقنين بثوابك ، خائفين لعقابك، صابرين على بلائك ، راجين لرحمتك يا كريم .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا سفيان ، عن عمر بن ذر ، قال : قال الربيع بن أبي راشد : يا أبا ذر ، من سأل الله الرضا فقد سأله عظيما .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن الصباح ، أخبرنا سفيان قال : قال ابن ذر : لولا أني أخاف أن لا يكون برا من القسم لأقسمت أن لا أخرج بشيء من الدنيا حتى أعلم ما لي في وجوه رسل الله إلي .

حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ، ثنا ابن أبي عمر ، ثنا سفيان ، قال : سمع عمر بن ذر رجلا يقول : ( ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) ، فقال عمر : الجهل .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني معروف بن سفيان ، حدثني أبو نعيم ، قال : سمعت عمر بن ذر ، يقرأ هذه الآية ( أولى لك فأولى ) ، فجعل يقول : يا رب ما هذا الوعيد ؟

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن علي بن الجارود ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن إدريس ، عن زكرياء بن أبي زائدة ، قال : كان عمر بن ذر أول ما يجلس يقص يقول : أعيروني دموعكم ، فإذا قاموا من عنده قال لهم الشعبي : أعرتموه دموعكم ؟

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن أبي الحسين ، قاضي الكوفة ، ثنا الحسن بن الربيع ، ثنا محمد بن صبيح ، قال : سألت عمر بن ذر فقلت : أيهما أعجب إليك للخائفين : طول الكمد ، أو إرسال الدمعة ؟ قال : فقال : أما علمت أنه إذا رق بدر شفى وسلى ، وإذا كمد غص فسبح ، فالكمد أعجب إلي لهم .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن الحسين ، أن شهاب بن عباد حدثه قال : حدثني ابن السماك قال : وعظ عمر [ ص: 113 ] ابن ذر فجعل فتى من بني تميم يصرخ ويتغير لونه ، ولا أرى له دمعة تسيل ، ثم سقط مغشيا عليه ، ثم رأيته في مجلس ابن ذر يبكي حتى أقول الآن تخرج نفسه ، فذكرت ذلك لعمر بن ذر فقال : ابن أخي ، إن العقل إذا طاش فقدت الحرقة ، وقلصت الدمعة ، وإذا ثبت العقل فهم صاحبه الموعظة فأحرقته والله ، وحزن وبكى .

حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ، حدثني أبي قال : ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا غسان بن المفضل ، عن أبي بحر البكراوي ، قال : اجتمع بمكة الفضل الرقاشي ، وعمر بن ذر ، فشهدتهما ، فتكلم الفضل فأطال ووعظ ، وذهب من الكلام في مذاهب ، فما رأيت أحدا رق لكلامه ، فسكت ، فتكلم ابن ذر ، فحدث وبكى ، فبكى الناس ورقوا .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد ، حدثني يعقوب بن إسحاق ، ثنا محمد بن معاذ ، عن ابن السماك ، عن عمر بن ذر ، عن مجاهد ، قال : أوحى الله إلى الملكين : أخرجا آدم وحواء من الجنة ، فإنهما قد عصياني ، فالتفت آدم إلى حواء باكيا وقال : استعدي للخروج من جوار الله ، هذا أول شؤم المعصية ، فنزع جبريل التاج عن رأسه ، وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه ، وتعلق به غصن فظن آدم أنه قد عوجل بالعقوبة ، فنكس رأسه يقول : العفو ، فقال الله : فرارا مني ؟ فقال : بل حياء منك سيدي .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم يقول : سمعت علي بن عبد الله يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : كان ابن عياش المنتوف يقع في عمر بن ذر ويشتمه ، فلقيه عمر بن ذر فقال : يا هذا لا تفرط في شتمنا ، وأبق للصلح موضعا ، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه .

حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، ثنا أحمد بن محمد بن بكر ، ثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : شتم رجل عمر بن ذر فقال : يا هذا لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا ، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية