صفحة جزء


أسند أبو إدريس عن معاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وأبي الدرداء ، وأبي ذر ، وعوف بن مالك ، وأبي ثعلبة ، وعبد الله بن حوالة ، وغيرهم ، حدث عنه الزهري ، وبشر بن عبيد ، وربيعة بن يزيد ، ويونس بن ميسرة بن حلبس ، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي ، وأبو حازم بن دينار ، وغيرهم .

حدثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا أبو زرعة الدمشقي قال : ثنا أبو مسهر قال : ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته عليكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ولا أبالي ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمت فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوت فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي لم يبلغ ضركم أن تضروني ، ولم يبلغ نفعكم أن تنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم ، وجنكم وإنسكم اجتمعوا وكانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي مثقال ذرة ، ويا عبادي لو أن أولكم وآخركم ، وجنكم وإنسكم اجتمعوا في صعيد [ ص: 126 ] واحد فسألوني جميعا ، فأعطيت كل إنسان منهم مسألته لم ينقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم ترد إليكم ، فمن وجد خيرا فليحمدني ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " صحيح ثابت ، أخرجه مسلم في صحيحه ، رواه عن أبي بكر بن إسحاق الصاغاني ، عن أبي مسهر ، وعن الدارمي ، عن مروان ، عن سعيد ، عن عبد العزيز .

حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال : ثنا بشر بن موسى قال : ثنا الحميدي قال : ثنا سفيان قال : سمعت الزهري يقول : أخبرني أبو إدريس الخولاني أنه سمع عبادة بن الصامت ، يقول : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال : " تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، الآية ، فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو إلى الله ، إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه " قال سفيان : كنا عند الزهري ، فلما حدث بهذا الحديث أشار إلي أبو بكر الهذلي أن احفظه ، فكتبته ، فلما قام الزهري أخبرت به أبا بكر . هذا حديث صحيح متفق عليه ، رواه صالح ، وشعيب ، ومعمر ، وعقيل ، ويونس ، وعامة أصحاب الزهري .

حدثنا عبد الله بن جعفر قال : ثنا يونس بن حبيب قال : ثنا أبو داود قال : ثنا زمعة بن صالح ، عن الزهري ، عن أبي إدريس الخولاني قال : " كنت في مجلس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيهم عبادة بن الصامت ، فذكروا الوتر فقال بعضهم : واجب ، وقال بعضهم : سنة ، فقال عبادة بن الصامت : أما أنا فأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أتاني جبريل عليه السلام من عند الله فقال : يا محمد ، إن الله تعالى يقول : إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات ، من وفى بهن على وضوئهن ، ومواقيتهن ، وركوعهن ، وسجودهن ، فإن له عندي بهن عهدا أن أدخله الجنة ، ومن لقيني وقد انتقص من ذلك شيئا - أو كلمة تشبهها - فليس له عندي عهد ، إن شئت عذبته ، وإن شئت [ ص: 127 ] رحمته " غريب من حديث الزهري ، لم يروه عنه بهذا اللفظ إلا زمعة ، وإنما يعرف من حديث ابن محيريز ، عن المخدجي ، عن قتادة .

حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال : ثنا الحسن بن سفيان قال : ثنا هشام بن عمار قال : ثنا عمرو بن واقد قال : ثنا يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن معاذ بن جبل ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا ، وبالهالك في الفترة ، وبالهالك صغيرا ، فيقول الممسوخ العقل : يا رب ، لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته عقلا بأسعد بعقله مني ، ويقول الهالك في الفترة : يا رب ، لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه عهد بأسعد مني ، ويقول الهالك صغيرا : يا رب ، لو آتيتني عمرا ما كان من آتيته عمرا بأسعد بعمره مني ، فيقول الرب سبحانه : " فإني آمركم بأمر فتطيعوني ؟ فيقولون : نعم وعزتك يا رب ، فيقول : اذهبوا فادخلوا النار ، قال : ولو دخلوها ما ضرتهم ، قال : فتخرج عليهم قوانص يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء ، فيرجعون سراعا ، فيقولون : خرجنا وعزتك نريد دخولها فخرجت علينا قوانص ظننا أنها أهلكت ما خلقت من شيء ، فيأمرهم الثانية فيقولون مثل قولهم ، ثم الثالثة ، فيقول الرب سبحانه : قبل أن أخلقكم علمت ما أنتم عليه ، وعلى علمي خلقتكم ، وإلى علمي تصيرون ، ضميهم ، فتأخذهم النار " لا يعرف هذا الحديث مسندا متصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي إدريس ، عن معاذ ، إلا من حديث يونس بن ميسرة ، تفرد به عنه عمرو بن واقد .

حدثنا أبو بكر بن خلاد قال : ثنا محمد بن غالب بن حرب قال : ثنا القعنبي ، ح . وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال : ثنا الحسن بن سفيان قال : ثنا قتيبة بن سعيد قالا : عن مالك بن أنس ، عن أبي حازم بن دينار ، عن أبي إدريس الخولاني قال : دخلت مسجد دمشق ، فإذا أنا بمعاذ بن جبل ، فسلمت عليه فقلت : والله إني لأحبك في الله ، فقال : آلله ؟ فقلت : آلله فقال : آلله ؟ فقلت : آلله ، فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه ، وقال : أبشر ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 128 ] يقول : " قال الله : " وجبت محبتي للمتحابين في ، وجبت محبتي للمتجالسين في ، وجبت محبتي للمتباذلين في ، وجبت محبتي للمتزاورين في " مشهور ثابت ، من حديث أبي إدريس عن معاذ ، وممن روى هذا الحديث عن أبي إدريس : شهر بن حوشب ، ويزيد بن أبي مريم ، وشريح بن عبيد ، وعطاء الخراساني ، ويونس بن ميسرة ، ومحمد بن قيس في آخرين .

حدثنا أبو بكر بن خلاد قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة قال : ثنا علي بن الجعد ، ح . وحدثنا فاروق الخطابي قال : ثنا أبو مسلم الكشي قال : ثنا عبد الله بن رجاء قالا : ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، عن الزهري ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ثعلبة الخشني قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن أكل كل ذي ناب من السباع " صحيح ثابت متفق عليه ، من حديث الزهري . رواه عن الزهري : معمر ، ويونس ، وعقيل ، ومالك ، وصالح بن كيسان ، وابن جريج ، وابن عيينة ، وابن أبي ذئب ، والزبيري ، وقرة بن حويل ، ويعقوب بن عطاء ، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم ، وعبد الرحمن بن إسحاق ، وأبو أويس ، ويوسف الماجشون ، ورواه مكحول ويونس بن يوسف ، عن أبي إدريس مثله ، ورواه أبو الأشعث الصنعاني ، عن أبي ثعلبة مثله .

حدثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي قال : ثنا أبي قال : ثنا الوليد بن مسلم قال : ثنا عبد الله بن العلاء بن زيد قال : ثني زيد بن واقد ، عن بشر بن عبيد الله قال : حدثني أبو إدريس الخولاني قال : حدثني عوف بن مالك الأشجعي قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من أدم ، فتوضأ وضوءا مكينا وقال : " يا عوف اعدد ستا بين يدي الساعة " قلت : وما هي يا رسول الله ؟ قال : " موتي " فوجمت لها ، قال : " قل : إحدى " قلت : إحدى ، قال : " والثانية فتح بيت المقدس ، والثالثة : موتان فيكم كعقاص الغنم ، والرابعة إفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل يتسخطها ، وفتنة لا تبقي بيتا [ ص: 129 ] من العرب إلا دخلته ، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ثم يغزونكم فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، كل غاية اثنا عشر ألفا " مشهور ثابت من حديث أبي إدريس عن عوف ، لم نكتبه من حديث زيد بن واقد إلا من هذا الوجه .

التالي السابق


الخدمات العلمية