صفحة جزء


[ ص: 140 ] حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا الحسن بن عبد العزيز ، قال : كتب إلينا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن أبي نعم ، قال : دخل ابن محيريز على سليمان بن عبد الملك فقال له : يا ابن محيريز ، بلغني أنك زوجت ابنك ؟ قال : " نعم " ، فقد أصدقنا عنه ، فقال : " أما العاجل فقد دفع إليهم ، وأما الآجل فهو عليه " ، قال : وبلال بن أبي بردة معه على السرير ، فقال بلال : يا ابن محيريز ، اقبل عطية الأمير ، فلما خرج ابن محيريز تبعته فقال لي : متى كان ابن أبي بردة شرطيا لسليمان .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا الحسن بن عبد العزيز ، ثنا أيوب بن سويد ، ثنا أبو زرعة ، أن عبد الملك بن مروان ، بعث إلى ابن محيريز بجارية ، فترك ابن محيريز منزله فلم يكن يدخله ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، نفيت ابن محيريز عن منزله ، قال : ولم ؟ قال : من أجل الجارية التي بعثت بها إليه ، قال : فبعث عبد الملك فأخذها .

حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن رافع ، ثنا زيد بن الحباب ، أخبرني عبد الواحد بن موسى أبو معاوية ، قال : سمعت ابن محيريز ، يقول : اللهم إني أسألك ذكرا خاملا " .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا هارون بن معروف ، ثنا ضمرة ، ثنا عباد بن عباد ، عن يحيى بن أبي عمرو ، قال : كان ابن محيريز إذا مدح قال : " وما يدريك ، وما علمك ؟ " .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا الوليد بن شجاع ، ثنا ضمرة ، عن عبد ربه بن سليمان ، قال : سمعت ابن محيريز ، يقول : " كلكم يلقى الله غدا ولقبه كذبته ، وذلك أن أحدكم لو كانت أصبعه من ذهب يشير بها ، وإن كان بها شلل لجعل يواريها " .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن أبان بن شداد العسقلاني ، ثنا بكر بن [ ص: 141 ] نصر العسقلاني ، ثنا ضمرة ، عن عمر بن عبد الملك الكناني ، قال : صحب ابن محيريز رجلا في الساقة في أرض الروم ، فلما أردنا أن نفارقه قال له ابن محيريز : أوصني ، قال : " إن استطعت أن تعرف ولا تعرف فافعلن ، وإن استطعت أن تمشي ولا يمشى إليك فافعل ، وإن استطعت أن تسأل ولا تسأل فافعل " .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني هارون بن معروف ، ثنا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن عوف القاري ، قال : لقد رأيتنا برودس وما في الجيش أكثر صلاة في العلانية من ابن محيريز ، ثم قد أقصر عن ذلك حين عرف وشهر .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا هارون بن معروف ، حدثنا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن الوليد بن هشام قال : ولاني الوليد الصائفة ، فقلت لابن محيريز : إني ابتليت بما ترى ولا غنى عن رأيك ، قال : إن كان ولا بد فليلا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا هارون بن معروف ، حدثنا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن هشام بن مسلم الكناني ، قال : سألت ابن محيريز فأكثرت عليه ، فقال : يا هشام ما هذا ؟ قلت : ذهب العلم ، قال : إن العلم لن يذهب ما دام كتاب الله عز وجل . رجل سأل عن أمر ، حتى إذا عرف ما عليه فيه مما له أتاه وهو يعرفه ، كرجل أتاه وهو لا يعرفه ؟!

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني الحسن بن عبد العزيز ، ثنا أيوب بن سويد ، عن أبي زرعة ، قال : لم يكن بالشام أحد [ ص: 142 ] يظهر عيب الحجاج بن يوسف إلا ابن محيريز ، وأبو الأبيض العنسي ، فقال له الوليد : لتنتهين عنه ، أو لأبعثن بك إليه .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا محمد بن بكار ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن علي بن طليق ، قال : سمعت ابن محيريز ، يقول : من مشى بين يدي أبيه فقد عقه ، إلا أن يمشي فيميط له الأذى عن طريقه ، ومن دعا أباه باسمه أو كنيته فقد عقه ، إلا أن يقول : يا أبت .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا الوليد بن شجاع ، ثنا ضمرة ، ح . وحدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن الوليد ، قال : ثنا عبد الوهاب بن نجدة ، ثنا ضمرة ، عن رجاء بن حيوة ، قال : كنا في مجلس ابن محيريز ، فأتانا نعي ابن عمر ، فقال ابن محيريز : " والله لقد كنت أعد بقاءه أمانا لأهل الأرض " ، وقال رجاء بن حيوة لما مات ابن محيريز : والله لئن كنت أعد بقاء ابن محيريز أمانا لأهل الأرض .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا أبو حفص التنيسي ، عن عمرو بن سلمة ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن عطية بن قيس ، قال : قال ابن محيريز لصاحب نفقته : ما بقي عندك من نفقتنا ؟ قال : بقي كذا وكذا ، قال : أجل الرزق للرزق .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح . وثنا محمد بن علي بن أحمد بن سليمان ، ثنا محمد بن علي بن محيريز قالا : ثنا أبو أسامة ، حدثنا وهيب ، عن موسى بن عقبة ، قال : سمعت ابن محيريز ونحن معه في جنازة بالرملة يقول : أدركت الناس وإذا مات فيهم الميت من المسلمين قالوا : الحمد لله الذي توفانا على الإسلام ، ثم انقطع ذلك فلست أسمع اليوم أحدا يقول ذلك .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن عبد ربه بن زيتون ، عن ابن محيريز ح . [ ص: 143 ] وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا علي بن إسحاق ، ثنا الحسين بن الحسن ، ثنا عبد الله بن المبارك ، أنبأنا ثور بن يزيد ، عن عبد ربه بن سليمان ، عن عبد الله بن محيريز ، قال : كل كلام في المسجد لغو إلا كلام ثلاثة : مصل أو ذاكر أو سائل حق أو معطيه .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : ثنا أبو عمير الرملي ، قال : ثنا ضمرة ، عن الأوزاعي ، قال : كان عبد الله بن زكريا إذا قدم فلسطين فرأى ابن محيريز صغرت إليه نفسه لما يرى من فضله .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا أبو الطاهر بن السرح ، ثنا بشر بن بكر ، قال أبو بكر : وحدثنا عمرو بن عثمان ، قال : ثنا بقية ، قالا : عن الأوزاعي ، حدثني إبراهيم بن مرة ، حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، قال : قال لي ابن محيريز : " إذا رأيت خيرا فاحمد الله ، وإذا رأيت منكرا فالطأ بالأرض ، وسل الله أن يخفف البلاء عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي داود ، ثنا محمود بن خالد ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن أبي عمرو الأوزاعي ، عن عبد الله بن محيريز ، قال : ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، فقال له العباس بن نعيم : كيف يكون ذلك ؟ قال : يمنعه كثرة حاده أن يلحق بملاحقه .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ، ثنا محمود بن خالد ، ثنا عمرو بن عبد الواحد ، قال : سمعت الأوزاعي يحدث أن ابن محيريز أراد أن يشتري جارية ، فقيل له : أخبرنا أنك تريدها لنفسك ؟ فكره ذلك وأبى أن يعلمهم .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن سليمان ، ثنا عمرو بن عثمان ، ثنا بقية ، قال : سألت الأوزاعي فقال : كان عبد الله بن محيريز يشرب الماء ويقول : " وأهالي " وهي كلمة أعجمية ، لا تصدع الرأس ، ولا تسرع في الكيس .

حدثنا محمد بن معمر ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا يحيى بن عبد الله ، ح . [ ص: 144 ] وحدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن سليمان ، ثنا عباس بن الوليد بن يزيد ، حدثني أبي قالا : ثنا الأوزاعي ، حدثني أسيد بن عبد الرحمن ، حدثني خالد بن دريك ، قال : قال ابن محيريز : " كنا نرى أن العمل أفضل من العلم ، ونحن اليوم إلى العلم أحوج منا إلى العمل " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن سليمان ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني ، عن عبد الله بن محيريز ، قال : " يذهب الدين سنة سنة ، كما يذهب الحبل قوة قوة " .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا هارون بن معروف ، ثنا ضمرة ، عن عمرو بن عبد الرحمن بن محيريز ، قال : كان جدي ابن محيريز يختم القرآن في كل سبع .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا الحسن بن عبد العزيز ، ثنا أبو حفص التنيسي

عمرو بن أبي سلمة
، عن الأوزاعي ، قال : حدثني من سمع ابن محيريز ، قال : " من حرس ليلة في سبيل الله كان له من كل إنسان ودابة قيراط قيراط " .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا هارون بن معروف ، ثنا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، قال : كان ابن محيريز يجيء إلى عبد الملك بصحيفة فيها النصيحة يقرئه ما فيها ، فإذا فرغ منها أخذ الصحيفة .

حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا الحسن بن عبد العزيز ، ثنا أيوب بن سويد ، عن أبي زرعة ، قال : مر ابن محيريز برجل يكلم امرأة ، فهم بأن يكلمهما ، فقال : الله أعلم بما يقولان ، فمضى ولم يكلمهما ، وبلغني أنه لم يكن أحد أشد استتارا بعمله من ابن محيريز .

حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا الحسن ، قال : عن ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، قال : كان ابن محيريز إذا غزا كان أحب النفقة إليه في علف الدواب .

حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ، ثنا عبد الرحمن بن داود ، ثنا عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، حدثني هشام يعني ابن عمار ، حدثني مغيرة بن مغيرة ، عن رجاء [ ص: 145 ] بن أبي سلمة ، عن خالد بن دريك ، قال : كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة : كان أبعد الناس أن يسكت عن حق بعد أن يتبين له حتى يتكلم فيه ، غضب من غضب ورضي من رضي ، وكان من أحرص الناس أن يتكلم من نفسه أحسن ما عنده .

حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا القاسم بن فورك ، ثنا علي بن سهل الرملي ، ثنا ضمرة الشيباني ، قال : كان عبد الله بن الديلمي من أبصر الناس لإخوانه ، فذكر ابن محيريز في مجلس هو فيه ، فقال رجل : كان بخيلا ، فغضب ابن الديلمي وقال : كان جوادا حيث يحب الله ، بخيلا حيث تحبون .

التالي السابق


الخدمات العلمية