صفحة جزء
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - قال : ثنا موسى بن إسحاق ، ثنا محمد بن بكار ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو ، أن يزيد بن حصين السكوني حين ولي حمص أرسل إلى يزيد بن ميسرة . قال : يا أبا يوسف ، كيف ترى فيما ابتلينا به من هذا السلطان ؟ قال : اتق الله أيها الأمير ، وإياك والعجلة ، وعليك بالأناة ، وفي السجن راحة ، هل تدري ما يقال : لصاحب السلطان ؟ أيها المسلط لا ينفخنك روح الشيطان ، فإنك إنما خلقت من تراب ، وإلى التراب تعود ، ورثت مكان من قبلك ، وغيرك وارث مكانك غدا .

[ ص: 237 ] حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء ، ثنا محمد بن أبي سهل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، حدثني الأحوص بن حكيم ، عن زهير بن عبد الرحمن ، عن يزيد - وكان قد قرأ الكتاب - قال : إن الله تعالى أوحى فيما أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام : إن أحب عبادي إلي الذين يمشون في الأرض بالنصيحة ، والذين يمشون على أقدامهم إلى الجمعات ، والمستغفرون بالأسحار ، أولئك الذين إذا أردت أن أصيب أهل الأرض بعذاب ورأيتهم كففت عنهم عذابي ، وإن أبغض عبادي إلي الذي يقتدي بسيئة المؤمن ولا يقتدي بحسنته .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو المغيرة ح . وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا ابن أبي عاصم ، ثنا الحوطي ، ثنا إسماعيل بن عياش قالا : ثنا صفوان بن عمرو . قال : حدثني عبد الأعلى بن عدي البهراني ، وقال الحوطي : عبد الرحمن بن عدي ، عن يزيد بن ميسرة . قال : إن الله تعالى يقول : أيها الشاب التارك شهوته لي ، المبتذل شبابه من أجلي ، أنت عندي كبعض ملائكتي .

حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن سليمان بن سليم الكناني ، عن يحيى بن جابر الطائي ، عن يزيد بن ميسرة . قال : إن حكيما من الحكماء كتب ثلاثمائة وستين مصحفا حكما ، فبعثها في الناس فأوحى الله تعالى إليه : إنك ملأت الأرض نفاقا ، وإن الله تعالى لم يقبل من نفاقك شيئا .

حدثنا أبي ومحمد بن علي - في جماعة - قالوا : ثنا محمد بن نصير ، ثنا إسماعيل بن عمرو ، ثنا فرج بن فضالة ، عن أبي راشد ، عن يزيد بن ميسرة . قال : قال عيسى عليه السلام : من عمل بغير مشورة باطلا يتعنى .

حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا أبو الربيع الرشديني ، ثنا ابن وهب ح . وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا علي بن إسحاق ، ثنا الحسين المروزي ، ثنا عبد الله بن المبارك قالا : ثنا إسماعيل بن عياش ، عن سليمان بن سليم الحمصي ، عن يحيى [ ص: 338 ] بن جابر ، عن يزيد بن ميسرة . قال : كان طعام يحيى بن زكريا عليه السلام الجراد وقلوب الشجر ، وكان يقول : من أنعم منك يا يحيى ؟ ! طعامك الجراد وقلوب الشجر ، لم يذكر ابن وهب يحيى بن جابر .

وحدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا صفوان بن عمرو ، ثنا عبد الرحمن بن عدي ، عن يزيد بن ميسرة . قال : أحسنوا صحابة نعم الله ! فوالله ما أنفرها عن قوم فكادت ترجع إليهم .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ح . وحدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا ، عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو المغيرة الفرج بن فضالة ، ثنا أبو راشد التنوخي ، عن يزيد بن ميسرة . قال : كانت أحبار بني إسرائيل الصغير منهم والكبير لا يمشي إلا بالعصا ; مخافة أن يختال في مشيته إذا مشى .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا صفوان بن عمرو ، حدثني شريح بن عبيد ، عن يزيد . قال : كان إبراهيم يطعم الناس والمساكين أسمن ما يكون من غنمه ، ويذبح لأهله المهزول والرديء منها ، فكان أهله يقولون له : أتذبح للناس والمساكين السمين من غنمك وتطعمنا المهزول ؟ ! فقال إبراهيم عليه السلام : بئس مالي إن ألتمس خير ما عند ربي بشر مالي .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمود بن أحمد بن الفرج ، ثنا إسماعيل بن عمرو ، ثنا الفرج بن فضالة ، عن أبي راشد ، عن يزيد بن ميسرة . قال : قال عيسى عليه السلام : بحق أقول لكم ، كما تواضعون فكذلك ترفعون ، وكما ترحمون كذلك ترحمون ، وكما تقضون من حوائج الناس فكذلك الله تعالى يقضي من حوائجكم .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ح ، وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا ابن أبي عاصم . قال : ثنا محمد بن مصفى قالا : ثنا أبو المغيرة ، ثنا صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن يزيد بن ميسرة . قال : كان المسيح عليه السلام يقول : إن أحببتم أن تكونوا [ ص: 239 ] أصفياء الله ونور بني آدم ، فاعفوا عن من ظلمكم ، وعودوا من لا يعودكم ، وأقرضوا من لا يجزيكم ، وأحسنوا إلى من لا يحسن إليكم .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا ابن أبي عاصم ، ثنا محمد بن مسمع ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن عبد الرحمن بن نجيح . قال : سمعت يزيد بن ميسرة يقول : إن ظللت تدعو على رجل ظلمك فإن الله تعالى يقول : إن آخر يدعو عليك ، إن شئت استجبنا لك ، واستجبنا عليك ، وإن شئت أخرتكما إلى يوم القيامة ، ووسعكما عفو الله .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا راشد بن سعد ، عن يزيد بن ميسرة . أن المسيح عليه السلام كان يقول لأصحابه : إن استطعتم أن تكونوا بلها في سبيل الله مثل الحمام فافعلوا ، قال : وكان يقال : ليس شيء أبله من الحمام ، إنك تأخذ فرخيه من تحته فتذبحهما ، ثم يعود إلى مكانه ذلك فيفرخ فيه .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا صفوان بن عمرو ، عن يزيد بن ميسرة . قال : قال أيوب النبي عليه السلام : يا رب ، إنك أعطيتني المال والولد ، فلم يقم أحد على بابي يشكوني بظلم ظلمته ، وأنت تعلم ذلك ، وأنه كان يوطأ لي الفراش فأتركها ، وأقول لنفسي : يا نفس ، إنك لم تخلقي لوطء الفراش ، ما تركت ذلك إلا ابتغاء فضلك .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا محمد بن عمرو القزويني ، ثنا عبد القدوس بن الحجاج ، حدثني صفوان بن عمرو ، عن يزيد بن ميسرة . قال : لما ابتلى الله أيوب بذهاب المال والأهل والولد ، فلم يبق له شيء أحسن من الذكر ، والحمد لله رب العالمين ، ثم قال : أحمدك رب الأرباب الذي أحسنت إلي ، قد أعطيتني المال والولد ، فلم يبق من قلبي شعبة إلا قد دخله ذلك ، فأخذت ذلك كله ، وفرغت قلبي فليس يحول بيني وبينك شيء ، فمن ذا تعطيه المال والولد ، فلا يشغله حب المال والولد عن ذكرك ؟ ! لو يعلم عدوي إبليس بالذي صنعت [ ص: 240 ] إلي حسدني ، قال : فلقي إبليس من هذا شيئا منكرا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا صفوان بن عمرو . قال : كان يزيد بن ميسرة فيما بلغنا يقول : إذا زكاك رجل في وجهك فأنكر عليه واغضب ، ولا تقر بذلك ، وقل : اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون . قال : وكان يزيد بن ميسرة يقول : ابدءوا بالذي يحق لله عليكم ، ولا تعلموا الله ما ينبغي لكم . قال : وكان يزيد بن ميسرة يقول : اللهم اجعل مخافتك في قلوبنا ، وأدم على قلوبنا ذكر الموت ، أيها الناس اذكروا أين أنتم اليوم ؟ وأين تكونون غدا ؟ اليوم في البيوت تتكلمون ، وغدا في القبور سكوت ، فطوبى للأبرار الشاكرين ! يا غافلين تشيعون الميت إلى قبره ويقول : ويلكم إنما أنتم غدا مثلي ، أيتها النفس ألا تنظرين إلى ما رأيت في الدنيا ، وما لم تر على مثل ذلك ، إنما هي كأرواح تذهب لا يرى لها أثر أو كثور يدور يذهب الأول فالأول .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا علي بن إسحاق ، ثنا عبد الله يعني ابن المبارك - ثنا إسماعيل بن عياش ، حدثني أبو سلمة ، عن يحيى بن جابر ، عن يزيد بن ميسرة . قال : إن العبد ليمرض المرضة وما له عند الله من خير ، فيذكره الله بعض ما سلف من خطاياه ، فيخرج من عينه مثل رأس الذباب من الدموع من خشية الله ، فيبعثه الله ، إن بعثه مطهرا ، ويقبضه إن قبضه على ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية