صفحة جزء
12 - مصعب بن عمير الداري

ومنهم مصعب بن عمير الداري ، المحب القاري ، المستشهد بأحد . كان أول الدعاة ، وسيد التقاة ، سبق الركب ، وقضى النحب ، ورغب عن التتريف والتسويف ، وغلب عليه الحنين والتخويف .

وقد قيل : إن التصوف طلب التأنيس في رياض التقديس .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عمرو بن خالد ، ثنا أبي ، ثنا ابن لهيعة ، عن [ ص: 107 ] أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، أن الأنصار لما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ، وأيقنوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته فصدقوه وآمنوا به ، كانوا من أسباب الخير ، وواعدوه الموسم من العام القابل ، فرجعوا إلى قومهم - بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا رجلا من قبلك فيدعو الناس إلى كتاب الله ، فإنه أدنى أن يتبع . فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار ، فنزل بني غنم على أسعد بن زرارة يحدثهم ويقص عليهم القرآن ، فلم يزل مصعب عند سعد بن معاذ يدعو ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة ، وأسلم أشرافهم ، وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم ، ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يدعى المقرئ .

التالي السابق


الخدمات العلمية