صفحة جزء
15 - عاصم بن ثابت

ومنهم الطاهر الزكي ، العاهد الوفي ، عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري ، وفى لله تعالى في حياته ، فحماه الله تعالى من المشركين بعد وفاته .

وقد قيل : إن التصوف المفر من البينونة إلى مقر الكينونة .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا أبو جعفر النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة الحراني ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا ستة من أصحابه ، وأمر عليهم مرثد بن أبي مرثد ، فيهم عاصم بن ثابت ، وخالد بن البكير ، فلما كانوا بالرجيع استصرخ عليهم هذيل ، فأما مرثد وعاصم فقالوا : والله لا نقبل لمشرك عهدا [ ص: 111 ] ولا عضدا أبدا ، فقاتلوهم حتى قتلوهم ، وكانت هذيل حين قتل عاصم بن ثابت أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد ، وكانت نذرت حين أصيب ابناها يوم أحد لئن قدرت على رأس عاصم أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر ، فمنعه الدبر ، فلما حالوا بينهم وبينه قالوا : دعوه حتى يمسي فيذهب عنه ثم نأخذه ، فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما فانطلق به ، وكان عاصم قد أعطى الله عهدا لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك ؛ تنجسا منهم . فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعه : حفظ الله العبد المؤمن .

كان عاصم قد وفى الله في حياته ، فمنعه الله منهم بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته
.

التالي السابق


الخدمات العلمية