صفحة جزء
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن سعيد ، ثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش ، عن يزيد بن قودر ، عن كعب قال : قال : " المؤمن الزاهد ، والمملوك الصالح آمنان من الحساب ، وطوبى لهم كيف يحفظهم الله في ديارهم ، إن الله إذا أحب عبده المؤمن زوى عنه الدنيا ليرفعه درجات في الجنة ، وإذا أبغض عبده الكافر بسط له في الدنيا حتى يسفله دركات في النار ، قال كعب : ويقول الله لعباده الصابرين الراضين بالفقر : أبشروا ولا تحزنوا ، [ ص: 365 ] فإن الدنيا لو وزنت عند الله جناح بعوضة مما لكم عندي ما أعطيتهم منها شيئا ، وقال كعب : إذا اشتكى إلى الله عباده الفقراء الحاجة قيل لهم : أبشروا ولا تحزنوا ، فإنكم سادة الأغنياء ، والسابقون إلى الجنة يوم القيامة ، قال كعب : وكانت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالفقر والبلاء أشد فرحا منهم بالرخاء ، وكان البلاء عليهم مضعفا حتى إن كان أحدهم ليقتله القمل ، فإذا رأى رخاء ظن أنه قد أصاب ذنبا ، وقال كعب : من تضعضع لصاحب الدنيا والمال تضعضع دينه ، والتمس الفضل عند غير المفضل ، ولم يصب من الدنيا إلا ما كتب الله له ، وإن الله تعالى يبغض كل جماع للمال ، مناع للخير ، مستكبر ، ويبغض كل حبر سمين ، وقالكعب : قال موسى عليه السلام : تلبسون ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الجبارين والذئاب الضواري ؟ فإن أحببتم أن تبلغوا ملكوت السماء فأميتوا قلوبكم لله .

حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا أبو هلال ، ثنا عبد الله بن بريدة ، قال : قال كعب : ما كرم عبد على الله إلا زاد البلاء عليه شدة ، وما أعطى رجل صدقة ماله فنقصت من ماله ، ولا حبسها فزادت في ماله ، ولا سرق سارق إلا حسبت من رزقه .

حدثنا حبيب بن الحسن أبو القاسم ، ثنا عمر بن حفص السدوسي ، ثنا عاصم بن علي ، ثنا أبو هلال ، عن حفص بن دينار ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، أن عمر بن الخطاب قال : يا كعب ، حدثنا عن الموت قال : يا أمير المؤمنين ، غصن كثير الشوك ، يدخل في جوف الرجل ، فتأخذ كل شوكة بعرق يجذبه رجل شديد الجذب ، فأخذ ما أخذ ، وأبقى ما أبقى .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبان بن مخلد ، ثنا محمد بن عمرو زنيج ، ثنا الحكم بن بشير ، ثنا عمر بن قيس ، عن الحكم ، عن أبي خالد ، قال : قال كعب : من عرف الله بقلبه ، وحمد الله بلسانه ، لم يفن من فيه حتى ينزل الله الزيادة ، وذلك لأن الله أسرع بالخير ، وأولى بالفضل .

[ ص: 366 ] حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا عمران بن موسى القزاز ، ثنا عبد الوارث ، ثنا الجريري ، عن عمر ، عن إسماعيل ، عن كعب قال : ما من رجل بكى من خشية الله فتسيل دموعه على الأرض فتقطر فتصيبه النار أبدا حتى يرجع قطر السماء إذا وقع على الأرض إلى السماء .

حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا عمران بن موسى القزاز ، ثنا عبد الوارث ، ثنا الجريري ، عن عباد الجشمي قال : قال كعب : لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا علي بن مسلم ، ثنا سيار ، ثنا جعفر ، ثنا عون العقيلي ، عن بعض أصحابه ، عن كعب قال : والذي نفسي بيده لأن أبكي من خشية الله حتى تسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بجبل من ذهب .

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا حاجب بن الوليد ، ثنا بقية بن الوليد ، ثنا محمد بن زياد الألهاني ، عن كعب قال : دخل عليه وهو مريض فقيل له : كيف تجدك يا أبا إسحاق ؟ قال : جسد أخذ بذنبه ، فإن قبض على هذه الحال فإلى رحيم ، وإن يعافه ينشئه خلقا لا ذنب له .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سيار ، ثنا جعفر ، عن عون ، عن عبد الله بن الحارث ، عن كعب قال : ما استقر لعبد ثناء في الأرض حتى يستقر في السماء .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ، ثنا هناد بن السري ، ثنا يعلى ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شهر بن حوشب ، عن كعب قال : لوددت أني كبش أهلي فأخذوني فذبحوني فأكلوا وأطعموا أضيافهم .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا علي بن مسلم ، ثنا سيار ، ثنا جعفر بن سليمان ، حدثني الجريري ، عن أبي الورد ، عن أبي محمد ، عن [ ص: 367 ] كعب أنه قال : أنيروا بيوتكم بذكر الله ، واجعلوا في بيوتكم حظا من صلاتكم ، فوالذي نفس كعب بيده إنهم لمسمون على أفواه ، وإنهم لمعروفون في أهل السماء : فلان بن فلان يعمر بيته بذكر الله .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن سهل ، ثنا عبد الله بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن أبي سلمة الصنعاني ، عن كعب قال : " قلة النطق حكمة ، فعليكم بالصمت ، فإنه رعة حسنة ، وقلة وزر ، وخفة من الذنوب ، فأحسنوا باب الحلم ، فإن بابه الصمت والصبر ، فإن الله تعالى يبغض الضحاك من غير عجب ، والمشاء إلى غير أرب ، ويحب الوالي الذي يكون كراع ولا يغفل عن رعيته ، واعلموا أن كلمة الحكمة ضالة المسلم ، فعليكم بالعلم قبل أن يرفع ، ورفعه أن تذهب رواته .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا حسين ، ثنا ابن عياش ، عن سليمان بن أبي سلمة الصنعاني ، عن كعب مثله . حدثنا محمد بن معمر ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا يحيى بن عبد الله ، ثنا الأوزاعي ، ثنا الوليد بن هشام ، عن كعب الأحبار قال : الرعية تصلح بصلاح الوالي ، وتفسد بفساده .

حدثنا محمد بن معمر ، ثنا أبو شعيب ، ثنا يحيى بن عبد الله ، ثنا الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي عمر ، عن عبد الله بن الديلمي قال : قال كعب : يأتي على الناس زمان ترفع فيه الأمانة ، وتنزع فيه الرحمة ، وتكثر فيه المسألة ، فمن سأل عند ذلك الزمان لم يبارك له فيه .

حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد ، ثنا جعفر بن محمد الفريابي ، ثنا عبد الأعلى بن حماد ، ثنا وهيب ، ثنا أبو مسعود الجريري ، عن أبي السليل ، عن غنيم بن قيس ، عن كعب قرأ هذه الآية : ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) . ثم قال : تدرون ما ورودها ؟ تبرز جهنم للناس كأنها متن إهالة حتى تستوي عليها أقدام الخلائق ، برهم وفاجرهم ، فينادي مناد : أن خذي أصحابك ودعي أصحابي ، فتخسف بكل ولي لها فهي أعرف بهم من الرجل بولده ، ويخرج [ ص: 368 ] المؤمنون ندية ثيابهم .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا ابن رسته ، ثنا عباس النرسي ، ح ، وحدثنا عبد الله بن محمد بن سلام ، ثنا داود بن إبراهيم قال : ثنا وهيب نحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية