صفحة جزء
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن سفيان ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا الحارث بن خليفة ، ثنا دويد أبو سليمان ، عن إبراهيم أبي عبد الله الشامي ، عن كعب ، قال : من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وغمومها .

حدثنا أبو بكر ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن سفيان ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا حماد بن زيد ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، أن عمر ، قال لكعب : أخبرني عن الموت ، قال : يا أمير المؤمنين هو مثل شجرة كثيرة الشوك في جوف ابن آدم ، فليس منه عرق ولا مفصل إلا فيه شوكة ، ورجل شديد الذراعين فهو يعالجها ينزعها ، فأرسل عمر - رضي الله تعالى عنه - دموعه .

حدثنا أبو بكر المؤذن ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني الفضل بن إسحاق بن حيان ، ثنا مروان بن معاوية ، عن عبد الرحمن بن سويد بن عطارد ، عن همام ، قال : قال كعب : يوجد رجل في الجنة يبكي فقيل له : لم تبكي وقد دخلت الجنة ؟ قال : أبكي لأني لم أقتل في سبيل الله إلا قتلة واحدة وكنت أشتهي أن أرد فأقتل فيه ثلاث قتلات .

حدثنا أبو بكر ، ثنا أبو الحسن ، ثنا أبو بكر ، حدثني محمد بن الحسين ، ثنا زكريا بن عدي ، عن الزبير أبي عبد الله القنسري ، عن كعب ، قال : لا يذهب عن الميت ألم الموت ما دام في قبره ، وأنه لأشد ما يمر على المؤمن وأهون ما يصيب الكافر .

حدثنا أبو بكر ، ثنا أبو الحسن ، ثنا أبو بكر ، حدثنا محمد بن الحسين ، ثنا موسى بن داود ، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أن رجلا قال لكعب : [ ص: 45 ] ما الداء الذي لا دواء له ؟ قال : الموت ، قال ابن زيد بن أسلم : قال أبي : للموت دواء ، رضوان الله عز وجل .

حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، ثنا أبو مسعود ، أنبأنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، ثنا صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن كعب ، قال : إن القسطنطينية شمتت بخراب بيت المقدس فتعززت وتجبرت فدعيت العاتية المستكبرة ، فقالت : إن كان عرش الله بني على الماء فقد بنيت على الماء ، فأوعدها الله بعذاب قبل يوم القيامة ، وقال : لأنزعن حليك وحريرك وحميرك ولأتركنك لا يصرخ ديكك ، ولا يقوم أحد إلى جدار من جدرك ولا أجعل لك عامرا إلا الثعالب ، ولا نباتا إلا الحجارة والينبوت ، ولا يحول بينك وبين السماء شيء ، ولأتركن عليك نيرانا ثلاثا من السماء : نارا من زفت ، ونارا من قطران ، ونارا من نفط ، ولأتركنك جدعاء قرعاء وليبلغني صوتك وأنا في السماء فإني طال ما أشرك بي فيك وليفتر عن فيك جوار ما كدن يرين الشمس من حسنهن ، قال كعب : فلا يعجز من بلغ ذلك منكم أن يمشي إلى لاطئ ملكهم فإنه يجد خيلا وبقرا من نحاس يجري على رؤوسها الماء ولتقسمن كنوزها بالأترسة وقطعا بالفئوس ؛ فإنكم على ذلك منه حتى تحلكم النار التي أوعدها الله فتحملون ما استطعتم من كنوزها فتقسمونها بالفرقدونة ، ثم يأتيكم آت أن الدجال قد خرج فترفضون ما في أيديكم ومن رفض منكم ، فإذا بلغتم الشام وجدتم ذلك باطلا إنما هي نفخة من كذب ، لا يدخل الدجال بعدها إلا بسبع سنين يمكث ستا ويخرج في السابعة تتعلق به حية إلى جانب ساحل البحر .

قال الشيخ أبو نعيم - رحمه الله - : بقي لكعب الأحبار من الأخبار في العظات والآيات ما فيه معتبر لذوي الألباب والهيئات ، اقتصرنا على ما ذكرنا وأعرضنا عن كثير مما كتبنا ، ونسأل الله الانتفاع بما روي لنا وأملينا .

وأسند كعب عن أكابر الصحابة ، عن أمير المؤمنين الفاروق عمر ، وعن السيد المهاجر المتاجر صهيب بن سنان ، وعن أم المؤمنين الصديقة عائشة - رضوان الله تعالى عليهم - توفي كعب - رحمه الله - قبل مقتل عثمان - رضي الله تعالى عنه - بسنة .

[ ص: 46 ] [ حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا صفوان بن عمرو ، ح ] وحدثنا سليمان ، ثنا يحيى بن عثمان ، ثنا نعيم بن حماد ، ثنا عبد الله بن المبارك ، ثنا صفوان بن عمر ، عن أبي المخارق زهير بن سالم ، عن كعب ، عن عمر - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين " قال كعب : فقلت : ما والله أخاف على هذه الأمة غيرهم ، غريب من حديث كعب تفرد به صفوان ، رواه بقية بن الوليد والقدماء .

حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج ح ، وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ، قالا : ثنا سويد بن سعيد ، ثنا حفص بن ميسرة ، عن موسى بن عقبة ، عن عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه : أن كعبا ، حلف له بالذي فلق البحر لموسى - عليه السلام - أن صهيبا حدثه ، أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها : " اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين ، إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر من فيها " هذا حديث ثابت من حديث موسى بن عقبة تفرد به عن عطاء ، رواه عنه ابن أبي الزناد وغيره .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن ناجية ، ثنا سويد بن سعيد ، ثنا حفص بن ميسرة ، عن موسى بن عقبة ، عن عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه : أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى - عليه السلام - أن داود - عليه السلام - كان إذا انصرف من صلاته قال : اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي الذي جعلت فيها معاشي ، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بعفوك من نقمتك ، وأعوذ بك منك ، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك جده " .

قال كعب الأحبار : وأخبرني صهيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينصرف بهذا الدعاء من صلاته "
وهذا الحديث أيضا من جياد الأحاديث تفرد به موسى عن عطاء .

[ ص: 47 ] حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، ثنا عمرو بن الحصين ، ثنا فضيل بن سليمان ، ثنا موسى بن عقبة ، عن عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن مغيث ، عن كعب ، قال : حدثني صهيب ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو يقول : " اللهم لست بإله استحدثناه ولا برب ابتدعناه ، ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه ونذرك ، ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك ، تباركت وتعاليت " قال كعب : وهكذا كان نبي الله داود - عليه السلام - يدعو ، غريب من حديث موسى بن عقبة تفرد به عمرو بن الحصين .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا بكر بن سهل ، ثنا نعيم بن حماد ، ثنا بقية بن الوليد ، حدثني عقبة بن أبي حكيم ، عن طلحة بن نافع ، عن كعب ، قال : أتيت عائشة - رضي الله تعالى عنها - فقلت : هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعت الإنسان ؟ وانظري هل يوافق نعتي نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : أنعت ، فقال : عيناه هاد ، وأذناه قمع ، ولسانه ترجمان ، ويداه جناحان ، ورجلاه بريد ، وكبده رحمة ، ودينه نفس ، وطحاله ضحك ، وكليتاه نكر ، والقلب ملك ، فإذا طاب طاب جنوده وإذا فسد فسد جنوده ، فقالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينعت الإنسان هكذا ، غريب من حديث كعب لم نكتبه إلا من حديث بقية عن عتبة .

. حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن القاسم ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : كنت عند عائشة - رضي الله تعالى عنها - وعندها كعب الأحبار فذكر كعب إسرافيل - عليه السلام - فقالت عائشة : يا كعب أخبرني عن إسرافيل ، فقال كعب : عندكم العلم ، فقالت : أجل ، فأخبرني ، فقال : له أربعة أجنحة ، جناحان في الهواء وجناح قد تسربل به ، وجناح على كاهله والعرش على كاهله والقلم على أذنه ، فإذا نزل الوحي كتب القلم ، ثم درست الملائكة ، وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى ملتقم الصور محنيا ظهره شاخصا بصره ينظر إلى إسرافيل وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور ، فقالت عائشة - رضي [ ص: 48 ] الله تعالى عنها : هكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول . غريب من حديث كعب لم يروه عنه إلا عبد الله بن الحارث ، ورواه خالد الحذاء ، عن الوليد ، عن أبي بشر ، عن عبد الله بن رباح ، عن كعب نحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية