صفحة جزء
327 - حيلان بن فروة

ومنهم الواعظ الجعد المعروف بالحفظ والسرد حيلان بن فروة أبو الجلد ، كان للكتب المنزلة حافظا ، وبمواعظ الأنبياء وأحوالهم واعظا ، وبالأذكار لهجا لافظا .

وقيل : إن التصوف الرعاية للعهود والكفاية بالمشهود .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا علي بن مسلم ، ثنا سيار ، ثنا جعفر ، ثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي الجلد ، قال : وجدت [ ص: 55 ] التسويف جندا من جنود إبليس ، قد أهلك خلقا من خلق الله كثيرا .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا يونس - يعني ابن محمد - ثنا صالح المري ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي الجلد ، قال : قرأت في الحكمة : من كان له من نفسه واعظ كان له من الله حافظ ، ومن أنصف الناس من نفسه زاده الله بذلك عزا ، والذل في طاعة الله أقرب من التعزز بالمعصية .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا يزيد ، وهاشم بن القاسم ، قالا : ثنا صالح المري ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي الجلد ، قال : أوحى الله تعالى إلى موسى - عليه السلام - إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك وكن عند ذكري خاشعا مطمئنا ، وإذا ذكرتني فاجعل لسانك من وراء قلبك ، وإذا قمت بين يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل ، وذم نفسك فهي أولى بالذم ، وناجني حيث تناجيني بقلب وجل ولسان صادق .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو يعلى ، ثنا روح بن عبد المؤمن ، ثنا مرحوم بن عبد العزيز ، عن أبي عمران ، عن أبي الجلد ، قال : تكون الأرض يومئذ نارا فماذا أعددتم لها ؟ وذلك قوله تعالى : ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) إلى قوله : ( جثيا ) .

حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن عثمان ، ثنا أبو غسان ، ثنا حازم بن الحسين ، عن أبي عمران ، عن أبي الجلد ، [ قال : إني لأجد فيما أقرأ من كتب الله أن الأرض تشتعل نارا يوم القيامة كلها .

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ، ثنا أحمد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا إسماعيل بن الحارث ، ثنا داود بن المحبر ، عن صالح المري ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي الجلد ] أن عيسى ابن مريم - عليهما السلام - مر بمشيخة فقال : معاشر الشيوخ أما علمتم أن الزرع إذا ابيض ويبس واشتد فقد دنا حصاده ؟ قالوا : بلى ، قال : فاستعدوا فقد دنا حصادكم ، ثم مر بشبان فقال : معاشر الشباب [ ص: 56 ] أما تعلمون أن رب الزرع ربما حصده قصيلا ؟ قالوا : بلى ، قال : فاستعدوا فإنكم لا تدرون متى تحصدون .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا علي بن مسلم الطوسي ، ثنا سيار بن حاتم ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي الجلد ، قال : ليحلن البلاء على أهل الصلاة خصوصا لا يراد غيرهم ، والأمم حولهم آمنون يرتعون ، حتى إن الرجل ليرجع يهوديا أو نصرانيا .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا هاشم بن القاسم ، ثنا صالح المري ، ثنا أبو عمران ، عن أبي الجلد ، أن موسى - عليه السلام - سأل ربه تعالى قال : أي رب أنزل علي آية محكمة أسير بها في عبادك ، قال : فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى اذهب فما أحببت أن يأتيه عبادي إليك فأته إليهم .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا هاشم ، ثنا صالح ، عن أبي عمران ، عن أبي الجلد قال : قال موسى - عليه السلام - : إلهي كيف أشكرك وأصغر نعمة وضعتها عندي من نعمك لا يجازي بها عملي كله ، قال : فأوحى الله تعالى إليه يا موسى الآن شكرتني .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا هاشم ، ثنا صالح ، عن أبي عمران ، عن أبي الجلد ، عن مسألة داود - عليه السلام - قال : إلهي كيف لي أن أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك ؟ فأوحى الله تعالى إليه : يا داود ألست تعلم أن الذي بك من النعم مني ؟ قال : بلى يا رب ، قال : فإني أرضى بذلك منك شكرا .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا هاشم بن القاسم ، ثنا صالح ، عن أبي عمران ، عن أبي الجلد قال : قرأت في مسألة داود - عليه السلام - أنه قال : إلهي ما جزاء من يعزي الحزين المصاب ابتغاء مرضاتك ؟ قال الله عز وجل : جزاؤه أن تشيعه الملائكة يوم يموت إلى قبره وأن أصلي على روحه في الأرواح ، قال : إلهي فما جزاء من يسند اليتيم والأرملة ابتغاء مرضاتك ؟ قال : جزاؤه أن يحرم وجهه على لفح النار ، وأن أؤمنه يوم الفزع الأكبر .

حدثنا أبو بكر بن محمد بن جعفر بن حفص المعدل ، ثنا عبد الله بن أحمد بن [ ص: 57 ] سوادة ، ثنا يوسف بن بحر ، ثنا الهيثم بن جميل ، ثنا صالح المري ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي الجلد ، قال : قرأت في مسألة داود - عليه السلام - : إلهي ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه ؟ قال : جزاؤه أن أحرم وجهه على لفح النار وأؤمنه يوم الفزع .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا هاشم ، ثنا صالح ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي الجلد ، أن الله تعالى أوحى إلى داود - عليه السلام - : يا داود أنذر عبادي الصديقين فلا يعجبن بأنفسهم ولا يتكلن على أعمالهم ، فإنه ليس أحد من عبادي أنصبه للحساب وأقيم عليه عدلي إلا عذبته من غير أن أظلمه ، وبشر الخطائين أنه لا يتعاظمني ذنب أن أغفره وأتجاوز عنه .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا هاشم ، ثنا صالح ، عن أبي عمران ، عن أبي الجلد ، أن داود - عليه السلام - أمر مناديا ينادي : الصلاة جامعة ، فخرج الناس وهم يرون أنه ستكون منه يومئذ موعظة وتأديب ودعاء ، فلما وافى مكانه قال : اللهم اغفر لنا ، وانصرف فاستقبل أواخر الناس أوائلهم فقالوا : ما لكم ؟ قالوا : إن النبي - عليه السلام - إنما دعا بدعوة واحدة ثم انصرف ، فقالوا : سبحان الله ! كنا نرجو أن يكون هذا اليوم يوم عبادة ودعاء وموعظة وتأديب ، فما دعا إلا بدعوة واحدة ؟ فأوحى الله تعالى إليه أن أبلغ عني قومك فإنهم قد استقلوا دعاءك : إني من أغفر له أصلح له أمر آخرته ودنياه .

[ حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثني هاشم ، حدثني صالح ، عن أبي عمران ، عن أبي الجلد ، أن عيسى - عليه السلام - قال : فكرت في الخلق فإذا من لم يخلق كان عندي أغبط ممن خلق . ]

حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا هاشم ، ثنا صالح ، عن أبي عمران ، عن أبي الجلد ، أن عيسى - عليه السلام - قال للحواريين : بحق أقول لكم : ما الدنيا تريدون ولا الآخرة ، قالوا : يا رسول الله فسر لنا هذا الأمر ، فإنا قد كنا نرى [ ص: 58 ] أنا نريد إحداهما ، قال : لو أردتم الدنيا أطعتم رب الدنيا الذي مفاتيح خزائنها بيده فأعطاكم ، ولو أردتم الآخرة أطعتم رب الآخرة الذي يملكها فأعطاكموها ، ولكن لا هذه تريدون ولا تلك .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا هاشم ، ثنا صالح ، عن أبي عمران ، عن أبي الجلد ، أن عيسى - عليه السلام - أوصى الحواريين فقال : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم ، وإن القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لا يعلم ، ولا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب ولكن انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ، والناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء في بليتهم واحمدوا الله على العافية .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا هاشم ، ثنا صالح ، عن أبي عمران ، عن أبي الجلد ، قال : إن العذاب لما هبط على قوم يونس - عليه السلام - فجعل يحوم على رؤوسهم مثل قطع الليل المظلم فمشى ذوو العقول منهم إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا له : إنا قد نزل بنا ما ترى فعلمنا دعاء ندعو به ، عسى الله أن يرفع عنا عقوبته ، قال : قولوا : يا حي حين لا حي ويا حي يحيي الموتى ، ويا حي لا إله إلا أنت ، قال : فكشف الله عنهم .

حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا أبو أسامة ، ثنا أبو طاهر ، عن مطر الوراق ، عن أبي الجلد ، قال : والذي نفسي بيده ليكونن في آخر الزمان قوم مخصبة ألسنتهم مجدبة قلوبهم قصيرة آجالهم رقيقة أخلاقهم ، يتكافى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، يتعلمون قول الزور لونا غير لون ، فإذا فعلوا انتظروا النكال من الله عز وجل .

حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن ، ثنا أبو بكر ، ثنا العباس بن يزيد ، ثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن موسى بن جميل ، عن أبي روح ، عن أبي الجلد ، قال : أعوذ بالله من زمان يأمل فيه الكبير ويموت فيه الصغير ، ولا يعتق فيه المحررون ، وفي ذلك الزمان أقوام [ يرجون ولا يخافون ، هنالك يدعون فلا يستجاب لهم ، وفي ذلك الزمان أقوام ] قلوبهم قلوب الذئاب لا يتراحمون .

[ ص: 59 ] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ، أنبأنا محمد بن رجاء بن السندي ، ثنا النضر بن شميل ، عن ابن عون ، عن محمد ، عن أبي الجلد ، قال : يبعث على الناس ملوك بذنوبهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية