صفحة جزء


339 - القاسم بن مخيمرة

ومنهم الرافض للفضول ، النافض للهموم ، أبو عروة القاسم بن مخيمرة .

رضي الله تعالى عنه . كوفي الأصل ، نزيل الشام .

[ ص: 80 ] حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة ، ثنا أبو مسهر ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : قال القاسم بن مخيمرة : ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد ، ولا أغلقت بابي ولي خلفه هم .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن أبي داود ، ثنا محمود بن خالد ، ثنا - عمر ، قال : سمعت الأوزاعي ، يحدث عن القاسم بن مخيمرة ، قال : إني لأغلق بابي فما يجاوزه همي .

أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا سريج بن يونس ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا أبو جابر ، قال : رأيت القاسم يجيب إذا دعي إلى الولائم ولا يأكل إلا من لون واحد .

حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا أبو عمير الرملي ، ثنا ضمرة ، عن الأوزاعي ، قال : كان القاسم يقدم علينا مرابطا متطوعا ، فلا ينصرف حتى يستأذن ، فكان يتأول هذه الآية : ( وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ) .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ومحمد بن معمر ، قالا : ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا يحيى البابلي ، ثنا الأوزاعي ، قال : سمعت القاسم ، يقول : لأن أطأ على سنان محمي حتى ينفذ من قدمي أحب إلي من أن أطأ على قبر رجل مؤمن متعمدا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ، عن ضمرة ، عن الأوزاعي ، عن القاسم ، قال : لأن أطأ على جمرة حتى تطفى ، أو على سنان حتى ينفذ - أحب إلي من أن أطأ على قبر .

حدثنا محمد بن معمر ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا يحيى بن عبد الله ، ثنا الأوزاعي ، ثنا موسى بن سليمان ، قال : سمعت القاسم ، يقول في هذه الآية : ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ) قال : أضاعوا المواقيت ، فإنهم لو تركوها كانوا بتركها كفارا .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ومحمد بن معمر ، قالا : ثنا أبو شعيب ، ثنا يحيى ، ثنا الأوزاعي ، قال : سمعت القاسم يقول : يقول الله تعالى يوم القيامة : أنا خير شريك ، من عمل لي ولغيري فهو لشريكي .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا [ ص: 81 ] حجاج بن محمد ، عن محمد بن عبد الله البصري وهو الشعيث ، عن القاسم ، أنه قال لأم ولد له : يا فلانة ما لي كنت أتمنى الموت فلما نزل بي كرهته ؟

حدثنا سليمان بن أحمد ، ومحمد بن معمر ، قالا : ثنا أبو شعيب ، ثنا يحيى ، ثنا الأوزاعي ، ثنا القاسم ، - وتليت عنده هذه الآية - : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فتأولها بعض من كان عنده على أن الرجل يحمل على القوم ، فقال القاسم : لو حمل رجل على عشرين ألفا لم يكن به بأس ، إنما ذلك في ترك النفقة في سبيل الله .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن أبي داود ، ثنا عباس بن الوليد ، حدثني أبي ، ثنا الأوزاعي ، قال : سمعت القاسم في هذه الآية ، فذكر مثله ، وقال : لو حمل على عشرة آلاف لم نر بذلك بأسا .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن أبي داود ، ثنا محمود بن خالد ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن أبي عمرو الأوزاعي ، قال : سمعت القاسم ، يقول : المتعجل من بعثه من رباطه في سبيل الله بغير إذن إمامه لا تقبل صلاته حتى يرجع ، ولا مر بشيء إلا لعنه .

حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا محمود ، ثنا الوليد ، عن الأوزاعي ، عن القاسم ، قال : إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته .

حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا كثير بن عبيد ، وعمرو بن عثمان ، قالا : ثنا عقبة بن علقمة ، عن الأوزاعي ، عن القاسم : أنه كره صيد الطير أيام فراخه .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن أبي داود ، ثنا محمود بن خالد ، ثنا محمد بن عمير ، عن الأوزاعي ، عن القاسم بن مخيمرة ، قال : إذا راح الرجل إلى المسجد كان خطاه خطوة درجة ، وخطوة كفارة ، وكتب له من كل إنسان جاء بعده قيراط .

حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، وغيره ، عن الوليد ، عن الأوزاعي ، قال : قال القاسم : كان الحجاج بن يوسف ينقض عرى الإسلام عروة عروة .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا [ ص: 82 ] الأوزاعي ، ثنا أسيد بن عبد الرحمن ، عن خالد بن دريك ، عن أبي عبيد الحاجب ، أنه سأل القاسم بن مخيمرة عن القدر ، فقال : بلغني أن قلوبا ستنكر ما كانت تعرف ، فإذا فعلت ذلك نكست عليها ، وطبع عليها فقلبي من تلك القلوب إن أطعتك وأصحابك .

حدثنا سليمان ، ثنا أحمد ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا الأوزاعي ، ح . وحدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عيسى بن يونس ، قالا : عن موسى بن سليمان ، عن القاسم بن مخيمرة ، قال : قال لقمان لابنه وهو يعظه : يا بني إياك والشبع فإنه مخونة بالليل ومذلة بالنهار - أو قال : ومذمة بالنهار . ورواه الأوزاعي أيضا ، عن سليمان بن موسى ، عن القاسم .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا الحكم ، ثنا هقل ، ح . وحدثنا سليمان ، ثنا هاشم بن مرثد ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن سليمان بن موسى ، عن القاسم ، مثله .

حدثنا سليمان ، ومحمد بن معمر ، قالا : ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا يحيى بن عبد الله ، ثنا الأوزاعي ، ثنا موسى بن سليمان ، قال : سمعت القاسم ، يقول : دخلت على عمر بن عبد العزيز وفي صدري حديث يتجلجل فيه أريد أن أقذفه إليه ، فقلت : بلغنا أنه من ولي على الناس سلطانا فاحتجب عن حاجتهم وفاقتهم احتجب الله عن حاجته يوم يلقاه ، فقال : ما تقول ؟ فأطرق طويلا ثم عرفتها فيه ، فإنه برز للناس .

حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني ، ثنا عبد الله بن شعيب ، ثنا إبراهيم بن هانئ ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن القاسم ، أنه أتى عمر بن عبد العزيز فأجازه بجائزة ثم سأله أن يحدثه حديثا ، فكره ذلك القاسم ، وقال لعمر : هنيني عطيتك .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو زرعة ، ثنا أبو مسهر ، ثنا سعيد بن عبد [ ص: 83 ] العزيز ، ثنا القاسم بن مخيمرة ، قال : أتيت - عمر فقضى عني سبعين دينارا ، وحملني على بغلة ، وفرض لي خمسين . قلت : أغنيتني عن التجارة ، فسألني عن حديث . فقلت : هنيني يا أمير المؤمنين ، قال سعيد : كأنه كره أن يحدثه على هذا الوجه .

روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وأسند عن شريح ، ورواد ، وعمرو بن شرحبيل ، وعلقمة بن قيس ، وأبي بردة ، وأبي الدرداء ، وعن أم الدرداء في آخرين رضي الله تعالى عنهم .

حدثنا أبو أحمد ، ثنا معاذ بن المثنى ، ح . وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن علي الخزاعي ، قالا : ثنا محمد بن كثير ، ثنا سفيان الثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد من المسلمين يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله الحفظة الذين يحفظونه فيقول : اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة مثل ما كان يعمل من الخيرات ما دام محبوسا في وثاقي " رواه أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين ، وعاصم عن القاسم ، عن عبد الله مثله مرفوعا .

حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا عبيد بن غنام ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو معاوية ، ح . وحدثنا محمد بن عبد الله الحاسب ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا إبراهيم بن عيسى ، ثنا أحمد بن بشير ، قالا : عن الأعمش ، عن الحكم ، عن القاسم ، عن شريح بن هانئ ، قال : سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن المسح على الخفين ، فقالت : إيت عليا رضي الله تعالى عنه فسله ، قال : فأتيته فسألته ، فقال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نمسح على الخفين يوما وليلة ، وللمسافر ثلاثا " . رواه عن الحكم - زبيد بن الحارث ، وزيد بن أبي أنيسة ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وشعبة ، وإدريس الأودي ، والأجلح ، والحسن بن الحر ، وعمرو بن قيس الملائي ، وأبو خالد الدالاني ، والحجاج بن أرطأة ، وعبد الملك بن أبي عيينة في آخرين . ورواه أبو إسحاق السبيعي ، وأبو حصين ، ويزيد بن أبي زياد ، وعبدة بن أبي لبابة ، عن القاسم ، عن شريح مثله .

[ ص: 84 ] حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا عبد الله بن معاذ ، ثنا أبي ، ثنا - شعبة ، عن الحكم ، عن القاسم ، عن رواد ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : كان إذا قضى صلاته فسلم قال : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " .

حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا - شعبة ، قال : سمعت الحكم ، يقول : سمعت القاسم بن مخيمرة ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن قيس بن سعد بن عبادة ، قال : " كنا نعطي صدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة ، ونصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان ، فلما نزل رمضان ونزلت الزكاة لم نؤمر به ولم ننه عنه ، وكنا نفعله " . رواه المفضل بن صدقة عن ابن أبي ليلى عن الحكم مثله .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن عزيز الموصلي ، ثنا غسان بن الربيع ، ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن الحسن بن الحر ، عن القاسم ، أنه سمعه يقول : أخذ بيدي علقمة بن قيس ، وحدثني أن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه : " أخذ بيده وعلمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فعلمني التشهد حتى فرغ منه " . رواه بقية بن الوليد ، عن عبد الرحمن بن ثابت ، ورواه زهير بن معاوية ومحمد بن عجلان عن الحسن بن الحر عن القاسم مثله .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو سيار أحمد بن حمويه التستري ، ثنا عبدان بن محمد ، ثنا الحسن بن علي بن عاصم ، ثنا الأوزاعي ، عن القاسم ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح من نبيذ جرينش ، فقال : " اضرب بهذا الحائط فإنما يشرب هذا من لا يؤمن بالله " . رواه الوليد وغيره عن الأوزاعي عن القاسم ، عن أبي موسى من دون أبي بردة ، ورواه قتادة ، ويحيى القطان ، والناس عن الأوزاعي ، عن محمد بن أبي موسى ، عن القاسم ، عن أبي موسى ، ولم يذكروا أبا بردة .

[ ص: 85 ] حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن إبراهيم أبو عامر الصوري النحوي ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا سلمة بن علي ، عن زيد بن واقد ، عن القاسم ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، أنه قال لها يوما من ذلك : " ما أعرف من هذه الأمة من أمر دينها إلا الصلاة " . رواه يحيى بن حمزة ، عن زيد بن واقد نحوه .

حدثنا مخلد بن جعفر ، ثنا أحمد بن زنجويه ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا صدقة بن خالد ، ثنا زيد بن واقد ، عن القاسم ، عن أبي حميد قاضي عمان ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مؤمن يصيبه صداع في رأسه أو شوكة تؤذيه فما سوى ذلك ، إلا رفعه الله بها درجة يوم القيامة وكفر عنه بها خطيئة " . رواه الحسن بن يحيى الحسني ، عن زيد ، عن القاسم ، عن أبي حبيب قاضي عمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية