صفحة جزء
أسند عبد الواحد ، عن أسلم الكوفي ، وعن الحسن البصري .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن محمد التمار ، ثنا قرة بن حبيب ، ثنا عبد الواحد بن زيد ، ثنا أسلم الكوفي ، عن مرة الطيب ، عن زيد بن أرقم ، عن أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - : أنه استسقى فأتي بماء وعسل ؛ فلما وضع على يده بكى ورد الإناء وانتحب ، فما زال يبكي حتى بكى من حوله ، حتى ظنوا أنه لا يسكن ، ثم سكن ، فلما ذهب يمسح عن وجهه ذهبوا يسألونه ، فعاد وانتحب وبكى حتى يئسوا منه أن يسألوه يومهم ذاك ، فمسح عن وجهه ، فذهبوا يسألونه فعاد وانتحب وبكى حتى يئسوا منه أن يسألوه ، ثم سكن ، فأقبلوا عليه ، فقالوا : يا أبا بكر ظننا أن سنقوم اليوم من عندك من غير أن نسألك فما الذي هيجك على ما هيجك ؟ قال : بينا أنا ذات يوم عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يدفع عن نفسه شيئا بيده ، ويقول : إليك عني ، إليك عني ، فقلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ما الذي أراك تدفع عن نفسك ولا أرى شيئا ؟ قال : يا أبا بكر الدنيا تطاولت لي بعنقها ورأسها ، فقلت : إليك عني ، إليك عني ، فقالت : أما إنك لئن انفلت مني ، فلن ينفلت مني من بعدك . قال : فظننت أنها أدركتني وحالت بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فهو الذي هيجني على ما هيجني عليه .

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ، ثنا محمد بن نوح الجنديسابوري ، ثنا عبد الله بن محمد ، إمام مسجد تستر ، ثنا أحمد بن زياد القصوصي أبو سهل ، ثنا مضر العابد ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أعز دينه أعز نفسه ، ومن أعز نفسه [ ص: 165 ] أذل دينه ، والدين لا يذل ، ومن سمن نفسه هزل دينه ، ومن سمن دينه سمن له دينه وسمنت له نفسه " .

حدثنا أبي ، ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يزيد ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، ثنا محمد بن عبد الله ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، ثنا محمد بن الفضل بن عطية ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن الحسن . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يقول الله تعالى : إذا كان الغالب على عبدي الاشتغال بي جعلت نعيمه ولذته في ذكرى ، فإذا جعلت نعيمه ولذته في ذكري عشقني وعشقته ، فإذا عشقني وعشقته رفعت الحجاب فيما بيني وبينه ، وصرت معالما بين عينيه ، ولا يسهو إذا سهي الناس . أولئك كلامهم كلام الأنبياء ، أولئك الأبطال حقا ، أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عقوبة وعذابا ذكرتهم فصرفت ذلك عنهم " . كذا رواه عبد الواحد ، عن الحسن مرسلا ، وهذا الحديث خارج من جملة الأحاديث المراسيل المقبولة ، عن الحسن لمكان محمد بن الفضل وعبد الواحد وما يرجعان إليه من الضعف .

التالي السابق


الخدمات العلمية