صفحة جزء
365 - صالح بن بشير المري .

ومنهم القارئ الدري ، والواعظ التقي ، أبو بشر صالح بن بشير المري ، صاحب قراءة وشجن ، ومخافة وحزن ، يحرك الأخيار ، ويفرك الأشرار .

حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي ، ثنا محمد بن العباس المؤدب ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا صالح المري . قال : يا عجبا لقوم أمروا بالزاد ، وأذنوا بالرحيل ، وحبس أولهم على آخرهم ، وهم يلعبون .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثني عبد الله بن عبد الوهاب ، عن محمد بن زكريا ، ثنا الحسن بن حسان ، قال : كنا يوما عند صالح المري ، وهو يتكلم ويعظ ، فقال لرجل حدث بين يديه : اقرأ يا بني ، فقرأ الرجل : ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) ، [ ص: 166 ] فقطع عليه صالح القراءة ، فقال : وكيف يكون للظالمين حميم أو شفيع والطالب له رب العالمين ؟ إنك والله لو رأيت الظالمين وأهل المعاصي يساقون في السلاسل والأغلال إلى الجحيم ؛ حفاة عراة مسودة وجوههم ، مزرقة عيونهم ذائبة أجسامهم ، ينادون : يا ويلاه يا ثبوراه ! ! ماذا نزل بنا ؟ ماذا حل بنا ؟ أين يذهب بنا ؟ ماذا يراد منا ؟ والملائكة تسوقهم بمقامع النيران ، فمرة يجرون على وجوههم ويسحبون عليها متكئين ، ومرة يقادون إليها عنتا مقرنين ، من بين باك دما بعد انقطاع الدموع ، ومن بين صارخ طائر القلب مبهوت ، إنك والله لو رأيتهم على ذلك لرأيت منظرا لا يقوم له بصرك ، ولا يثبت له قلبك ، ولا يستقر لفظاعة هوله على قرار قدمك . ثم نحب وصاح يا سوء منظراه ! ويا سوء منقلباه ! وبكى وبكى الناس ، فقام شاب به تأنيث ، فقال : أكل هذا في القيامة يا أبا بشر ؟ قال : نعم ، والله يا ابن أخي ، وما هو أكبر من ذلك ! ! لقد بلغني أنهم يصرخون في النار حتى تنقطع أصواتهم ، فلا يبقى منها إلا كهيئة الأنين من المدنف ، فصاح الفتى : إنا لله واغفلتاه عن نفسي أيام الحياة ! ويا أسفى على تفريطي في طاعتك يا سيداه ! واأسفاه على تضييع عمري في دار الدنيا ! ثم بكى واستقبل القبلة ، ثم قال : اللهم إني أستقبلك في يومي هذا بتوبة لك لا يخالطها رياء لغيرك ، اللهم فاقبلني على ما كان مني ، واعف عما تقدم من عملي ، وأقلني عثرتي ، وارحمني ومن حضرني ، وتفضل علينا بجودك أجمعين يا أرحم الراحمين ، لك ألقيت معاقد الآثام من عنقي ، وإليك أنبت بجميع جوارحي صادقا بذلك قلبي ، فالويل لي إن أنت لم تقبلني ، ثم غلب فسقط مغشيا عليه ، فحمل من بين القوم صريعا يبكون عليه ويدعون له . وكان صالح كثيرا ما يذكره في مجلسه يدعو الله له ، ويقول : بأبي قتيل القرآن ، بأبي قتيل المواعظ والأحزان ، فرآه رجل في منامه ، فقال : ما صنعت ؟ قال : عمتني بركة مجلس صالح ، فدخلت في سعة رحمة الله التي وسعت كل شيء . قال : وكنا في مجلس صالح المري فأخذ في الدعاء فمر رجل مخنث ، فوقف يسمع الدعاء ، ووافق صالحا يقول : اللهم اغفر لأقسانا قلبا ، وأجمدنا عينا ، وأحدثنا بالذنوب عهدا ، فسمع المخنث [ ص: 167 ] فمات فرئي في المنام ، فقيل له : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر الله لي ، قيل بماذا ؟ قال : بدعاء صالح المري ، لم يكن في القوم أحد أحدث عهدا بالمعصية مني ، فوافقت دعوته الإجابة فغفر لي .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا حاتم بن الليث الجوهري ، ثنا علي بن عبد الله المديني . قال : قال عبد الرحمن بن مهدي : جلست مع سفيان الثوري في مسجد صالح المري ، فتكلم صالح فرأيت سفيان الثوري يبكي ، وقال : ليس هذا بقاص هذا نذير قوم .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد الجوهري ، ثنا خلف بن الوليد ، . قال : كان صالح المري إذا قص قال : هات جونة المسك والترياق المجرب - يعني القرآن - فلا يزال يقرأ ويدعو ويبكي حتى ينصرف .

حدثنا إبراهيم بن عبد الملك ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا حاتم بن الليث ، ثنا عفان بن مسلم . قال : كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقص ، فكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور ، يذعرك أمره من حزنه ، وكثرة بكائه كأنه ثكلى ، وكان شديد الخوف من الله كثير البكاء .

حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن سفيان ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا عبد الله بن محمد ، قال : سمعت صالحا المري ، يقول في كلامه : ألم تر كالغير عواقب فعلهم ؛ أو لم تحرك الفكر على التنبيه لمصيرهم ؟ بلى ، والله لقد بان لك ذلك ولكنك شبت علمك بالغفلة ، وأنت أولى من غيرك مما صنعت من نفسك ، قال : ثم بكى وبكى الناس .

حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن ، ثنا أبو بكر ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي . قال : سمعت صالحا المري ، يقول : للبكاء دواع بالفكرة في الذنوب ، فإن أجابت على ذلك القلوب وإلا نقلتها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال ، فإن أجابت وإلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران ، قال : ثم بكى وغشي عليه وتصايح الناس .

حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ، ثنا أبي ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، ثنا محمد [ ص: 168 ] بن الحسين ، ثنا بشر بن ميمون النجدي . قال : سمعت صالحا المري ، يقول في كلامه : وكيف تقر بالدنيا عين من عرفها ؟ قال : ثم يبكي ويقول : خلفة الماضين ، وبقية المتقدمين ، رحلوا أنفسكم عنها قبل الرحيل ، فكأن الأمر قريب نزل بكم .

حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا أبي ، ثنا عبد الله ، حدثني محمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي ، قال : سمعت صالحا المري ، يتمثل بهذا البيت في قصصه عند الأخذة :


وغائب الموت لا ترجون رجعته إذا ذووا غيبة من سفرة رجعوا



قال : ثم يبكي ويقول : هو والله السفر البعيد ، فتزودوا لمراحله ؛ ( فإن خير الزاد التقوى ) . واعلموا أنكم في مثل أمنيتهم فبادروا الموت ، واعملوا له قبل حلوله ، ثم يبكي .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا ابن زنجويه ، ثنا يزيد بن خالد أبو المهلب ، عن أبيه ، عن صالح المري ، قال : دفعت إلي صحيفة في المنام فيها - : ما تخوفت عواقبه ، فوطن نفسك على أن تجتنبه .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أبو إبراهيم الترجماني ، عن صالح المري أبي بشر . قال : قال لي في منامي قائل : إذا أحببت أن يستجاب لك فقل : اللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون المبارك الطهر الطاهر المطهر المقدس . قال : فما دعوت به في شيء إلا تعرفت الإجابة ! ! .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، حدثني أبو الحسن الباهلي ، قال : سمعت ابن عائشة ، يقول : كان صالح المري ، يقول : في دعائه : اللهم إني أسألك خوفا غير ناهض ولا قاطع ، خوفا حاجزا عن معصيتك ، مقويا على طاعتك ، وأسألك صبرا على طاعتك وصبرا عن معصيتك .

حدثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة ، حدثني عمي عباد بن جرير وغيره من المشايخ . قال : كنا نجلس إلى صالح المري فكان أول ما يبتدئ فيقول : الحمد لله ؛ فإذا أعين الناس قد سالت .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، ثنا سوار بن عبد الله العنبري ، ثنا أبي ، عن صالح ، [ ص: 169 ] قال : وقفت في دار المرزباني حين خربت فعرضت لي فيها بضع عشرة آية : ( فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا ( ، ( كم تركوا من جنات وعيون ) وما أشبه ذلك ، قال : فإني أقرأ إذ خرج علي أسود من ناحيتها ، فقال : يا عبد الله ، هذه سخطة مخلوق على مخلوق ، فكيف بسخطة الخالق ؟ قال : ثم ذهب فأتبعته فلم أر أحدا .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد الجوهري ، ثنا غسان أبو معاوية الغلابي . قال : كان كلام صالح المري يقطع القلب ، ولو قلت : إني لم أر رجلا محزونا مثله ، وما سمعت كلام رجل قط أحسن منه .

حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ، ثنا أبي ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، ثنا عبد الرحيم بن يحيى الديلمي ، حدثني عثمان بن عمارة ، عن صالح المري . قال : قدم علينا ابن السماك مرة . فقال : أرني بعض عجائب عبادكم ؟ فذهبت به إلى رجل في بعض الأحياء في خص له ، فاستأذنا عليه فدخلنا ، فإذا رجل يعمل خوصا له فقرأت : ( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ) . فشهق الرجل شهقة ، فإذا هو قد يبس مغشيا عليه ، فخرجنا من عنده وتركناه على حاله . وذهبنا إلى آخر فاستأذنا عليه . فقال : ادخلوا إن لم تشغلونا عن ربنا ، فدخلنا ، فإذا رجل جالس في مصلى له فقرأت : ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) فشهق شهقة فبدر الدم من منخره ، ثم جعل يتشحط في دمه حتى يبس ، فخرجنا من عنده وتركناه على حاله ، حتى أدرته على ستة أنفس ، كل نخرج من عنده وهو على هذه الحالة ، ثم أتيت به السابع ، فاستأذنت ، فإذا امرأة له من وراء الخص تقول : ادخلوا ، فدخلنا فإذا شيخ فان جالس في مصلاه ، فسلمنا فلم يعقل سلامنا ، فقلت بصوت عال : إن للحق غدا مقاما . فقال الشيخ : بين يدي من ويحك ؟ ثم بقي مبهوتا فاتحا فاه شاخصا بصره يصيح بصوت له ضعيف حتى انقطع . فقالت امرأته : اخرجوا عنه فإنكم ليس تنتفعون به الساعة ، فلما كان بعد ذلك سألت عن القوم ؟ فإذا ثلاثة قد أفاقوا وثلاثة قد لحقوا بالله - عز وجل - وأما الشيخ فإنه مكث عن ثلاثة أيام على حالته مبهوتا متحيرا ، لا يؤدي [ ص: 170 ] فرضا فلما كان بعد الثلاثة عقل .

حدثنا محمد بن أحمد بن النضر ، والوليد بن أحمد ، قالا : ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا محمد بن يحيى بن عمر الواسطي ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا حكيم بن جعفر السعدي . قال : سمعت صالحا يقول : دخلت المقابر يوما في شدة الحر ، فنظرت إلى القبور خامدة كأنهم قوم صموت ، فقلت : سبحان من يجمع بين أرواحكم وأجسادكم بعد افتراقها ، ثم يحييكم وينشركم من بعد طول البلى ، قال : فنادى مناد من بين تلك الحفر : يا صالح ، ( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ) . فسقطت والله لوجهي جزعا من ذلك الصوت .

حدثنا محمد بن أحمد ، والوليد بن أحمد ، قالا : ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، ثنا صالح المري . قال : أصاب أهلي ريح الفالج ، فقرأت عليها القرآن ففاقت ، فحدثت به غالبا القطان فقال : وما تعجب من ذلك ؟ والله لو أنك حدثتني أن ميتا قرئ عليه القرآن فحيي ، ما كان ذلك عندي عجبا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : وجدت في كتاب أبي ، ثنا أبو معاوية الغلابي ، ثنا صاحب لي عن أبي السائب العبدي ، قال : أتانا صالح المري فدخل علينا ، فقلت : من أين أقبلت يا أبا بشر ؟ قال : أقبلت من منزلي أخوض المواضع حتى صرت إليكم ، مررت بدار فلان ، فنادتني : يا صالح ، خذ موعظتك مني فقد نزلني فلان فارتحل ، ونزلني فلان فارتحل ، فقربت بدار فلان فنادتني : يا صالح ، خذ موعظتك مني ، نزلني فلان فارتحل ، ونزلني فلان فارتحل ، فجعل يعدد الدور دارا دارا حتى وصل إلينا .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا داود بن المحبر ، حدثني صالح المري ، حدثني زياد النميري - منذ زمن طويل - قال : أتاني آت في منامي ، فقال : قم يا زياد إلى عادتك من التهجد وحظك من قيام الليل ، فهي والله خير لك من نومة توهن بدنك ، ويتكسر لها [ ص: 171 ] قلبك ؛ فاستيقظت فزعا ثم غلبني والله النوم ، فأتاني ذلك أو غيره ، فقال : قم يا زياد ، فلا خير في الدنيا إلا للعابدين . قال : فوثبت فزعا .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا أبو سعيد البراقعي ، ثنا عبيد الله بن زحر أبو محمد الحداد ، عن صالح المري ، عن حوشب ، عن الحسن ، قال : تفقدوا الحلاوة في ثلاث ؛ في الصلاة ، وفى القرآن ، وفي الذكر . فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا ، فإن لم تجدوها فاعلم أن بابك مغلق .

حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا محمد بن أحمد البغدادي ، ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا عمار بن عثمان الحلبي . قال : سمعت صالحا ، يقول : ما بينك وبين أن ترى لله عليك فيما تحب إلا أن تعمل فيما بينك وبين خلقه فيما يحب ، فحينئذ لا تفقد بره ولا تعدم في كل أمر خيره .

حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ، ثنا أبي ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا زياد بن أيوب ، ثنا سعيد بن عامر ، قال : كان صالح المري يدعو : " اللهم ارزقنا صبرا على طاعتك ، وارزقنا صبرا عند عزائم الأمور .

حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا خالد بن خداش ، قال : قال لنا صالح المري : لو كان الصبر حلوا ما قال الله - عز وجل - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : اصبر ، ولكن قال له : اصبر فإن الصبر مر .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن الحسن بن هارون البغدادي ، ثنا إسماعيل بن زياد الأيلي ، ثنا عبد الله بن بكر السهمي ، عن صالح . قال : أراد قوم سفرا فاستصحبهم فتى شاب ، فمات الشاب في طريقهم ، فجردوه من ثيابه ليغسلوه ، فوجدوا على قدميه كتابا من نور مكتوبا : أحسنوا غسله فإنه صلى على جنازة فغفر له .

حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سلم ، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، ثنا زكريا بن يحيى ، ثنا الأصمعي . قال : شهدت صالحا المري عزى رجلا على أبيه ، فقال له : لئن كانت مصيبتك لم تحدث لك موعظة في نفسك ؟ فمصيبتك [ ص: 172 ] بأبيك جلل في مصيبتك في نفسك ، فإياها فابك ! ! .

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤدب ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني محمد بن الحسين ، ثنا داود بن المحبر ، ثنا صالح المري ، قال : تلا الحسن : ( وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق ) . قال : هما والله ساقاك إذا التفتا .

حدثنا محمد ، ثنا أحمد ، ثنا أبو بكر ، ثنا فريح الرقاشي ، قال : سمعت صالحا ، يقول لابنه وهو يقرأ : هات مهيج الأحزان ، ومذكر الذنوب العظام .

حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا أحمد ، ثنا أبو بكر ، حدثني محمد بن الحسين ، حدثني شعيب بن محرز ، ثنا صالح . قال : لما مات عطاء السليمي حزنت عليه حزنا شديدا فرأيته في منامي فقلت : يا أبا محمد ، ألست في زمرة الموتى ؟ قال : بلى ، قلت : فماذا صرت إليه بعد الموت ؟ فقال : صرت والله إلى خير كثير ، ورب غفور شكور . قال : قلت : أما والله لقد كنت طويل الحزن في دار الدنيا . قال : فتبسم وقال : أما والله يا أبا بشر ، لقد أعقبني ذلك راحة طويلة وفرحا دائما . قلت : ففي أي الدرجات أنت ؟ قال ، أنا ( مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) .

حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ، حدثني إسماعيل بن إبراهيم ، حدثني صالح ، عن مالك بن دينار . قال : قرأت في الحكم أن الله تعالى يقول : أنا ملك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم .

حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا إبراهيم بن سعيد . قال : سمعت خالد بن خداش ، يقول : ذكر لحماد بن زيد حديث عن صالح المري ، في فضل القرآن ، فقال : كان صالح صاحب قرآن ، فلعله سمعه ولم أسمعه أنا . [ ص: 173 ] أسند صالح عن الحسن ، وثابت ، وقتادة ، وبكر بن عبد الله المزني ، ومنصور بن زاذان ، وجعفر بن زيد ، ويزيد الرقاشي ، وميمون بن سياه ، وأبان بن أبي عياش ، ومحمد بن زياد ، وهشام بن حسان ، والجريري ، وقيس بن سعد ، وخليد بن حسان في آخرين .

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا أبو علي الحسن بن حمدان بن داود الأنماطي - وكان من العباد - ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ، ثنا عمرو بن حمزة ، ثنا صالح ، عن الحسن ، عن أنس . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الحكمة تزيد الشريف شرفا ، وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك " . غريب من حديث الحسن ، تفرد به عمرو عن صالح .

حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور ، ثنا أبو إبراهيم الترجماني ، ثنا صالح بن بشير المري أبو بشر . قال : سمعت الحسن ، يحدث عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن ربه - عز وجل - قال : " أربع خصال ؛ واحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين عبادي ، وواحدة لي ، وواحدة لك . فأما التي لي : فتعبدني لا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك علي : فما عملت من خير جزيتك به ، وأما التي بيني وبينك : فمنك الدعاء وعلي الإجابة ، وأما التي بينك وبين عبادي : ترضى لهم ما ترضى لنفسك " . غريب من حديث الحسن ، تفرد به عنه صالح مرفوعا .

حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا معبد ، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ، وثنا عبد الرحمن بن المبارك العبسي ، قالا : ثنا صالح المري ، ثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " عمار مساجد الله - وقال العبسي : عمار بيوت الله - هم أهل الله ، هم أهل الله " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن هاشم ، ثنا سعيد بن أبي الربيع السمان ، ثنا صالح المري ، عن ثابت البناني ، وميمون بن سياه ، وجعفر بن زيد ، عن أنس بن مالك . قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من صلى الغداة فهو في ذمة الله ، فإياكم أن يطلبكم الله بشيء من ذمته " .

[ ص: 174 ] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي - بالبصرة - ثنا ذياد بن أيوب ، ثنا زيد بن الحباب ، حدثني صالح المري ، عن قتادة ، عن زرارة بن أبي أوفى ، عن ابن عباس . قال : قال رجل : يا رسول الله ، أي العمل أفضل ؟ قال : " عليك بالحال المرتحل ، قال : وما الحال المرتحل ؟ قال : صاحب القرآن يضرب من أوله حتى يبلغ آخره ، ويضرب في آخره حتى يبلغ أوله كلما حل ارتحل " . غريب من حديث قتادة لم يروه عنه فيما أرى إلا صالح .

حدثنا محمد بن الفتح ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا صالح بن مالك ، حدثنا صالح المري . قال : سأل رجل بكر بن عبد الله وأنا عنده عن تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدث عن عبد الله بن عمر ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لبى قال : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " .

حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا داود بن المحبر ، ثنا صالح المري ، عن جعفر بن زيد ، عن أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يؤتى بابن آدم يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان ويوكل به ملك ، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، وإن خف ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا " . تفرد به داود عن صالح عن جعفر ، وروي عن داود عن صالح عن ثابت ، ومنصور بن زاذان عن أنس .

حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا محمد بن أحمد بن راشد ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ثنا داود بن المحبر ، ثنا صالح المري ، عن ثابت ، ومنصور بن زاذان ، عن أنس ، يرفعه . قال : " يؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان " . فذكره .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور ، ثنا إسماعيل بن عيسى القناديلي ، ثنا صالح المري ، عن جعفر بن زيد ، وميمون بن سياه ، عن أنس بن مالك . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض تنادي بعضها بعضا : يا جارة ، هل مر بك اليوم عبد صالح [ ص: 175 ] صلى عليك أو ذكر الله ؟ فإن قالت : نعم ، رأت لها بذلك فضلا " . غريب من حديث صالح ، تفرد به إسماعيل .

حدثنا أبو محمد محمد بن الحسن بن بندار بن هرمز التستري ، ثنا الحسن بن عثمان ، ثنا أبو سعيد المازني ، ثنا حجاج بن منهال ، عن صالح المري ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أربع من الشقاء ؛ جمود العين ، وقسوة القلب ، والحرص ، وطول الأمل " . تفرد برفعه متصلا عن صالح حجاج .

حدثنا أبو الفضل نصر بن أبي نصر الطوسي ثنا محمد بن مخلد ، ثنا عبد الله بن أيوب ، ثنا داود بن المحبر ، ثنا صالح المري ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يأتي على الناس زمان يدعو فيه المؤمن للعامة ، فيقول الله تعالى : ادع لخاصة نفسك أستجب لك ، فأما العامة فإني عليهم ساخط " . غريب من حديث صالح ، تفرد به داود .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا علي بن إسحاق ، ثنا حسين بن الحسن المروزي ، ثنا الهيثم بن جميل ، ثنا صالح ، عن يزيد ، عن أنس . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم ، بيد كل خادم صحفتان ؛ صحفة من ذهب ، وصحفة من فضة ، في كل واحدة لون ليس في الأخرى ، يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها ، يجد لآخرها من اللذة والطيب مثل ما يجد لأولها ، ثم يكون لذلك رشح مسك ، وجشاء مسك ، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون " . غريب من حديث صالح ، لم نكتبه إلا من حديث الهيثم مرفوعا .

حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا الفضل بن أحمد بن العباس ، ثنا محمد بن محمد بن مرزوق ، ثنا إسماعيل بن نصر ، ثنا صالح المري . قال : كان عطاء السليمي لا يسأل الله الجنة ، قال : فقلت له : إن أبانا حدثني ، عن أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يقول الله تعالى : انظروا في ديوان عبدي فمن رأيتموه سألني الجنة أعطيته ومن استعاذني من النار أعذته " . فقال لي [ ص: 176 ] عطاء : كفاني أن يجيرني من النار . غريب من حديث صالح ، لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل بن نصر .

حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ، ثنا أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزاز ، ثنا الحسن بن يحيى بن هشام ، ثنا ابن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سره أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده " . غريب من حديث صالح ، تفرد به ‌ عاصم .

حدثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم ، وعمرو بن محمد بن جعفر ، قالا : ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الدمشقي ، ثنا موسى بن عامر ، ثنا عيسى بن خالد اليماني ، ثنا صالح ، عن هشام ، عن محمد ، عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن العبد ليعمل الذنب ، فإذا ذكره أحزنه ، فإذا نظر الله إليه قد أحزنه غفر له ما صنع قبل أن يأخذ في كفارته بلا صلاة ولا صيام " . غريب من حديث هشام وصالح ، لم نكتبه إلا من حديث عيسى .

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي ، ثنا عبدان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن ميمون ، ثنا صالح ، عن سعيد الجروي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا كانت أمراؤكم خياركم ، وكانت أغنياؤكم سمحاءكم ، وكان أمركم شورى بينكم ، فظهر الأرض خير لكم من بطنها ، وإذا كانت أمراؤكم شراركم ، وكانت أغنياؤكم بخلاءكم ، وكانت أموركم إلى نسائكم ، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها " . غريب من حديث سعيد وصالح ، لم نكتبه إلا من حديث عبد الله بن معاوية ، وهو الجمحي .

حدثنا سهل بن عبد الله أبو الحسن التستري ، ثنا أحمد بن زيد بن الحريش ، ثنا عبد الله بن معاوية ، ثنا صالح ، ثنا الجريري ، عن أبي عثمان . قال : كتب سلمان إلى أبي الدرداء : يا أخي ، عليك بالمسجد فالزمه ؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " المسجد بيت كل مؤمن " . غريب من حديث صالح ، لم نكتبه إلا من هذا الوجه .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو الزنباع ، ثنا روح بن الفرج ، ثنا عبد الله بن عباد [ ص: 177 ] العباداني ، ثنا صالح المري ، عن قيس بن سعد ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم ، يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه " . غريب من حديث صالح وقيس ، لم نكتبه إلا من حديث عبد الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية