صفحة جزء
366 - عمران القصير .

ومنهم الواعظ البصير ، المحث على المسير إلى المصير ، أبو بكر عمران القصير ، كان التحفظ من شأنه . والتيقظ من مظانه .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو معاوية الغلابي ، ثنا رجل . قال : كان عمران القصير يقول : ألا حر كريم يصبر أياما قلائل .

حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ، حدثني أبي ، ثنا أبو بكر ، حدثني محمد بن إدريس ، ثنا علي بن ميسرة ، ثنا عبد العزيز بن أبي عثمان ، حدثني عثمان بن زائدة ، عن عمران القصير . قال : ألا صابر كريم لأيام قلائل ، حرام على قلوبكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح . وحدثنا محمد بن جعفر ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قالا : ثنا علي بن مسلم ، ثنا سيار ، ثنا جعفر ، ثنا عمران القصير . قال : قال موسى - عليه السلام - : يا رب أين أبغيك ؟ قال : ابغني عند المنكسرة قلوبهم ، فإني أدنو منهم كل يوم باعا ، لولا ذلك لتهدموا .

حدثنا أبو العباس الوليد بن أحمد ، ومحمد بن أحمد بن النضر ، قالا : ثنا أبو محمد بن أبي حاتم ، ثنا محمد بن يحيى بن عمر ، ثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، ثنا زهير السلولي . قال : شهدت هارون بن رباب مع مشايخ من شكله . فقال - وعمران القصير يتكلم - قال : ومعهم فتيان شبان جلوس ، فجعلوا يبكون والمشايخ لا تبكي ، فقلت في نفسي : هؤلاء الفتيان خير من هؤلاء الشيوخ . قال : فخرجوا من المجلس لما تقضى المجلس ، والفتيان يحدث بعضهم بعضا ويضحك [ ص: 178 ] بعضهم إلى بعض ، قال وخرج المشايخ في الحال التي كانوا عليها ، كأنما على رؤسهم الطير .

حدثنا الوليد ، ومحمد ، قالا : ثنا عبد الرحمن ، ثنا محمد ، ثنا عبد الله بن مغيث بن سعدان اليشكري . قال : حدثتني ابنة بنت عمران ، عن أبيها - وكان قد عاهد الله أن لا ينام بليل أبدا إلا مستغلبا - قالت : قال أبي : جئت إلى طاعة الله طول الحياة ، ولولا الركوع والسجود وقراءة القرآن ما باليت أن أعيش في الدنيا فواقا ، قال : فلم يزل مجهودا على ذلك حتى مات - رحمه الله - قالت : فرأيته في منامي ، فقلت : يا أبت ، إنه لا عهد بك منذ فارقتنا ، قال : يا بنية ، فكيف تعهدين من فارق الحياة ، وصار إلى ضيق القبور وظلمتها ؟ قالت : فقلت : يا أبت ، كيف حالك منذ فارقتنا ؟ قال :خير حال يا بنية ، بوئنا المنازل ، ومهدت لنا المضاجع ، نحن ههنا نغدى ونراح برزقنا من الجنة ، قالت : فقلت فما الذي بلغكم هذا ؟ قال : الضمير الصالح ، وكثرة التلاوة لكتاب الله .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرحمن ، ثنا - شعبة ، عن عمران القصير . قال : سمعت أبا رجاء . قال : قال أبو الدرداء : لأن أكبر مائة مرة ، أحب إلي من أن أتصدق بمائة دينار .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله بن نمير ، ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن عمران . قال : سمعت الحسن - وسأله رجل - فقال : إني سألت فقيها ، فقال : وهل رأيت فقيها لا أبا لك ؟ ! ! إنما الفقيه الزاهد في الدنيا ، البصير بذنبه ، المداوم على عبادة ربه .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا حاجب بن أركين ، ثنا حماد بن الحسن ، ثنا سيار ، ثنا خليد العصري ، عن عمران ، عن الحسن . قال : إذا رأيتم الرجل يقتر على عياله ، فإن عمله بينه وبين الله تعالى أخبث وأخبث .

حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، ثنا محمد بن جرير ، ثنا محمد بن علي ، ثنا حماد بن مسعدة ، ثنا عمران - وهو القصير - قال : كان جعفر بن زيد يقول في كلامه : [ ص: 179 ] ما أحلى ذكرك في أفواه الأبرار ! ! وأعظمك في قلوب المؤمنين ! ! .

التالي السابق


الخدمات العلمية