صفحة جزء
370 - حوشب بن مسلم

ومنهم السابق المقدم ، أبو بشر حوشب بن مسلم ، كان في العباد عارفا ، وعن الدنيا عازفا .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن زكريا ، ثنا علي بن قرين ، قال : ثنا جعفر بن سليمان ، قال : كنا جلوسا إلى مالك بن دينار ذات عشية ، فجاء رجل ، فقال : إني رأيت في المنام كأن مناديا ينادي ، يا أيها الناس الرحيل إلى الله ، فرأيت حوشبا أول من يشد رحله ، فاستقبل مالك القبلة فلم يزل يبكي حتى صلى العصر ففعل ذلك في الصلوات كلها ، ثم قال : ذهب حوشب بالدست ، ذهب حوشب بالدست .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا حسين بن محمد ، ثنا أبو بشر البصري ، عن الحسن ، قال : إن هذا الحق جهد الناس [ ص: 198 ] وحال بينهم وبين شهواتهم ، فوالله ما صبر عليه إلا من عرف فضله ، ورجا عاقبته .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا سيار ، ثنا جعفر ، ثنا حوشب ، عن الحسن ، قال : سألته قلت : يا أبا سعيد رجل آتاه الله مالا فهو يحج منه ، ويصل منه ، ويتصدق منه ، أله أن يتنعم فيه ؟ فقال الحسن : لا ، لو كانت الدنيا له ما كان له إلا الكفاف ، ويقدم فضل ذلك ليوم فقره وفاقته ، إنما كان المتمسك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أخذ عنهم من التابعين كانوا يكرهون أن يتخذوا العقد والأموال في الدنيا ليركنوا إليها ولتشتد ظهورهم ، فكانوا ما آتاهم الله من رزق أخذوا منه الكفاف ، وقدموا فضل ذلك ليوم فقرهم وفاقتهم ، ثم حوائجهم بعد في أمر دينهم ودنياهم وفيما بينهم وبين الله عز وجل .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، ثنا هارون ، وعلي بن مسلم ، قالا : ثنا سيار ، ثنا جعفر ، ثنا حوشب ، قال : سمعت الحسن ، يقول : والله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم الرحمن لحبهم الدنيا .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، ثنا هارون ، وعلي بن مسلم ، قالا : ثنا سيار ، ثنا جعفر ، ثنا حوشب ، قال : سمعت الحسن ، يقول : دخل أهل النار النار وإن الله عز وجل لمحمود في صدورهم ، ما وجدوا على الله من حجة ولا سبيل .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي وعلي بن مسلم ، ح . وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا علي بن سعيد ، ثنا حماد بن الحسن ، قالوا : ثنا سيار ، ثنا جعفر ، ثنا حوشب ، عن الحسن ، أنه كان يقول : ابن آدم إنك إن قرأت هذا القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك ، وليشتدن في الدنيا خوفك ، وليكثرن في الدنيا بكاؤك .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي ، ثنا أبو عبد الصمد العمي ، ثنا حوشب ، عن الحسن ، أنه قال : والله ما أصبح اليوم رجل يطيع امرأته إلا أكبته في النار على وجهه .

[ ص: 199 ] حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا جعفر بن محمد المدائني ، ثنا عمر بن حفص العبدي ، عن حوشب ، عن الحسن ، قال : مخالطة الأغنياء مسخطة للرزق .

حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم ، ثنا محمد بن يزيد المستملي ، ثنا عمار بن عثمان الحلبي ، حدثني حصين بن القاسم ، قال : قال عبد الواحد بن زيد لحوشب : يا أبا بشر إن قدمت على ربك قبلنا فقدرت على أن تخبرنا بالذي صرت إليه فافعل ، قال : فمات حوشب في الطاعون قبل عبد الواحد بزمان ، قال عبد الواحد : ثم رأيته في منامي فقلت : يا أبا بشر ألم تعدنا أن تأتينا ؟ قال : بلى ! إنما استرحت الآن ، فقلت : كيف حالكم ؟ فقال : نجونا بعفو الله ، قال : قلت : فالحسن ؟ قال : ذاك في عليين لا يرى ولا يرانا ، قلت : فما الذي تأمرنا به . قال : عليكم بمجالس الذكر ، وحسن الظن بمولاك ، وكفاك بهما خيرا .

روى عن الحسن وغيره .

حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن العباس الطيالسي ، ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن أبي جعفر ، وعبد الرحمن بن داود ، قالوا : ثنا هلال بن العلاء ، ثنا أبي ، ثنا عمر بن حفص العبدي ، عن حوشب ، ومطر ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف عمامتي من ورائي فجذبها فقال : " يا عمران أنفق ولا تصر صرا فيعسر عليك الطلب ، أما علمت أن الله تعالى يحب السماحة ولو على تمرات ، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية ، ويحب العقل الكامل عند هجم الشبهات " .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا علي بن مسلم ، ثنا سيار ، ثنا جعفر ، ثنا حوشب ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي ، ألا وعمالها في النار إلا من اتقى الله وأدى الأمانة " .

حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا محمد بن أحمد بن يونس ، ثنا [ ص: 200 ] إسماعيل بن بشر بن منصور ، ثنا مسكين ، عن حوشب ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، قال : " أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث : الوتر قبل النوم ، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وغسل يوم الجمعة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية