صفحة جزء
371 - المغيرة بن حبيب

ومنهم المسارع اللبيب ، المغيرة بن حبيب ، فارق الشهوات ، وعانق القربات .

[ ص: 247 ] حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق السراج ، ثنا هارون بن عبد الله ، ح . وحدثنا محمد بن جعفر بن يوسف ، ثنا إسحاق بن جميل ، ثنا علي بن مسلم الطوسي ، قالا : ثنا سيار ، ثنا جعفر بن سليمان ، قال : شهدت أيوب السختياني يغسل المغيرة بن حبيب ختن مالك بن دينار ، قال : فقال : اللهم أدخل المغيرة الجنة فإني لا أعلم المغيرة إلا كان حريصا عليها ، قال : ثم قال : أما والله ما كان المغيرة عندنا بدون صاحبه - يعني مالك بن دينار - .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا هارون بن عبد الله ، وعلي بن مسلم ، قالا : ثنا سيار ، ثنا جعفر ، قال : سمعت المغيرة بن حبيب أبا صالح ، ختن مالك بن دينار يقول : قلت لنفسي : يموت مالك وأنا معه في الدار لا أعلم ما عمله ؟ قال : فصليت معه العشاء الآخرة ثم مضيت ، ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون من الليل ، وجاء مالك فدخل فقرب رغيفه فأكل ثم قام إلى الصلاة فاستفتح ثم أخذ بلحيته فجعل يقول : يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك على النار ، قال : فوالله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني ، قال ثم انتبهت فإذا هو على تلك الحال يقدم رجلا ويؤخر أخرى ، ويقول : يا رب جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك على النار قال : فوالله ما زال كذلك حتى طلع الفجر . قال : فقلت لنفسي : والله لئن خرج مالك فرآني لأقلقن باله أبدا ، قال : فجئت إلى المنزل وتركته .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، ثنا محمد بن الحسين ، حدثني صدقة بن الحر السعدي ، قال : حدثني مرجا بن وادع الراسبي ، حدثني المغيرة بن السعدي ، حدثني المغيرة بن حبيب ، قال : قال عبد الله بن غالب الحداني لما برز إلى العدو : علام آسى من الدنيا ؟ فوالله ما فيها للبيت جذل ، ووالله لولا محبتي لمباشرة السهر بصفحة وجهي ، وافتراش الجبهة لك يا سيدي ، والمراوحة بين الأعضاء والكراديس في ظلم الليل ، رجاء ثوابك وحلول رضوانك ، لقد كنت متمنيا لفراق الدنيا وأهلها - قال : ثم كسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل فحمل من المعركة وإن له لرمقا فمات دون العسكر [ ص: 248 ] قال : فلما دفن أصابوا من قبره رائحة المسك ، قال : فرآه رجل من إخوانه في منامه ، فقال : يا أبا فراس ما صنعت ؟ قال :خير الصنيع ، قال : إلى ما صرت ؟ قال :إلى الجنة ، قال : بم ؟ قال : بحسن اليقين ، وطول التهجد ، وظمأ الهواجر ، قال : فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك ؟ قال :تلك رائحة التلاوة والظمأ ، قال : قلت : أوصني ، قال : اكسب لنفسك خيرا لا تخرج عنك الليالي والأيام عطلا ، فإني رأيت الأبرار قالوا : البر بالبر .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا صعدي بن أبي الحجر ، قال : كنا ندخل على المغيرة فنقول كيف أصبحت ؟ قال : أصبحنا مغرقين في النعم ، موقرين من الشكر يتحبب إلينا ربنا وهو عنا غني ، ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا علي بن مسلم ، وهارون ، قالا : ثنا سيار ، ثنا جعفر ، قال : سمعت مالك بن دينار ، يقول للمغيرة بن حبيب ما لا أحصي - وكان ختنه - : يا مغيرة كل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرا فانبذ عنك صحبته .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني ، ثنا العلاء بن عبد الجبار ، ثنا حزم ، عن مغيرة بن حبيب ، قال : اشتكى بطن مالك بن دينار فقيل له : لو عمل لك قلية فإنها تحبس البطن ؟ فقال : دعوني من طبكم ، اللهم إنك تعلم أني لا أريد البقاء في الدنيا لبطني ولا لفرجي .

حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا علي بن مسلم ، ثنا سيار ، ثنا جعفر ، قال : شهدت المغيرة جاء إلى مالك بن دينار - لما ماتت ابنة مالك بن دينار وهي امرأة المغيرة - فقال له : يا أبا يحيى انظر ما يصيبك من ميراث ابنتك فخذه . قال : اذهب يا مغيرة فهو لك .

روى المغيرة عن صهره مالك بن دينار ، وهو عزيز الحديث .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، ثنا محمد [ ص: 249 ] بن منهال ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا هشام الدستوائي ، عن المغيرة بن حبيب ، عن مالك بن دينار ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتيت ليلة أسري بي إلى السماء ، فإذا أنا برجال تقرض شفاههم بمقاريض فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الخطباء من أمتك " كذا رواه يزيد ، عن هشام ، ورواه أبو عتاب سهل بن حماد ، عن هشام فأدخل ثمامة بين مالك وبين أنس .

حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا حجاج بن يوسف الشاعر ، ثنا سهل بن حماد أبو عتاب ، قال : حدثني هشام بن أبي عبد الله ، عن المغيرة ختن مالك بن دينار ، عن مالك بن دينار ، عن ثمامة بن عبد الله ، عن أنس بن مالك ، قال : " لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم تقرض شفاههم فقال : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الخطباء من أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون " .

حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا محمد بن يونس ، ثنا محمد بن عباد المهلبي ، ثنا صالح المري ، عن المغيرة بن حبيب صهر مالك ، قال : قلت لمالك بن دينار : يا أبا يحيى لو ذهبت بنا إلى بعض جزائر البحر فكنا فيها حتى يسكن أمر الناس ؟ فقال : ما كنت بالذي أفعل ، حدثني الأحنف بن قيس ، عن أبي ذر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إني لأعرف أرضا يقال لها البصرة أقومها قبلة ، وأكثرها مساجد ومؤذنين ، يدفع عنها من البلاء ما لم يدفع عن سائر البلاد " غريب من حديث المغيرة وصالح ، رواه الجراح بن مخلد ، عن محمد بن عباد ، ورواه القاسم بن محمد بن عباد ، عن أبيه مثله .

التالي السابق


الخدمات العلمية