صفحة جزء
قال الشيخ رحمه الله تعالى : كان - رضي الله تعالى عنه - في المصافات صافيا ، [ ص: 33 ] وفي المؤاخاة وافيا ، وقد قيل : إن التصوف استنفاد الطوق ، في معاناة الشوق ، وتزجية الأمور على تصفية الصدور .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن العباس بن أيوب ، ثنا أحمد بن محمد بن حبيب المؤدب ، ثنا أبو معاوية ، ثنا هلال بن عبد الرحمن ، ثنا عطاء بن أبي ميمونة أبو معاذ ، عن أنس بن مالك ، قال : لما كان ليلة الغار ، قال أبو بكر : يا رسول الله دعني فلأدخل قبلك ، فإن كانت حية أو شيء كانت لي قبلك ، قال : ادخل ، فدخل أبو بكر فجعل يلتمس بيديه ، فكلما رأى جحرا جاء بثوبه فشقه ثم ألقمه الجحر حتى فعل ذلك بثوبه أجمع ، قال : فبقي جحر فوضع عقبه عليه ، ثم أدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فلما أصبح قال له النبي - صلى الله عليه وسلم " فأين ثوبك يا أبا بكر ؟ " فأخبره بالذي صنع ، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده فقال : " اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة " . فأوحى الله تعالى إليه : إن الله قد استجاب لك .

حدثنا محمد بن أحمد بن محمد الوراق ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي ، ثنا سلمة بن حفص السعدي ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا هشام بن عروة ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن أسماء بنت أبى بكر ، قالت : كانت يد النبي - صلى الله عليه وسلم - في مال أبي بكر ويد أبي بكر واحدة حين حجا .

التالي السابق


الخدمات العلمية