صفحة جزء
[ ص: 278 ] 384 - هشام الدستوائي

ومنهم المخلص في الرعاية ، السلس في الرواية ، كان للذكر أليفا ، وللخوف حليفا ، هشام بن أبي عبد الله الدستوائي .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سعيد بن عامر ، عن هشام الدستوائي ، قال : كنا نختلف إلى رجل من الفقهاء سماه ، فلما وقع الطاعون كانت ركعتان يصليهما أحدنا أحب إليه من طلب الحديث .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عباس بن أبي طالب ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا أمية بن خالد - يعني أخاه - ، قال : سمعت - شعبة ، يقول : ما أقول لكم إن أحدا طلب الحديث يريد وجه الله تعالى إلا هشاما الدستوائي ، وإن كان يقول : ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لنا ولا علينا .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عباس بن أبي طالب ، ثنا يحيى بن أيوب ، ثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم بن قطن ، قال : ما رأيت أحدا أكثر ذكرا للموت من هشام الدستوائي .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : كان هشام الدستوائي لا يطفئ السراج إلى الصبح ، وقال : إذا رأيت الظلمة ذكرت ظلمة القبر .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : سمعت أبا يحيى علي بن عبد الله ، يقول : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يقول : سمعت هشاما - غير مرة - يقول إذا حدث : كم من رجل قد حدث هذا الحديث ، قد أكل التراب لسانه ؟ ! .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين ، ثنا سليمان بن عبد الجبار ، قال : سمعت أبا زيد الهروي ، يقول : سمعت هشاما الدستوائي ، يقول : وددت أن هذا الحديث ماء فأسقيكموه .

[ ص: 279 ] حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن يونس ، قال : سمعت أبا نعيم ، يقول : قدمت البصرة فلم أر بها أفضل من رجلين هشام الدستوائي ، وحماد بن سلمة .

حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا محمد بن زيد ، ثنا نعيم بن حماد ، عن ابن المبارك ، قال : سمعت هشاما الدستوائي ، يقول : عجب للعالم كيف يضحك ؟ !

حدثنا أبي ، ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم ، ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ثنا سعيد بن عامر ، ثنا هشام صاحب الدستوائي ، قال : قرأت في كتاب - بلغني أنه في كلام عيسى ابن مريم عليه السلام - : تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير العمل ، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل ، ويلكم علماء السوء ! الأجر تأخذون والعمل تضيعون ، يوشك رب العمل أن يطلب عمله ، وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه ، الله ينهاكم عن الخطايا كما يأمركم بالصلاة والصيام ، كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه واحتقر منزلته ، وقد علم أن ذلك من علم الله وقدرته ؟! كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له فليس يرضى بشيء أصابه ؟! كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر عنده من آخرته وهو في دنياه أفضل رغبة ؟! كيف يكون من أهل العلم من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه ، وما يضره أشهى إليه - أو قال : أحب إليه - مما ينفعه ؟!

حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ، ثنا الفضل بن الصباح ، ثنا أبو عبيدة الحداد ، عن هشام الدستوائي ، قال : كان عيسى ابن مريم عليه السلام يقول : يا معشر العلماء ، مثلكم مثل الدفلي يعجب ورده من نظر إليه ، ويقتل طعمه من أكله ، كلامكم دواء ولم يبرئ الداء ، وأعمالكم داء لا تقبل الدواء ، الحكمة تخرج من أفواهكم وليس بينها وبين آذانكم إلا أربع أصابع ، ثم لا تعيها قلوبكم ، معشر العلماء ، إن الله إنما يبسط لكم الدنيا لتعملوا ، ولم يبسط لكم [ ص: 280 ] لتطغوا ، معشر العلماء كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به ولا يطلبه ليعمل به ، العلم فوق رءوسكم ، والعمل تحت أقدامكم ، فلا أحرار كرام ، ولا عبيد أتقياء .

التالي السابق


الخدمات العلمية