صفحة جزء


382 - الربيع بن صبيح

ومنهم ذو العقل الرجيح ، والعمل النجيح ، الربيع بن صبيح رضي الله تعالى عنه .

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، ثنا الحسن بن جهور ، ثنا إسماعيل بن يحيى القرشي ، ثنا الربيع بن صبيح ، قال : قلنا للحسن : يا أبا سعيد عظنا ، فقال : إنما يتوقع الصحيح منكم داء يصيبه ، والشاب منكم هرما يفنيه ، والشيخ منكم موتا يرديه ، أليس العواقب ما تسمعون ؟ أليس غدا تفارق الروح الجسد المسلوب غدا أهله وماله ، الملفوف غدا في كفنه ، المتروك غدا في حفرته ، المنسي غدا من قلوب [ ص: 305 ] أحبته ، الذين كان سعيه وحزنه لهم ، ابن آدم نزل بك الموت فلا ترى قادما ولا تجيء زائرا ولا تكلم قريبا ولا تعرف حبيبا ، تنادى فلا تجيب ، وتسمع فلا تعقل ، قد خربت الديار ، وعطلت العشار وأيتمت الأولاد . قد شخص بصرك ، وعلا نفسك ، واصطكت أسنانك ، وضعفت ركبتاك ، وصار أولادك غرباء عند غيرك .

حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد ، حدثني محمد بن الحسين ، ثنا روح بن أسلم ، قال : سمعت الربيع ، يقول : قال الحسن : لو علم ابن آدم أن له في الموت راحة وفرجا لشق عليه أن يأتيه الموت ؛ لما يعلم من فظاعته وشدته وهوله ، فكيف وهو لا يعلم ما له في الموت من نعيم دائم أو عذاب مقيم ؟!

حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا أحمد بن عبد الله بن سليمان القرشي ، عن شيبان بن فروخ الأيلي ، ثنا مبارك بن فضالة ، قال : سمعت الربيع بن صبيح ، يقول : قلت للحسن : إن ههنا قوما يتبعون السقط من كلامك ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلا ، فقال : لا يكبر ذلك عليك ، فلقد أطمعت نفسي في خلود الجنان فطمعت ، وأطمعتها في مجاورة الرحمن فطمعت ، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلا ؛ لأني رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم فعلمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا صالح بن عبد الله الترمذي ، ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو يحيى الرازي ، ثنا هناد بن السري قالا : ثنا أبو أسامة ، عن الربيع بن صبيح ، قال : وعظ الحسن يوما فانتحب رجل ، فقال الحسن : أما والله ليسألنك الله ماذا أردت بهذا .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : سمعت عبيد الله بن القاسم ، يحكي عن عبد الله بن غالب ، مولى الربيع ثنا الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، قال : إن العز والغنى يجولان في طلب التوكل ، فإذا ظفرا أوطنا ، وأنشد :


يجول الغنى والعز في كل موطن ليستوطنا قلب امرئ إن توكلا



[ ص: 306 ]

ومن يتوكل كان مولاه حسبه     وكان له فيما يحاول معقلا
إذا رضيت نفسي بمقدور حظها     تعالت وكانت أفضل الناس منزلا



حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا الجوهري ، ثنا خلف بن الوليد ، حدثني الرجل الصالح الربيع بن صبيح - وكان والله من خيار المسلمين - ، ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا أحمد بن زهير ، ثنا غسان بن المفضل الغلابي ، قال : سمعت من يذكر أن الربيع بن صبيح كان بالأهواز وكان معه صاحب له ، فنظرت إليهما امرأة فتعرضت لهما فدعتهما إلى نفسها ، فبكى الشيخ فقال له صاحبه : ما يبكيك ؟ قال : إنها لم تطمع في شيخين إلا ورأت شيوخا مثلهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية