صفحة جزء


383 - علي بن علي الرفاعي

ومنهم علي بن علي الرفاعي ، كان مالك بن دينار رضي الله تعالى عنه يسميه راهب العرب ، وكان - شعبة رضي الله تعالى عنه يقول : اذهبوا بنا إلى سيدنا وابن سيدنا علي الرفاعي رضي الله تعالى عنه .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، ثنا ابن الجعد ، أخبرني علي بن علي الرفاعي ، عن الحسن ، قال : بينما رجلان من صدر هذه الأمة يتراجعان بينهما أمر الناس ، فقال أحدهما لصاحبه : لا أبا لك ما تبر الناس - أي ما أهلكهم - عن هذا الأمر بعدما زعموا أن قد آمنوا قال : [ ص: 311 ] فجعل يقول : ضعف الناس ، والذنوب ، والشيطان ، قال : وجعل يعرض بأمور لا توافق الرجل في نفسه ، فلما رأى ذلك قال : بلى بطأ بهم عن هذا الأمر بعدما زعموا أن قد آمنوا أن الله أشهد الدنيا وغيب الآخرة ، فأخذ الناس بالشاهد وتركوا الغائب ، والذي نفس عبد الله بن قيس بيده لو أن الله تعالى قرن إحداهما إلى جانب الأخرى حتى يعاينهما الناس ما عدلوا ولا مالوا .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا علي بن الجعد ، أنبأنا علي بن علي الرفاعي ، عن الحسن : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) قال : لا أعلم خليقة تكابد هذا الأمر ما يكابد هذا الإنسان ، قال : وقال سعيد أخوه : يكابد مضائق الدنيا وشدائد الآخرة .

أسند علي بن علي عن أبي المتوكل الناجي وغيره رضي الله تعالى عنهم أجمعين .

حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله ، ثنا أبو نعيم ، ثنا علي بن علي الرفاعي ، حدثني أبو المتوكل ، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرز عودا بين يديه وآخر إلى جنبه وآخر بعده ، فقال : " أتدرون ما هذا ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " هذا الإنسان فيتعاطى الأمل فيختلجه الأجل دون الأمل " . غريب من حديث أبي المتوكل لم يروه - فيما أعلم - إلا ابن علي الرفاعي ، ورواه عن علي الكبار ، منهم : وكيع بن الجراح وطبقته .

حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو عمر الضبي ، ومحمد بن علي ، قالا : ثنا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا شيبان بن فروخ ، ثنا علي بن علي الرفاعي ، ثنا أبو المتوكل ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم دعا الله بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن تدخر له في الآخرة ، وإما أن يرفع عنه من السوء مثلها " قالوا : يا رسول الله إذا نكثر قال : " الله أكثر " . غريب من حديث أبي المتوكل تفرد برفعه عن علي - فيما أعلم - شيبان . ورواه علي بن الجعد عن علي مرسلا .

حدثنا أبو أحمد محمد بن عمر الحافظ ، ثنا أبو بكر بن [ ص: 312 ] إسحاق بن خزيمة ، ثنا محمد بن موسى الحرشي ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا علي بن علي الرفاعي ، عن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله : وقد روى عن عدة من كبار أهل البصرة . كان من المنظور إليهم في العبادة والترهب ، والتشمر للعقبى والتأهب ، لم ينقل كلامهم ، ولا انتشر في ديوان الناقلين أحوالهم ، منهم من تقدم ذكرهم ، ومنهم من تأخر ، مثل : حسان بن عمران ، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي الأسود ، ومعاوية بن عبد الكريم وغيرهم رضي الله تعالى عنهم .

حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ، حدثني أبي ، ثنا أبو بكر بن سفيان ، ثنا محمد بن علي بن شقيق ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، ثنا الفضيل بن عياض ، عن حسان بن عمران ، عن الحسن ، قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات يوم ، فقال : " هل منكم من يريد أن يؤتيه الله علما بغير تعلم وهدى بغير هداية ؟ هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرا ؟ ألا إنه من رغب في الدنيا وأطال أمله فيها أعمى الله قلبه على قدر ذلك ، ومن زهد في الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله علما بغير تعلم وهدى بغير هداية ، ألا إنه سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر ، ولا الغنى إلا بالبخل والفخر ، ولا المحبة إلا باستخراج في الدين واتباع الهوى ، ألا فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصبر على الفقر ، وهو يقدر على العز ، لا يريد بذلك إلا وجه الله تعالى أعطاه الله تعالى ثواب خمسين صديقا " . غريب من حديث الحسن ، لم يروه عنه إلا حسان مرسلا ، ولا أعلم عنه راويا إلا الفضيل بن عياض .

التالي السابق


الخدمات العلمية