صفحة جزء


حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، ثنا سليمان بن عبد الجبار ، قال : سمعت أبا عاصم ، يقول : سمعت الثوري ، يقول : كان الرجل لا يطلب الحديث حتى يتعبد قبل ذلك عشرين سنة .

حدثنا أحمد بن عبيد الله ، ثنا عبد الله بن وهب ، ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو عاصم ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : كان الرجل إذا أراد أن يكتب الحديث تأدب وتعبد قبل ذلك بعشرين سنة .

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا الحسن بن علي ، قال أبو عاصم : زعم لي سفيان الثوري ، قال : كان الرجل لا يطلب الحديث حتى يتعبد قبل ذلك بعشرين سنة .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الخطاب ، ح . وحدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن عاصم ، قالا : ثنا هدية بن عبد الوهاب ، ثنا محمد بن عبيد الطنافسي ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : زينوا العلم بأنفسكم ، ولا تزينوا بالعلم .

حدثنا سليمان بن أحمد - إملاء - ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : الأعمال السيئة داء ، والعلماء دواء ، فإذا فسد العلماء فمن يشفي الداء .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن العباس بن أيوب ، ثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي عباد ، ح . وحدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا أحمد بن راشد البجلي ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : العلم طبيب الدين ، والدرهم داء الدين ، فإذا جذب الطبيب الداء إلى نفسه فمتى يداوي غيره ؟

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن جعفر ، ثنا محمد بن [ ص: 362 ] سهل بن عامر البجلي ، قال : سمعت عبد الله بن المبارك ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : ما أطاق أحد العبادة ولا قوي عليها إلا بشدة الخوف .

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا محمد بن أيوب ، ثنا نصر بن علي ، قال : سمعت عبد الله بن داود ، يقول : قال سفيان الثوري : إنما يطلب العلم ليتقى الله به ، فمن ثم فضل ، فلولا ذلك لكان كسائر الأشياء .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا الحسن بن عبد الجبار ، ثنا محمد بن قدامة ، ثنا بشر بن الحارث ، قال : سمعت عبد الله بن داود ، يقول : قال سفيان : إنما فضل العلم على غيره ليتقى الله به .

حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود ، ثنا عبد الله بن وهب ، ثنا أبو صالح عمرو بن خلف الخثعمي ، ثنا ضمرة بن ربيعة ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : كان يقال : حسن الأدب يطفئ غضب الرب عز وجل .

حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا عبيد بن صبيح ، ثنا محمد بن عثمان ، ثنا عبد الرحمن أبو مسلم الشهير بالمستملي ، عن سفيان ، ح . وحدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني ، ثنا محمد بن محمد بن شاذان ، ثنا محمد بن يزيد ، ثنا قبيصة ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : تعلموا هذا العلم ، واكظموا ، وأفرغوا عليه ، ولا تخلطوه بضحك فتجمد القلوب .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : سمعت مزاحم بن زفر ، يحدث أبا بكر بن عياش ، قال : سمعت الثوري ، يقول : إنما هو طلبه ، ثم حفظه ، ثم العمل به ، ثم نشره ، فجعل أبو بكر يقول : أعده علي ، كيف قال ؟

حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا عباد بن الوليد العنبري ، قال : سمعت المهدي أبا عبد الله ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : كان يقال أول العلم الصمت ، والثاني الاستماع له وحفظه ، والثالث العمل به ، والرابع نشره وتعليمه .

حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، ثنا القاسم بن يحيى بن [ ص: 363 ] نصر ، ثنا غراب ، قال : سمعت أبا عاصم ، يقول : سمعت الثوري ، يقول : من حدث قبل أن يحتاج إليه ذل .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن أحمد بن النضر ، قال : سمعت عثمان بن أبي شيبة ، يقول : سمعت وكيع بن الجراح ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا بهلول بن إسحاق بن بهلول ، ثنا أبي ، ثنا إسحاق بن عيسى الطباع ، ثنا مسكين بن بكير الحراني ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : الحديث أكثر من الذهب والفضة ، وليس يدرك ، وفتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة .

حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ، ثنا محمد بن إسماعيل البندار ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : سمعت سفيان ، يقول : فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن أحمد بن النضر ، قال : سمعت يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب المعني ، يقول : سمعت أبي يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : من ازداد علما ازداد وجعا .

حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا محمد بن أحمد بن النضر ، ح . وحدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن أحمد بن النضر ، قالا : ثنا يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : لو لم أعلم لكان أقل لحزني .

حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا محمد بن إسحاق ، ح . وحدثنا محمد بن علي ، ثنا الحسن بن أحمد بن قيل ، قالا : ثنا محمد بن سليمان لوين ، قال : سمعت أبا الأحوص ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : وددت أن أنجو من هذا الأمر كفافا ، لا علي ولا لي .

حدثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا أبو عمير الرملي ، ثنا ضمرة ، قال : سمعت سفيان ، يقول : وددت أن أنفلت من هذا الأمر لا لي ولا [ ص: 364 ] علي .

حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا أحمد بن سنان ، قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يقول : كنا نكون عند سفيان ، وهو يحدثنا ثم وثب فقال : إن النهار يعمل عمله .

حدثنا القاضي أبو أحمد ، ومحمد بن إبراهيم ، قالا : ثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثني شريح بن يونس ، ثنا محمد بن حميد ، عن سفيان ، قال : من رق وجهه رق عمله .

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا شريح بن يونس ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : ما سمعت سفيان يعيب العلم قط ، ولا من يطلبه ، قالوا : ليست لهم نية ، قال : طلبهم العلم نية .

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا علي بن خشرم ، ثنا عيسى بن يونس ، قال : مات سفيان الثوري مستخفيا قد جعل قميصه خريطة قد ملأها كتبا .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا إبراهيم بن سعيد ، ثنا أبو أسامة ، قال : قال سفيان ، ح . وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق السراج ، ثنا ابن أشكيب ، ثنا محمد بن بشر ، ثنا العلاء بن خالد ، قال : قال سفيان الثوري : هذا الحديث ليس من عدة الموت .

حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى الضرير المقرئ ، ثنا عبد الله بن العباس الطيالسي ، ثنا أبو بكر بن أبي النضر ، قال : سمعت أبا أسامة ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : ليس طلب الحديث من عدة الموت ، لكنه علة يتشاغل به الرجل .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا سلامة بن محمود العسقلاني ، ثنا محمد بن حفص ، ثنا يحيى بن سلام ، قال : قال لنا سفيان : لولا أن للشيطان فيه نصيبا ما ازدحمتم عليه - يعني العلم .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا مكحول البيروتي ، ثنا أحمد بن الفرج ، ثنا بقية ، عن خالد بن عبد الرحمن ، عن سفيان ، قال : أكثروا من الأحاديث فإنها سلاح .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن اللواق ، بمصر ، ثنا إبراهيم بن أبي داود ، ثنا سعيد بن أسد ، عن أبيه ، عن حماد بن دليل ، قال : ما كنا نأتي [ ص: 365 ] سفيان إلا في خلقان ثيابنا .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن بركة ، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ، قال : سمعت قبيصة ، يقول : ما رأيت الأغنياء أذل منهم في مجلس سفيان الثوري ، ولا الفقراء أعز منهم في مجلس سفيان الثوري .

حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا أحمد بن زيد الخزاز ، قال : سمعت زيد بن الورقاء ، يقول : كان سفيان الثوري يقول لأصحاب الحديث : تقدموا يا معشر الضعفاء .

حدثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا أبو عمير الرملي ، قال : سمعت خطاب بن أيوب ، يقول : كان الثوري يقول : تقدموا يا معشر الضعفاء .

حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود ، ثنا عبد الله بن وهب ، ح . وحدثنا محمد بن علي ، ثنا أبو عروبة ، قالا : ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : سمعت زيد بن الحباب ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، - وسأله شيخ عن حديث فلم يجبه ، قال : فجلس الشيخ يبكي ، فقام إليه سفيان ، فقال : يا هذا ، تريد ما أخذته في أربعين سنة أن تأخذه أنت في يوم واحد .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا الحسن بن علي ، ثنا خلف بن تميم ، قال : سمعت سفيان الثوري ، بمكة - وقد كثر الناس عليه - فسمعته يقول : ضاعت الأمة حين احتيج إلي .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا علي بن محمد بن أبان ، ثنا إبراهيم بن أيوب الواسطي ، ثنا جعفر بن يحيى ، قال : سمعت أبا منصور ، يقول : قال لي سفيان الثوري : ما تصنع بعلم إذا انتهيت فيه إلى الغاية ؟ تمنيت أنك خرجت منه كما دخلت فيه .

حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن زيد الجرجاني ، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، ثنا حيدرة بن عبيد ، قال : كان سفيان الثوري إذا لقي شيخا سأله : هل سمعت من العلم شيئا ؟ فإن قال : لا ، قال : لا جزاك الله عن الإسلام خيرا .

حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، حدثني عبد الله بن بشر بن صالح ، ثنا زيد بن أخرم ، قال : سمعت عبد الله بن داود ، يقول : سمعت الثوري ، يقول : ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث ؛ فإنه مسئول عنه .

حدثنا محمد بن عمر ، ثنا عبد الله [ ص: 366 ] بن بشر ، قال : سمعت الثوري ، يقول : إن هذا الحديث عز ، من أراد به الدنيا فدنيا ، ومن أراد به الآخرة فآخرة .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا علي بن سعيد ، ثنا زيد بن أخرم ، قال : سمعت عبد الله ، يقول : سمعت سفيان ، يقول : ليس شيء أنفع للناس من الحديث .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو عروبة الحراني ، ثنا أحمد بن سليمان ، ثنا أبو داود ، قال : سمعت الثوري ، يقول : ما أخاف على شيء أن يدخلني النار إلا الحديث .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا بكر بن محمد بن زيد الصوفي ، ثنا إبراهيم بن سعيد ، ثنا أبو توبة ، عن أبي خالد الأحمر ، قال : قال سفيان : وددت أني حين قرأت القرآن وقفت عنده ، فلم أتجاوزه إلى غيره .

حدثنا إبراهيم بن أحمد البزوري المقرئ ، ثنا جعفر بن ماهويه النصيبي ، بها ، ثنا سعيد بن السندي الحراني ، ثنا يعقوب بن كعب ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : سمعت سفيان ، يقول : لو لم يأتني أصحاب الحديث لأتيتهم في بيوتهم .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا الهيثم بن خلف ، ح . وحدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا أحمد بن علي بن الجارود ، قالا : ثنا هارون بن إسحاق ، ثنا محمد بن عبد الوهاب ، قال : سمعت سفيان ، يقول : لو أني أعلم أن أحدا يطلب الحديث بنية لأتيته في منزله حتى أحدثه .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن رافع ، قال : سمعت زيد بن الحباب ، يقول : سمعت سفيان ، غير مرة يقول ، مثله سواء .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا إبراهيم بن جعفر الأشعري ، ثنا موسى بن عبد الرحمن بن مهدي ، قال : سمعت أبي يقول : رأيت سفيان الثوري في المنام ، فقلت : أي شيء وجدت أفضل ؟ قال : الحديث .

حدثنا علي بن سعيد الموصلي ، وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا جعفر الفريابي ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت محمد بن يوسف الفريابي ، يقول : سمعت الثوري ، يقول : ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحت النية فيه ، قال أحمد : قلت للفريابي : وأي شيء النية ؟ قال : تريد به وجه الله والدار الآخرة .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا أبو عمير ، ثنا الوليد بن كثير ، عن سليمان بن حيان ، قال : كنا نصحب سفيان الثوري وقد سمعنا [ ص: 367 ] ممن سمع منه ، إنما نريد منه تفسير الحديث .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ، ح . وحدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، قالا : ثنا حجاج بن يوسف الشاعر ، قال : سمعت عبد الرزاق ، يقول : سألت سفيان الثوري في الموسم عن شيء ، فقال : هيهات أنت من أصحاب السلاح - أراه يعني الإسناد .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ح . وحدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، قالا : ثنا الحسن بن علي ، ثنا أبو أسامة ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : إنما العلم عندنا الرخص عن الثقة ، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا الحسن بن علي ، ثنا يحيى بن أيوب ، قال : قال أبو عيسى الحواري : لما قدم سفيان الثوري الرملة - أو بيت المقدس - أرسل إليه إبراهيم بن أدهم : تعال حدثنا ، فقيل له : يا أبا إسحاق ، تبعث إليه بمثل هذا ! قال : إنما أردت كيف تواضعه ، قال : فجاء فحدثهم .

حدثنا إبراهيم بن إسحاق ، ثنا الحسين بن علي ، ثنا محاضر ، قال : قال الثوري : لركعتان أصليهما أرجى عندي من الحديث .

حدثنا أحمد ، ثنا أبو بكر ، ثنا الحسن بن علي ، ثنا عيسى بن محمد - وقال مرة : عبد السلام بن محمد - قال : سمعت يوسف بن أسباط ، يقول : رأيت سفيان الثوري في المنام ، فقلت له : أي الأعمال وجدت أفضل ؟ قال : القرآن ، فقلت : الحديث ؟ فحول وجهه ، ولوى عنقه .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا معاذ بن أسد ، ثنا الفضل بن موسى الشيباني ، قال : سمعت الثوري ، يقول : تعلموا هذه الآثار ، فمن قال برأيه فقل : رأيي مثل رأيك .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، يقول : ثنا أبي ، عن ابن المبارك ، عن سفيان ، قال : إنما العلم بالآثار .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا محمد بن حاتم الرومي ، ثنا علي بن ثابت الجزري ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : طلبت العلم ولم تكن لي نية ، ثم رزقني الله النية .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا أبو عبيدة [ ص: 368 ] بن أبي السفر ، قال : سمعت عبد الله بن محمد بن سالم القزاز ، يقول : سمعت يحيى بن يمان ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : ما أحدث من كل عشرة بواحدة ، وقد كتبنا عنه عشرين ألفا ، وأخبرني الأشجعي أنه كتب عنه ثلاثين ألفا .

حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا الحسن بن حباش ، ح . وحدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : سمعت حفص بن غياث ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه .

حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : ما استودعت أذني شيئا قط إلا حفظته حتى أني أمر بكذا - كلمة قالها - فأسد أذني مخافة أن أحفظ ما يقول .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، مثله ، وقال : أمر بالحائك يغني فأسد أذني .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت محمد بن يحيى ، ومحمد بن سهل بن عسكر ، يقولان : ثنا عبد الرزاق ، قال : سمعت الثوري ، يقول : ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني .

حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا أبو يعلى محمد بن أحمد بن عبد الله المطلبي ، ثنا محمد بن سهل بن عسكر ، ثنا عبد الرزاق ، قال : سمعت الثوري ، يقول لرجل من العرب : اطلبوا العلم ويحكم ، فإني أخاف أن يخرج منكم فيصير في غيركم ، اطلبوه ويحكم ، فإنه عز وشرف في الدنيا والآخرة .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبيد بن محمد بن صبيح الزيات ، ثنا محمد بن عثمان بن خالد الواسطي ، ثنا عبد الرحمن أبو مسلم المستملي ، عن سفيان ، قال : تعلموا العلم ، فإذا علمتموه فاكظموا عليه ، ولا تخلطوه بضحك ولا لعب ، فتمجه القلوب .

حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا الحسن بن حباش ، حدثني محمد بن مسلم بن وارة ، ثنا علي بن غنام ، عن أبيه ، قال : قال سفيان : مثل العالم مثل الطبيب لا يضع الدواء إلا على موضع الداء .

[ ص: 369 ] حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أحمد بن سعيد الدارمي ، يقول : سمعت أبا عاصم النبيل ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : ما خفت على أيوب شيئا سوى الحديث .

وقال أبو عاصم : ما خفت على سفيان شيئا سوى الحديث .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن سهل بن عسكر ، قال : سمعت الفريابي ، يقول : سمعت سفيان ، يقول : يعجبني أن يكون صاحب الحديث مكفيا ، فإن الآفات إليهم أسرع ، وألسنة الناس إليهم أسرع .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد ، قال : سمعت محمد بن سهل بن عسكر ، يقول : سمعت محمد بن يوسف الفريابي ، يقول : كان سفيان الثوري لا يحدث النبط ولا سفل الناس ، وكان إذا رآه ساءه ، فقيل له في ذلك ، فقال : إنما العلم إنما أخذ عن العرب ، فإذا صار إلى النبط وسفل الناس قلبوا العلم .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن مسعود - وفي لفظ : ثنا محمد بن رافع - ثنا عبد الرزاق ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : ما نعد اليوم طلب العلم فضلا ؛ لأن الأشياء تنقص وهو يزيد ، ولوددت أني أنجو من علمي كفافا لا لي ولا علي .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الخنيسي ، قال : سمعت رجلا قال لسفيان الثوري : لو أنك نشرت ما عندك من العلم رجوت أن ينفع الله به بعض عباده ، وتؤجر على ذلك ، فقال سفيان : والله لو أعلم بالذي يطلب هذا العلم لا يريد به إلا ما عند الله لكنت أنا الذي آتيه في منزله ، فأحدثه بما عندي مما أرجو أن ينفعه الله به .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن رافع ، ثنا عبد الرزاق ، قال : قال لي سفيان الثوري : أخشى أن لا يكون طلب الحديث من أعمال البر ؛ لأني أرى كل شيء من أعمال البر في نقصان ، وذا في زيادة .

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا أحمد بن هاشم ، ثنا ضمرة بن ربيعة ، قال : كان سفيان ربما حدث بعسقلان ، [ ص: 370 ] يبتدئهم يقول : انفجرت العين ، انفجرت العين - يعجب من نفسه - وربما حدث الرجل الحديث فيقول له : هذا خير لك من ولايتك عسقلان وصور .

حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا أبو هشام ، ثنا وكيع ، قال : رأيت سفيان الثوري أملى على رجل شيئا ، فقال : هذا خير لك من ولايتك الري .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا عبد الرزاق ، قال : رأيت سفيان الثوري بصنعاء اليمن يملي على صبي ، ويستملي له .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا علي بن سعد ، ثنا يوسف بن يعقوب السدوسي ، قال : سمعت أحمد بن يونس ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : ليس طلب العلم " فلان عن فلان " ، إنما طلب العلم الخشية لله عز وجل .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ثنا عبد العزيز ، قال : قال سفيان الثوري : كان يقال : لا تكونن حريصا على الدنيا تكن حافظا .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت المهنى بن يحيى ، يقول : سمعت عبد الرزاق ، يقول : قال صاحب لنا لسفيان : يا أبا عبد الله ، حدثنا كما سمعت ، فقال : لا والله ما إليه من سبيل ، وما هو إلا المعاني .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، قال : سمعت محمد بن الصباح ، يقول : أنبأنا زيد بن الحباب ، قال : سمعت سفيان ، يقول : لو قلت لكم إني أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، قال : سمعت أبا همام ، يقول : ثنا الأشجعي ، عن سفيان ، قال : إني لأظن لو أن رجلا هم بالكذب عرف ذلك في وجهه .

حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا أبو عبد الرحمن بن الدرفش ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا أبو سعيد عبد الكريم الموصلي ، ثنا زيد بن أبي الزرقاء ، قال : خرج سفيان ونحن على بابه نتدارى في النسخ ، فقال : يا معشر الشباب ، تعجلوا بركة هذا العلم ؛ فإنكم لا تدرون لعلكم لا تبلغون ما تؤملون منه ، ليفد بعضكم بعضا .

حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ، ثنا الحلواني ، ثنا يحيى بن أيوب ، ثنا بعض أصحابنا ، قال : قال الثوري : لما أردت أن أطلب العلم قلت : يا رب ، إنه لا بد لي من معيشة ، [ ص: 371 ] ورأيت العلم يدرس ، فقلت : أفرغ نفسي لطلبه ، وقال : وسألت ربي الكفاية والتشاغل لطلب العلم ، فما رأيت إلا ما أحب إلى يومي هذا .

حدثنا عبد المنعم ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا أبو بكر محمد بن عيسى الواسطي ، ثنا أبو الوليد ، قال : سمعت سفيان ، يقول : طلبت هذا الأمر لغير الله ، فأعقبني ما أرى .

حدثنا عبد المنعم ، ثنا أحمد ، ثنا الحضرمي ، ثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : كنا نكون عند سفيان الثوري ، فكأنه قد أوقف للحساب فلا نجترئ أن نكلمه ، فنعرض بذكر الحديث ، فيذهب ذلك الخشوع ، فإنما هو حدثنا وحدثنا .

حدثنا سليمان بن أحمد - إملاء - ثنا عبد الله بن وهيب الغزي ، ثنا محمد بن أبي السري ، ثنا ضمرة ، قال : نظر حماد بن زيد إلى سفيان الثوري مسجى بثوب على السرير ، فقال : يا سفيان ، لست أغبطك اليوم بكثرة الحديث ، إنما أغبطك بعمل صالح قدمت .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا عبدان بن أحمد ، ثنا عمرو بن العباس ، قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يقول : لما أن مات سفيان أخرجناه بالليل من أجل السلطان ، فحملناه بالليل ، فما أنكرنا الليل من النهار . قال : وسمعته يقول في علته ، وكان به البطن : ذهب التستر ، ذهب التستر .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن أحمد الصباحي ، ح . وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسن البغدادي ، قالا : ثنا حفص بن عمرو الرماني ، قال : سمعت يحيى بن سعيد ، يقول : رأيت الثوري فيما يرى النائم ، فنظرت إلى صدره ، فإذا في صدره مكتوب في موضعين : ( فسيكفيكهم الله ) .

حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن إبراهيم الشيباني ، ثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، ثنا عبد الرحمن عمر بن رسته ، قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يقول : لما أن غسلت سفيان الثوري وجدت في جسده مكتوبا : ( فسيكفيكهم الله ) .

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا أحمد بن سنان ، قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يقول : جاءني جرير بن حازم ، وحماد بن زيد من الغد يوم دفنا سفيان ، فقالا : اخرج بنا ، [ ص: 372 ] فخرجت معهما ، فبينما نحن نمشي قال جرير بن حازم :

من كان يبكي على حي لمنزلة بكى الغداة على الثوري سفيانا

قال : ثم سكت ، فظننت أنه كان هيأ أبياتا يقولها فسكت ، فقال عبد الله بن الصباح :

أبكي عليه وقد ولى وسؤدده     وفضله ناضر كالغصن ريانا

.

حدثنا أحمد بن جعفر ، وسليمان بن أحمد ، قالا : ثنا أحمد بن علي الأبار ، ح . وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قالا : ثنا أحمد بن سعيد الرباطي ، ثنا أبو داود ، قال : مات سفيان بالبصرة ، فدفن ليلا ، ولم نشهد الصلاة عليه ، وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم ، وسلام بن مسكين ، فتقدم جرير ، وصلى على قبره ، ثم بكى وقال :

إذا بكيت على ميت لمكرمة     فابك الغداة على الثوري سفيانا

فظننت أنه كان هيأ أبياتا يقولها فسكت ، فقال عبد الله بن الصباح :

أبكي عليه وقد ولى وسؤدده     وفضله ناضر كالغصن ريانا

.

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ، ثنا يعقوب بن إبراهيم ، ثنا خلف بن تميم ، قال : كان سفيان الثوري يتمثل بهذه الأبيات :

أظريف إن العيش كدر صفوه     ذكر المنية والقبور الهول
دنيا تداولها العباد ذميمة     شيبت بأكره من نقيع الحنظل
وبنات دهر لا تزال ملمة     ولها فجائع مثل وقع الجندل



حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا ابن أبي قماش ، ثنا أبي ، ثنا نعيم ، ثنا الهيثم ، ثنا خلف بن تميم ، عن محمد بن حمزة ، قال : كان سفيان يتمثل بهذه الأبيات ، فذكر مثله .

حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا عبد الله بن زياد ، عن محمد بن بشر ، قال : سمعت سفيان ، يقول :

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى     ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله     وأنك لم ترصد كما كان أرصدا

.

[ ص: 373 ] حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا أبو حسان أحمد بن الخليل الواسطي ، ح . وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا أبو صالح الأعرج ، ثنا عباس بن محمد بن حاتم ، قالا : ثنا محمد بن عبيد الطنافسي ، قال : سمعت سفيان ، يقول :

يسر الفتى ما كان قدم من تقى     إذا عرف الداء الذي هو قاتله

.

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن يعيش ، ثنا حاتم الرازي ، ثنا عبد الرحمن بن هانئ ، عن سفيان الثوري ، أنه كان يتمثل :

سيكفيك عما أغلق الباب دونـه     وضن به الأقوام ملح وجردق
وتشرب من ماء فرات وتغتدي     تعارض أصحاب الثريد الملبق
تجشى إذا ما هم تجشوا كأنمـا     ظللت بأنواع الخبيص تفتق

حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا أبو رفاعة العدوي ، ثنا إبراهيم بن شارف ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : جاع سفيان الثوري جوعا شديدا ، مكث ثلاثة أيام لا يأكل شيئا ، فمر بدار فيها عرس ، فدعته نفسه إلى أن يدخل ، فعصمه الله ومضى إلى منزل ابنته ، فأتته بقرص ، فأكله وشرب ماء فتجشى ، ثم قال :

سيكفيك عما أغلق الباب دونه     وضن به الأقوام ملح وجردق
وتشرب من ماء فرات وتغتدي     تعارض أصحاب الثريد الملبق
تجشى إذا ما هم تجشوا كأنما     ظللت بأنواع الخبيص تفتق



حدثنا أبو بكر الطلحي ، حدثني أبو الطيب بن حميد ، ثنا محمد بن خلف التيمي ، ثنا محمد بن صدقة بن أبي الزيداء التيمي ، قال : كان سفيان الثوري يقول :

إن كنت ترجو الله فاقنع به     فعنده الفضل الكثير البشير
من ذا الذي تلزمه فـاقة     وذخره الله العلي الكبـير



حدثنا عثمان بن محمد ، ثنا عبد الرحمن البجلي ، ثنا يزيد بن عبد الصمد ، ثنا أبو مسهر ، ثنا مزاحم بن زفر ، قال : سمعت سفيان الثوري ، ينشد هذه الأبيات من قول ابن حطان :

[ ص: 374 ]

أرى أشقياء الناس لا يسأمونها     على أنهم فيها عراة وجوع
أراها وإن كانت قليلا كأنها     سحابة صيف عن قليل تقشع

.

حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان ، ثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا أحمد بن محمد بن رشدين ، حدثني سعيد بن خالد بن يزيد المروزي ، حدثني سالم الخواص ، قال : قال رجل لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ، إن فيك لعجبا ، قال : يا ابن أخي ، ما الذي بان لك مني حتى عجبت ؟ قال : تنقلك من بلد إلى بلد ، إن للناس مأوى ، وللسبع مأوى ، وما لك مأوى تأوي إليه ! فقال له سفيان : أي رجل كان المغيرة بن مقسم الضبي ؟ قال : رجل صالح إن شاء الله ، قال : وأي الرجال كان إبراهيم النخعي ؟ قال : بخ بخ ، قال : فأي الرجال كان علقمة ؟ قال : لا تسأل ، قال : فأي الرجال كان عبد الله بن مسعود ؟ قال : الثقة الصدوق ، فقال سفيان : حدثنا المغيرة بن مقسم ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : اقتحم على أهل الجنة نور في قبابهم ، كاد أن يخطف نوره أبصار القوم ، فإذا نور سن حوراء ضحكت في وجه وليها ، فما كنت أدع هذا الخير أبدا لقولك ، ثم أنشأ سفيان يقول :

ما ضر من كانت الفردوس مسكنه     ماذا تجرع من بؤس وإقتار
تراه يمشي كئيبا خائفا وجلا     إلى المساجد يمشي بين أطمار

ثم أقبل على نفسه فقال :

يا نفس ما لك من صبر على النار     قد حان أن تقبلي من بعد إدبار

وهذا الحديث رواه حلبس بن محمد الكلابي مرفوعا من دون الأبيات والقصة .

حدثناه أبو بكر بن خلاد ، ثنا محمد بن غالب بن حرب ، ح . وحدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا أحمد بن سليمان بن أيوب ، ح . وحدثنا الطلحي ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين العباسي ، ح . وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن موسى الحلواني ، قالوا : ثنا عيسى بن يوسف بن الطباع ، ثنا حلبس بن محمد الكلابي ، ثنا سفيان الثوري ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " سطع نور في الجنة ، فرفعوا رءوسهم ، فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها " وقال محمد بن غالب : " برقت برقة في الجنة ، فقالوا : حوراء ضحكت [ ص: 375 ] في وجه زوجها " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ، قال : سمعت السري ينشد ، واستنشده سفيان بن عيينة :


أجاعتهم الدنيا فجاعوا ولم يزل     كذلك ذو التقوى عن العيش ملجما
أخو طيئ داود منهم ومسعر     ومنهم وهيب والغريب ابن أدهما
وحسبك منهم بالفضيل وبابنه     ويوسف إذ لم يأل أن يتسلما
وفي ابن سعيد قدوة البر والنهى     وفي وارث الفاروق صدقا ومقدما
أولئك أصحابي وأهل مودتي     فصلى عليهم ذو الجلال وسلما

.

حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي ، ثنا محمد بن علي الصائغ ، قال : سمعت إبراهيم بن محمد الشافعي ، يقول : سمعت السري بن حيان - وكان سفيان معجبا به - يقول هذه الأبيات وزاد :


فما ضر ذا التقوى تضاؤل نسبة     وما زال ذو التقوى أعز وأكرما
وما زالت التقوى تزيد على الغنى     إذا محض التقوى من العز مبسما

.

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن سعيد الرباطي ، ثنا غياث بن واقد - من أهل إصطخر - قال : طاف سفيان ذات ليلة ، فأكثر الطواف ، ثم صلى فأطال الصلاة ، ثم اضطجع ، فقلت : هذه ضجعته حتى يصبح ، فما كان إلا قليلا حتى هب من نومه ، ثم أخذ نحو الجبل الذي كان يأوي إليه ، فأصاب إبهام قدمه حجر ، فدميت ، فاضطجع ، ثم قال : أف لها ، ما أكثر كدرها ، عجبا لمن يحبها !

حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أبو سعيد بن زياد ، ثنا أبو داود ، ثنا الرباطي ، قال : سمعت غياث بن داود - من أهل إصطخر من أصحاب سفيان - قال : رثى رجل سفيان بعد موته فقال :


لقد مات سفيان حميدا مبررا     على كل قار هجنته المطامع
جعلتم فداء للذي صان دينه     وفريه حتى حوته المضاجع

.

[ ص: 376 ] حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني عبد الله بن محمد ، قال : قال زكريا بن عدي : كان الثوري يتمثل :

أرى رجالا بدون الدين قد قنعوا     وليس في عيشهم يرضون بالدون
فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما اسـ     ـتغنى الملوك بدنياهم عن الدين

.

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن محمد ، عن محمد بن إسحاق الباهلي ، عن أبيه ، قال : سمعت سفيان ، يتمثل :

إني وجدت فلا تظنوا غيره     أن التنسك عند هذا الدرهم

.

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد ، حدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثني أبو بحر - جليس ليحيى بن آدم - قال : كان سفيان الثوري يتمثل :

ابل الرجال إذا أردت إخاءهم     وتوسمن أمورهم وتفقد
فإذا وجدت أخا الأمانة والتقى     فبه اليدين قرير عين فاشدد
ودع التخشع والتذلل تبتغي     قرب امرئ إن تدن منه يبعد

.

التالي السابق


الخدمات العلمية